أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-18
![]()
التاريخ: 2025-04-01
![]()
التاريخ: 2023-08-13
![]()
التاريخ: 22-4-2019
![]() |
اليوم الذي يتوفق فيه لشيء من النوافل بإقبال يمتاز عن سائر أيامنا بالحيوية والعطاء ، ذلك أن النوافل تملأ القلب بالإحساس بالله والوثوق في السلوك والاطمئنان إلى الحياة وما فيها .
من هذه الأيام الغنية في حياتنا ومن معرفة النماذج التي نؤدي النوافل دائما نستطيع أن ندرك ثراء القلوب المكثرة من الصلاة .
أعرف شابا متوسطا في وعيه وذكائه ، ألقى الله في قلبه حب الصلاة فأخذ يؤدي فرائضه بوعي ثم أخذ يؤدي النوافل ما عدا نافلتي الظهر والعصر ، ولم تمض مدة حتى ظهر عطاء النوافل في هذا المسلم . لقد مزجته الصلاة بالنور حتى تبلورت قسماته وتفتح ذهنه واطمأن قلبه أصبح يستوعب ما يقرأ ، ويجيد أن يفكر ، ويؤثر حينما يتكلم . ولم أجد سببا لهذا التكامل إلا أن الاكثار من الصلاة أعطاه لفحا باطنيا انعكس على قسماته وحياته .
والمؤمنون الواعون في التاريخ وفي عصرنا ، الذين تتميز قلوبهم ونتاجهم بالنبوغ، الذين توحي إليك قسماتهم وحديثهم بالاطمئنان . . تفحص عن عوامل تكوين شخصياتهم لتجد أن من أهمها كثرة الصلاة .
والمتانة والحيوية والحرارة الطمأنينة والحنان الغامر، هذا التميز الذي نراه في سلوك الأنبياء والأئمة عليهم السلام إنما جاء في عقيدتي من لفح الباطن من جذوة النور التي يؤججونها في أنفسهم الشريفة على عين الله، وهذه الجذوة المتقدة مدانة فيما هي مدانة للإكثار من الصلاة .
صحيح أنهم عليهم السلام يأخذون من يومهم ساعات يمضونها في الصلاة ، ولكنهم يأخذون من الصلاة لساعات عملهم طاقة تجعلها أضعافا مضاعفة ، فهم بالإكثار من الصلاة يضيفون إلى يومهم أياما وإلى عمرهم أعمارا ، ويطبعون نتاجهم بالنور والبركة والخلود .
عن الإمام الصادق ( ع ) قال: في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وآله " كان صلى الله عليه وآله يؤتي بطهور فيخمر عند رأسه ( أي يغطي الإناء بخمرة قطعة قماش أو خوص ) ويوضع سواكه تحت فراشه ثم ينام ما شاء الله ، فإذا استيقظ جلس ثم قلب بصره في السماء ثم تلا الآيات من آل عمران ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد ) ثم يستن ( أي يغسل ويتطهر ثم يقوم إلى المسجد فيركع أربع ركعات ركوعه على قدر قراءته وسجوده على قدر ركوعه يركع حتى يقال متى يرفع رأسه ويسجد حتى يقال متى يرفع رأسه ثم يعود إلى فراشه ثم ينام ما شاء الله، ثم يستيقظ فيجلس فيتلو الآيات من آل عمران ويقلب بصره في السماء ، ثم يستن ويتطهر ويقوم إلى المسجد ويصلي الأربع ركعات كما ركع قبل ذلك، ثم يعود إلى فراشه فينام ما شاء الله ، ثم يستيقظ ويجلس فيتلو الآيات من آل عمران ويقلب بصره في السماء ، ثم يستن ويتطهر ويقوم إلى المسجد فيوتر ويصلي الركعتين ( أي يصلي ركعات الوتر الثلاث ثم يصلي الركعتين نافلة الصبح ) ثم يخرج إلى الصلاة " الوسائل ج 5 ص 263 .
وعنه ( ع ) قال " ما يمنع أحدكم إذا دخل عليه غم من غموم الدنيا أن يتوضأ ثم يدخل المسجد فيصلي ركعتين يدعو الله فيهما ، أما سمعتم الله يقول : استعينوا بالصبر والصلاة " الوسائل ج 5 ص 263 .
وعن محمد بن النعمان رحمه الله قال " كان علي ( ع ) يوما في حرب صفين مشتغلا بالحرب والقتال وهو مع ذلك بين الصفين يراقب الشمس ، فقال له ابن عباس : يا أمير المؤمنين ما هذا الفعل ؟ قال ( ع ) أنظر إلى الزوال حتى نصلي ، فقال له ابن عباس : وهل هذا وقت الصلاة ، إنا لعندنا لشغلا بالقتال عن الصلاة ، فقال عليه السلام : على م نقاتلهم ! ولم يترك عليه السلام صلاة الليل قط حتى ليلة الهرير " وهي ليلة مشهورة في حرب صفين استمر فيها القتال حتى الصباح الوسائل ج 3 ص 179.
وعن أحمد بن علي الأنصاري قال سمعت رجاء بن أبي الضحاك يقول : " بعثني المأمون في أشخاص علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) من المدينة ، وقد أمرني أن آخذ به على طريق البصرة والأهواز وفارس ولا آخذ به على طريق قم ، وأمرني أن أحفظه بنفسي بالليل والنهار حتى أقدم به عليه ، فكنت معه من المدينة إلى مرو ، فوالله ما رأيت رجلا كان أتقى الله تعالى منه ولا أكثر ذكر الله في جميع أوقاته، كان إذا أصبح صلى الغداة ، فإذا سلم جلس في مصلاه يسبح الله ويحمده ويكبره ويهلله ويصلي على النبي صلى الله عليه وآله حتى تطلع الشمس، فإذا زالت الشمس قام فصلى ستة ركعات ثم يؤذن ويصلي ركعتين، ثم يقوم ويصلي الظهر ، فإذا سلم سبح الله وحمده وهلله وكبره ما شاء الله ، ثم سجد سجدة الشكر يقول فيها مئة مرة شكرا لله ، فإذا رفع رأسه قام فصلى ست ركعات ثم يؤذن ويصلي ركعتين فإذا سلم أقام وصلى العصر ، فإذا سلم جلس في مصلاه يسبح الله ويكبره ويحمده ويهلله ما شاء الله، فإذا غابت الشمس توضأ وصلى المغرب ، ثم يصلي أربع ركعات ثم يجلس بعد التسليم في التعقيب ما شاء الله ، ثم يقوم فيصلي العشاء الآخرة، فإذا سلم جلس في مصلاه يذكر الله ما شاء الله .
فإذا كان الثلث الأخير من الليل قام من فراشه بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والاستغفار فاستاك ثم توضأ ثم قام إلى صلاة الليل ، ثم يصلي صلاة جعفر بن أبي طالب ( صلاة علمه إياه الرسول فعرفت باسمه ) فإذا قرب من الفجر قام فصلى ركعتي الفجر فإذا طلع الفجر أذن وأقام وصلى الغداة ركعتين .
وكان إذا أقام في بلدة عشرة أيام صائما لا يفطر ، فإذا جن الليل بدأ بالصلاة قبل الافطار وما رأيته صلى الضحى في سفر ولا حضر .
وكان يكثر بالليل في فراشه تلاوة القرآن ، فإذا مر بآية فيها ذكر جنة أو نار بكى وسأل الله الجنة وتعوذ بالله من النار ، وإذا قرأ ( يا أيها الذين آمنوا ) قال لبيك اللهم لبيك سرا .
وكان لا ينزل بلدة إلا قصده الناس يستفتونه في معالم دينهم فيجيبهم ويحدثهم " .
" مقتطف من ( عيون أخبار الرضا ) ( ع ) ص 178 182 " إن الأنبياء والأئمة وكبار المؤمنين عليهم السلام ، ما هزوا العقل والوجدان البشري من الأعماق ولا شقوا الطريق للهدى الإلهي في حياة الناس برغم كل الصعاب . . إلا لأنهم كانوا يعيشون قضية الله عز وجل مع عباده ويتربون بين يديه ساعات كل يوم ونحن الذين ندعوا شعوب الأرض إلى الإسلام ، ونجابه طغاة حجبوا عن عباد الله رؤية ربهم وطريقهم، ونعالج أمة طال عليها الأمد فقست قلوبها وطال عليها الانغلاب فاستعظمت أعداءها، لا بد لنا أن نتربى باستمرار بين يدي صاحب الإسلام عز وجل.
لا بد لنا أن نعيش دائما قضية دعوتنا ومراحل مسيرتنا برؤية واضحة وشخصية واثقة وخطى ثابتة وجهود مضاعفة، ومن أهم الأسباب التي جعلها الله عز وجل لذلك الصلاة الدائمة الواعية .
|
|
"إنقاص الوزن".. مشروب تقليدي قد يتفوق على حقن "أوزيمبيك"
|
|
|
|
|
الصين تحقق اختراقا بطائرة مسيرة مزودة بالذكاء الاصطناعي
|
|
|
|
|
مكتب السيد السيستاني يعزي أهالي الأحساء بوفاة العلامة الشيخ جواد الدندن
|
|
|