من أصعب التحديات التي تواجهها في علاقاتك مع الآخرين، التعامل معهم بشكل بناء عندما يستخدمون الأسلوب البديل، وإليك إرشادات عامة تمكنك من الاستفادة القصوى من المواقف السيئة.

1- توقع ألا يكون الآخرون دائما في أحسن حالاتهم. وقد كتب الفيلسوف الروماني ماركوس أوريليوس: (عندما أغادر منزلي كل صباح أقول لنفسي: ستقابل اليوم شخصاً بغيضاً أحمق ويتحدث كثيراً، ولذلك لا تندهش) ولم يكن يصاب بالإحباط من عدم كون الناس عند حسن ظنه، لأنه لم يكن يتوقع منهم أشياء غير عملية أو واقعية، ولذلك كانت مقولة: (من يعرف مسبقاً يستعد الاستعداد السليم) مقولة صادقة.

2- تعرف على الوقت الذي يكون فيه الشخص في حالة الأسلوب البديل: عادة ما يكون واضحا عندما يكون الأسلوبان الأكثران توكيداً - المعبرون والعمليون - في حالة الإبدال، ومع هذا فمع التحليليين وبشكل خاص مع الودودين قد يكون من الصعب أن تحدد الفروق البسيطة بين الأسلوب الطبيعي والسلوك البديل. وإليك بعض الطرق التي تشير إلى أن الشخص قد يكون في حالة الأسلوب البديل:

ـ أن تبدأ في الاستجابة السلبية نحوه.

ـ أن يصبح أسلوب الشخص الآخر النابع أسلوباً أكثر تطرفا أو أكثر عنفا.

ـ عندما تقضي وقتاً طويلاً مع شخص فإنك تلاحظ سلوكيات معينة توحي لك بالوقت الذي يكون فيه هذا الشخص متأثراً بالأسلوب البديل.

وكلما أسرعت في تحديد ما إذا كان الشخص يستخدم السلوك الإبدالي أم لا. سهل عليك التعامل مع الموقف.

3- تجنب أن تنساق وراء الأسلوب البديل للشخص الآخر. فإن السلوك البديل يتميز بعدوى انتقاله إلى الآخرين، ولإيقاف هذه الدائرة، أعد التفكير فيما يجري في إطار جديد.

فبدلاً من التركيز على كراهتك للسلوك البديل للشخص الآخر، تعرف على الدافع وراءه، وهو التزايد الكبير في الضغط، حاول أن تنقل اهتمامك بعيداً عن قلقك من الأسلوب الذي يتعامل به الشخص مع الآخرين، ووجه هذا الاهتمام نحو التقمص لهذا الضغط الذي يحاول الشخص التغلب عليه، وأنت تعرف كم هو سيئ أن تكون تحت ضغط شديد بحيث لم تعد على طبيعتك. ذكر نفسك أن هذا الشخص الذي يتعامل من خلال أسلوبه البديل يرى الحياة من هذا المنظور.

ومن المفيد أيضا أن تذكر نفسك بأنك لست الهدف الحقيقي لأسلوب الشخص الآخر، فالسلوك العدواني يكون استجابة لضغط داخلي، وقد تصادف أن تقع أنت أمامه، ولذلك عليك ألا تأخذ الأمور بشكل شخصي.

4- لا تحاول منع أي شخص من استخدام السلوك البديل. إن الأسلوب البديل ما هو إلا طريقة للتخلص من الضغط، فإن قمت بكبت هذا السلوك زاد حجم الضغط وطال أمده، وفوق هذا فالشخص عندما يستخدم الأسلوب البديل فإن جهودك لمنع الآليات الذاتية للحد من الضغط قد لا تؤدي إلا إلى المزيد من الضغط.

ولسوء الحظ فإن هناك ميلاً قوياً في ثقافتنا لدفع الآخرين إلى عدم استخدام سلوكهم البديل، فالشخص المعبر عندما يستخدمه تجد الناس غالبا تقول: (بالله عليك كف عن الصياح.. دعنا نتحدث كما يفعل العقلاء). وعندما يستخدم الشخص التحليلي السلوك البديل، ينعزل عن الناس، فتجد العلاج لدى الناس هو عبر عن مكنون صدرك... وعندما يصبح الشخص العملي أكثر استبداداً وتوتراً من عادته ينصحه الناس: (استرخ، هون عليك) وعندما يدعى الشخص الودود، قد يقول الناس: (هلا صدقتنا.. ما عليك إلا أن تقول ما يجول حقا بذهنك)، وكل هذه النصائح المخلصة لن تؤدي إلا إلى زيادة الضغط.

ولا شك أن الشخص حينما يستخدم السلوك البديل لفترة طويلة فلابد من مواجهة الموقف، فإذا لزم الأمر فانتظر حتى يتخلص الشخص من ذلك السلوك البديل قبل أن تفاتحه في الأمر، وربما أمكنك مساعدته في إيجاد وسائل لمنع زيادة الضغط بشكل كبير، وعلى سبيل المثال: انظر إلى كمية العمل المفروضة على هذا الشخص لتتأكد من أن بإمكانه أداءه، وتتأكد أيضا من عدم وجود مواعيد نهائية كثيرة لا تقبل التأخير أبداً، وبعد ذلك استخدم المعلومات الواردة لمساعدة الشخص في وضع استراتيجيات للتغلب على الضغط، ليستخدمها في حالة الأسلوب البديل.

5ـ وفي النهاية.. تجنب الدخول في صفقات مع أي شخص يكون في حالة الأسلوب البديل وذلك إن أمكن هذا، وكلما كانت الصفقة مهمة ازدادت أهمية تجنب عقدها في ظل ضعف قدرته على الاتصال بالآخرين، وتوقف عملية اتخاذ القرار لديه.

وهذا رأي كروك مؤسس سلسلة مطاعم ماكدونالدز، كان من الأشخاص المعبرين، وقد تعرض لضغط شديد مع التوسع الهائل في أفرع الشركة، ولهذا كان كثيرا ما يرى في حالة الأسلوب البديل، وأثناء أسلوبه الهجومي كان غالبا ما يعطي الأمر بفصل الشخص الذي يغضب منه، وفي مرحلة ما كان قد أعطى أوامر يفصل جميع المدراء تقريبا، وقد تم تنفيذ القليل من هذه الأوامر، لأن سكرتيرته التي عملت معه طويلا كانت تعرف أن مديرها سوف يغير رأيه بمجرد أن يهدأ.

ولا يمكنك أن تتجنب عقد صفقات مع الشخص عندما يكون في حالة الأسلوب البديل، إلا أنك حينما تعرف الأسلوب البديل للشخص وما يميزه يمكنك أن تجد أساليب جديدة للتعامل مع المواقف الصعبة.

ولأننا جميعا بشر فستنزلق من وقت لآخر للسلوك البديل، ونظرية أساليب الناس في العمل ستساعدك على فهم طرق الاستجابة لديك ولدى الآخرين عند التعرض للضغط الشديد، كما ستجد هنا نصائح عملية بشأن ما ينبغي أن تفعله عندما تكون أنت أو غيرك في حالة الأسلوب البديل.

وإذا كان من المفيد أن تعرف كيفية التغلب على السلوك البديل، إلا أنك وغيرك غالبا ما تتعاملون من خلال الأسلوب الطبيعي، وحتى في ظل الأوقات التي يقل فيها الضغط يمثل بناء علاقات جيدة مع من لديهم أساليب مختلفة عنك تحدياً صعباً.