أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-8-2017
240
التاريخ: 23-8-2017
512
|
تعميم الدلالة
فكما يصيب التخصيص دلالة بعض الألفاظ قد يصيب التعميم البعض الآخر، غير أن تعميم الدلالات أقل شيوعا في اللغات من تخصيصها، وأقل أثرا في تطور الدلالات وتغيرها. ويشبه تعميم الدلالات ما نلحظه لدي الأطفال حين يطلقون اسم الشئ علي كل ما يشبهه لأدني ملابسة أو مماثلة، وذلك لقصور محصولهم اللغوي، وقلة تجاربهم مع الألفاظ. فقد يطلق الطفل لفظ «الأب» علي كل رجل يشبه أباه في زيه أو قامته أو لحيته أو شاربه، وقد يطلق لفظ «الأم» علي كل امرأة تشبه أمه في ثيابها وشعرها وصورتها. وتبدو هذه الظاهرة واصحة جلية حين يعبر الطفل عن أنواع الحيوان والطيور. فقد يسمي كل طائر «دجاجة» وكل حيوان كبير حمارا أو حصانا. ويتوقف مسلك الطفل إلي حد كبير علي بيئته، وتجاربه الأولي فيها.
وكذلك الناس في حياتهم العادية يكتفون بأقل قدر ممكن من دقة الدلالات وتحديدها، ويقنعون في فهم الدلالات بالقدر التقريبي الذي يحقق هدفهم من الكلام والتخاطب، ولا يكادون يحرصون علي الدلالة الدفيقة المحددة التي تشبه المطلح العلمي. وهم لذلك قد ينتقلون بالدلالة الخاصة إلي الدلالة العامة إيثاراً للتيسير علي أنفسهم، والتماساً لأيسر السبل في خطابهم.
ويبدو أثر هذا واضحاً قوياً في الصفات والنعوت حين تصطنع في مجال أعم، فتصبح «الموسيقي» مثلا في رأيهم «لذيذة»، و حين «يتذوقها» السامع. وتلك هي الظاهرة التي جعلت للحية والسيف والعسل عشرات من الأسماء في اللغة العربية.
ومن هذا التعميم أن «البأس» في أصل معناها كانت خاصة بالحرب، ثم أصبحت تطلق علي كل شدة، وأن الناس في خطابهم الآن يطلقون كلمة «الورد» علي كل زهر، وكلمة «البحر» علي النهر والبحر. ومن هذا التعميم أيضا تحويل الأعلام
ص119
إلى صفات، فالعلم «قيصر» قد يطلق و يراد منه العظيم الطاغية، «ونيرون» الظالم أو المجنون، «وحاتم» الكريم المضياف، و«عرقوب» للمخادع القليل الوفاء.
ومثل هذا في اللغات الأوربية كلمة «Arrived» التي كانت تعني الوصول الي شاطئ النهر، وأسبحت الآن لمجرد الوصول، وكلمة «Virtue» التي تعني الآن «الفظيلة» كانت في الأصل اللاتيني مقصورة علي صفة الرجولة.
ص120
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|