المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6767 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Dictyostelium
3-1-2016
محسن بن حسين بن محمد رضا بحر العلوم.
29-7-2016
فن المصافحة
6-12-2018
نظرية معايرات التعادل Theory of Neutralization Titrations
2023-09-17
ذبابة اوراق الحمص Liriomyza cicerina
3-4-2018
بروتين الرنين Renin
20-11-2019


العصر الاشوري الوسيط  
  
4852   02:36 مساءً   التاريخ: 20-7-2018
المؤلف : طه باقر
الكتاب أو المصدر : مقدمة في تأريخ الحضارات القديمه
الجزء والصفحة : ج1، ص532 - 540
القسم : التاريخ / الامبراطوريات والدول القديمة في العراق / الاشوريون /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-1-2017 1843
التاريخ: 2023-07-25 1073
التاريخ: 20-7-2018 4853
التاريخ: 24-10-2016 7589

العصر الآشوري الوسيط

يحدد زمن ما سميناه بالعصر الآشوري الوسيط من نهاية العصر الآشوري القديم، أي من حدود القرن الخامس عشر ق.م وينتهي في أواخر القرن العاشر ق.م، حيث يبدأ العصر الآشوري الحديث بحكم الملك "أدد ــ نيراري" الثاني (891 – 911 ق.م)، فيكون العصر الآشوري الوسيط قد دام زهاء أربعة قرون، وكان يعاصر العهد البابلي الوسيط الذي شغل معظمه بحكم السلالة الكشية أو سلالة بابل الثالثة.

استقلت بلاد آشور من بعد سيطرة حمورابي عليها وقام فيها عدة ملوك أو حكام في عهد خلفاء حمورابي الذين لم يستطيعوا على ما يبدو الاحتفاظ بالسيطرة البابلية، وقد وردت أسماؤهم في أثبات الملوك الآشورية ولكن لا يعرف تسلسل حكمهم على وجه التأكيد، كما لم يصل إلينا من أخبارهم أشياء يعتد بها، نذكر منهم الملك المدعو "بوزر ــ سين" و" آشور ــ دكل"، ثم خمسة ملوك آخرين منهم الملك "داسي" الذي يرجح انه حكم في حدود القرن السابع عشر ق.م، وأنه كان مؤسس سلالة حاكمة في مطلع هذا العصر. ومنهم أيضاً الملك المسمى "ايريشم" الثالث الذي يرجح أنه حكم في القرن السادس عشر ق.م، وأنه كان مؤسس سلالة حاكمة في مطلع هذا العصر. ومنهم أيضاً الملك المسمى "ايريشم" الثالث الذي يرجح أنه حكم في القرن السادس عشر ق.م، وخلفه في الحكم على ما يرجح من الملوك المذكورين في أثبات الملوك الآشورية "شمسي ــ أدد" الثاني، و "اشمى ــ دكان" الثاني و "شمسي ــ أدد" الثالث و "آشور ــ نيراري" الأول او "بوزر ــ آشور" الثالث الوارد اسمه في التاريخ "التعاصري" (Synchronistic history) (1).

وقد انتهت هذه الفترة من تأريخ الآشوريين الوسيط بنكبة فادحة حلت في بلاد آشور، إذ استطاعت دولة "ميتاني" (أو خانيكلبات في ما بين النهرين العليا) فرض السيطرة عليها، في القرن الخامس عشر ق.م، وظلت تحت السيطرة الميتانية على الرغم من قيام عدة ملوك او حكام فيها، فقد كانوا ضعفاء وخاضعين إلى نفوذ تلك الدولة. ويمكن تخصيص الأثني عشر ملكاً ابتداء من الملك "بوزر ــ آشور" الثالث إلى قياس الملك الشهير "آشور ــ اوبالط" الأول بأنهم حكموا في تلك الفترة المظلمة من تاريخ بلاد آشور التي يمكن وضع نهايتها في العام 1365 ق.م، وهو العام الذي جاء فيه العرش الآشوري الملك القوي "آشور ــ اوبالط" الأول السالف الذكر.

ولكي نقف على سير الأحداث في بلاد آشور في تلك الفترة فلا معدى لنا من أن نكرر بعض ما ذكرناه عن الدول الكبرى التي قامت في الشرق الأدنى في حدود ذلك الزمن. ففي مصر قامت من بعد طرد الهكسوس منها في حدود 1580ق.م مملكة قوية اتسعت إلى أمبراطورية ضمن إليها بلاد الشام حتى وادي الفرات الأعلى. ودامت زهاء خمسة قرون (1085 – 1580 ق.م)، وقد سبق أن نوهنا بالعلاقات الدولية في زمن هذه الامبراطورية في أثناء كلامنا على حكم الكشيين في بلاد بابل، وذكرنا تلك الوثائق الشهيرة التي عرفت باسم رسائل "العمارنة" وعصر العمارنة (نسبة إلى الموضع المسمى العمارنة في مصر الوسطى، حيث عاصمة الفرعون المصري امنوفس الرابع المعروف باسم أخناتون أيضاً). وظهرت في حدود هذا الزمن الامبراطورية الحثية في الأناضول التي نازعت فراعنة مصر على بلاد الشام وجهات الفرات الأعلى. فنشبت من جراء ذلك حروب طويلة ما بين الطرفين دامت زهاء القرن الواحد، ولما لم تحرز إحداهما على الاخرى نصراً حاسماً لجأتا إلى مبدأ التعايش السلمي، وابرمت معاهدة بين الفرعون "رعمسيس" الثاني (1224 – 1290 ق.م) وبن الملك الحثي "حاتوسيليس" الثالث تضمنت إحلال السلام والصداقة ما بين الدولتين. وقد دونت نسخ من هذه المعاهدة باللغة البابلية والفرعونية القديمة واللغة الحثية (2).

لقد حالت هاتان الدولتان المعظمتان دون توسع المملكة الآشورية فانكمشت داخل حدودها وهي تترقب الاحداث والفرص المواتية وتدرأ عنها الاخطار الخارجية، وكان ينازعها، كما مر بنا، الدولة الكشية في بلاد بابل، ولم تخل العلاقات ما بين الطرفين من منازعات وحروب ومهادنة وإبرام المعاهدات أيضاً. وتعرض الآشوريون إلى خطر آخر نشأ من قيام دولة "ميتاني"، وكانت غالبية سكانها من الأقوام الحورية (الحوريين) تتزعمهم طبقات محاربة أرستقراطية من الآربين، وكانت عاصمتها المدينة المسماة "وشوكني" (3) Washukkanni))، وعرفت المملكة أيضاً ولا سيما في المصادر الآشورية باسم "خانيكلبات"، وقد بلغت من القوة درجة بحيث إنها بسطت نفوذها على بلاد آشور فترة دامت زهاء قرن ونصف القرن كما ذكرنا ذلك من قبل وكان الملوك الآشوريون الذي حكموا في أثنائها يدفعون الجزية إليها. ونشأت بين دولة "ميتاني" وبين فراعنة مصر في عهد الفرعون "طوطمس" الرابع (1405 – 1413 ق.م) علاقات تحالف وصداقة استمرت إلى زمن الفرعون "امنوفس" الثالث (1367 – 1405 ق.م) الذي تزوج من ابنه الملك الميتاني "شوتارنا" (راجع الرسالة رقم 29 من رسائل تل العمارنة). ولكن اضطربت الأوضاع الداخلية في مملكة ميتاني في عهد الفرعون "امنوفس" الرابع (1350 – 1367 ق.م)، وهو المعروف أيضاً باسم أخناتون، صاحب ثورة التوحيد الدينية في مصر، حيث نشب الصراع ما بين أفراد العائلة المالكة من الميتانيين، وتدخل الحثيون في شؤونها. وصادف تردي أوضاع الميتانيين أن ظهر في بلاد آشور ملك قوي هو "آشور أوبالط" الأول (1330 – 1365 ق.م) الذي لم يقتصر دهاؤه على تخليص بلاده من النفوذ الميتاني بل إنه أسهم في إسقاط تلك الدويلة وإزالتها من الوجود، منتهزاً الأوضاع الدولية وعلاقاته المزدوجة مع المملكتين المتعاديتين، مصر وبلاد الحثيين، يضاف إلى ذلك ضعف الدولة المصرية في عهد الفرعون "أخناتون"، السالف الذكر الذي سببت ثورته الدينية إضعاف المملكة في الداخل والخارج. واستطاع آشور اوبالط أيضاً ان يتدخل في شؤون بلاد بابل عن طريق المصاهرة، على ما بينا ذلك في كلامنا عن الكيشيين. ويمكن القول إن هذا الملك الآشوري القوي وضع أسس الدولة الآشورية القوية، وحدد سياستها العامة إزاء الاخطار الخارجية التي ظلت تهددها في جميع عهودها، والتي يمكن حصرها في ثلاث جبهات:

(1) الجبهة الشرقية والشمالية الشرقية حيث الأقوام الجبلية الشديدة المراس مثل الكوتيين واللولوبو وغيرهم.

(2)  الجبهة الغربية والشمالية الغربية حيث الأقوام السامية القاطنة في بوادي ما بين النهرين، وكانت هذه جبهة حيوية للآشوريين، لأنها كانت واسطة الاتصال البري بموانئ البحر المتوسط. و تفاقمت الأخطار على الآشوريين من هذه الجبهة إبان اندفاع القبائل الآرامية وتهديدها للوجود الآشوري نفسه.

 (3) وإلى الجنوب كانت بلاد بابل التي ما انفكت تنازع الآشوريين على توسعهم صوب الجنوب، لما في ذلك من خيرات وموارد وانصال بالخارج عن طريق الخليج، ويجاور بلاد بابل العيلاميون في الأجزاء الجنوبية من إيران (خوزستان) وكانوا مصدر خطر جسيم على البابليين والآشوريين على السواء.

وظل الآشوريون يقظين إزاء تلك الأخطار المهددة لكيانهم، وكانوا يكتسبون الخبرات العسكرية من تعرضهم إلى تلك التحديات الخارجية والداخلية، بحيث إنهم خرجوا من ذلك الامتحان شعباً محارباً قوياً، واستغرقت عملية التحول هذه جميع العصر الآشوري الوسيط، موضوع كلامنا، ولعله يصح مقارنة هذا العصر الآشوري الوسيط بأحوال الدولة الرومانية في عصرها الجمهوري، من حيث انشغال الرومان بأمر المحافظة على كيانهم إزاء الاخطاء الناجمة من الأقوام المجاورة، واكتسابهم الحنكة والقوة إزاء مثل تلك التحديات الشديدة.

خلفاء آشور اوبالط:

خلف هذا العاهل القوي عدد من الملوك استمرت الدولة الآشورية في عهود معظمهم في النمو والتعاظم، وكان بعضهم من طراز "آشور ــ اوبالط"، كما أنهم نهجوا على نهجه من حيث توطيد الأسس التي قامت عليها اولى امبراطورية آشورية، نخص بالذكر منهم الملك الرابع المسمى "شيلمنصر" الأول (1245 – 1274 ق.م) الذي كان من أعاظم ملوك العصر الآشوري الوسيط، وقد اشتهرت بفتوحه الخارجية وتقويته كيان الدولة، وخلف له شهرة واسعة لدى الملوك الذين جاؤوا من بعده، كما وصلت إلينا منه نصوص تاريخية عن حملاته الحربية إلى الجهات الشمالية والشمالية الشرقية، ولا سيما على الكوتيين. ونقرأ في هذه الأخبار إرسال حملة عسكرية إلى بلاد أرمينية (اورارطو) لأول مرة. كما أنه غزا موطن الحوريين، وجهات ما بين النهرين العليا (خانيكلبات) وورد في أخبار حملته هذه ذكر إحدى القبائل الآرامية الكبيرة باسم "احلاموا" أو "اخلامو" (ولعل معناها الأحلاف) (4)، ومن أعمال شيلمنصر المهمة التي ذكرتها أخبار الملوك الذين أعقبوه تأسيسه عاصمة أخرى جديدة للمملكة خصصها لتكون بالدرجة الأولى عاصمة عسكرية. وقد سماها "كالحو" (أو كالخو وهي كالح المذكورة في التوراة)، وتعرف بقاياها الآن باسم "نمرود" على بعد نحو (22) ميلاً جنوب الموصل. وقد أعاد بناءها ووسعها الملك الشهير "آشور ناصربال" الثاني (859 – 883 ق.م.

وخلف شليمنصر السالف الذكر ملك كفوء هو ابنه المسمى "توكلتي ــ ننورتا" الأول (1208 – 1244 ق.م)، وكان ملكاً قوياً استمر في عهده تعاظم الدولة الآشورية، واشتهر من بين أعماله الحربية في غزوه لبلاد بابل في عهد ملكها الكشي "كاشتلياش" الرابع، وضمها إلى مملكته طوال سبع سنوات حكم في أثنائها ثلاثة ملوك تابعين. وقد خلد (توكلتي ــ ننورتا" هذا الحدث بتأسيسه مدينة جديدة قرب العاصمة آشور سماها باسمه "كار ــ توكلتي ــ ننورتا" أي مدينة أو حصن "تولكتي ــ ننورتا"(5).

انتهى حكم الملك "توكلتي ــ ننورتا" باغتياله وهو محاصر في قصره إثر انقلاب دبره ابنه المسمى "آشور ــ نادن ــ أبلى" مع بعض الأمراء القواد. وأعقب ذلك فترة ضعف حلت في المملكة الآشورية انكمشت في أثنائها وتقلصت حدودها، وقد دامت زهاء القرن الواحد (من حدود 1208 إلى 1115 ق.م) وحكم فيها تسعة ملوك ضعفاء إلى بداية حكم "تجلاثبليزر" الأول (1077 – 1115 ق.م).

تجلاثبليزر الأول:

حصل بعض التحسن والانتعاش في أحوال البلاد الآشورية في عهد آخر ملوك الفترة المظلمة التي نوهنا بها، وهو الملك "آشور ــ ريش ــ ايشى" أبو "تجلاثبليزر" الأول، الذي اضطلع حالما تبوأ عرش المملكة بأعمال جسيمة، وفي مقدمتها درء الاخطار المحدقة بها من الجبهات الثلاث التي نوهنا بها. فمن الانحاء الشمالية زحفت من آسية الصغرى جموع قوم الـ "مشكى" (الذين يرجح بأنهم الأفريقيون الوارد ذكرهم في المصادر الكلاسيكية)، ومن الغرب بدأت القبائل الآرامية المتمركزة على طوال الفرات الأعلى في عبور هذا النهر والاتجاه إلى تحون بلاد آشور نفسها. وفي الجبهة الجنوبية انتهزت بلاد بابل في عهد سلالتها الرابعة أحوال الضعف في بلاد آشور فمدت حدودها شمالاً على حساب الدولة الآشورية إلى قرب الزاب الأسفل. وعلى هذا تتجلى مقدرة الملك الجديد "تجلاثبليزر" الأول في مواجهته تلك الأخطار الجسيمة والتغلب عليها، ولم يكتف بذلك بل إنه عكس الآية فانتقل من موقف الدفاع إلى الهجوم، فدحر جموع الـ "مشكى" وأوقع فيهم المذابح، وهاجمهم في عقر دارهم وعرج من بعد ذلك على أرمينية ونصب له تمثال في منطقة بحيرة "وأن"، وأوغل أحد جيوشه في جبال "زاجروس" إلى الإقليم الذي ورد ذكره باسم "مصري". كما أن جيوشه استطاعت أن ترد القبائل الآرامية إلى ما وراء الفرات وطاردتهم إلى معالقهم في بوادي الشام ولا سيما في منطقة تدمر، وقد ورد اسم هذا الموضع في كتاباته (6). والجدير بالذكر عن معاركه مع الآراميين أن الاسم "أرامو"، أي آراميين، ورد لأول مرة في النصوص المسمارية إلى جانب اسم القبائل الاخرى مثل "احلامو" أو "خلامو"، وأن تجلاثبليزر وجه على الآراميين ما لا يقل عن ثمان وعشرين حملة (7). والمرجح أن هذا الملك غزا أيضاً سورية ووصل إلى الساحل الفينيقي، حيث يخبرنا أنه أخذ الأتاوة من المدن الفينيقية مثل "أرواد" وجبيل وصيدا (8) ووجه ضربة شديدة أيضاً على بلاد بابل في عهد ملك سلالتها الرابعة المسمى "مردخ نادن أخى" الذي خلف نبوخذ نصر الأول (9). وأغرم هذا الملك الفاتح بصيد الحيوانات الوحشية، وهي الرياضية التي كانت محببة إلى الملوك الآشوريين. فقد جاء في أخباره المدونة أنه قتل أربعة ثيران وحشية في بلاد "ميتاني" (شمالي ما بين النهرين)، وعشرة أفيلة ضخمة في بلاد "حران" ومنطقة الخابور وقتل أيضاً (120) أسداً وهو راجل و (800) أسد وهو في عربته، واصطاد كذلك أفراس البحر في مياه البحر المتوسط بالقرب من "أرواد" (10).

إن تلك الانتصارات والامجاد التي حققها "تجلاثبليزر" لبلاد آشور لم تدم من بعده أمداً طويلاً، فإنه بعد أن اغتيل انتهت فترة حكمة المزدهرة، وأعقبتها فترة ضعف أخرى في حياة الدولة الآشورية، وكانت حقبة مظلمة سواء كان ذلك من ناحية قلة مصادرنا عنها أم من ناحية تعرض الآشوريين إلى أشد الأخطار التي جابهتهم في جميع أدوار تأريخهم، ونعني بذلك اشتداد اندفاع القبائل الآرامية وضغطها على الآشوريين، بحيث هددتهم في عقر دارهم. وشملت الأخطار أيضاً بلاد بابل حيث اتجهت إليها جملة قبائل من الآراميين.

دامت هذه الفترة المظلمة زهاء (166) عاماً، منذ موت تجلاثبليزر الأول (عام 1077) إلى بداية حكم الملك "أدد ــ نيراري" الثاني (911 ق.م)، الذي جعلنا عهده بداية ما سميناه بالعصر الآشوري الحديث. وبما أنه ستتكرر الإشارات إلى الآراميين وإلى الدويلات الآرامية التي أقاموها في بلاد الشام في أثناء تتبعنا لسير الاحداث في بلاد آشور فيستحسن أن نقدم إلمامة عن الآراميين ودويلاتهم قبل أن نواصل إيجازنا للتاريخ الآشوري في العصر الآشوري الحديث.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) خلف بعض هؤلاء الملوك نصوصاً قليلة متعلقة بالبناء، انظر: ARAB, I, 57 – 59.

(2) انظر ترجمة هذه المعاهدة في : ANET, 199 ff

(3) كان يظن أن موقع العاصمة "وشوكني" في التلول المسماة "فخرية" الآن، على الخابور بالقرب من رأس العين. ولكن التحريات الأثرية الحديثة (الألمانية في عام 1940 والأمريكية في 1956 – 1955) لم تؤيد هذا التعيين. حول المعاهدة المبرمة ما بين الحثيين والمصريين انظر:

Rowton, "The Boundary Treaty Between Ramser II and Hattushilish III". In JCS, XIII, Iff.

(4) انظر المصدر المرموز له بــ ARAB, I, 116

(5) تسمى بقاياها الآن تلول (العقر) شمال آشور بنحو ميل واحد، على الضفة اليسرى من دجلة، وقد نقبت فيها البعثة الأثرية الألمانية التي اشتغلت في آشور:

Andrae, Das Wiedererstandene Assur.

(6) انظر: ANET , 257 ff. ARAB, I, 287.

(7) انظر: ANET , 257 ff. ARAB, I, 287.

(8) انظر: ANET , 257 ff. ARAB, I, 287.

(9) انظر: ARAB, I, 309

(10) ARAB, I, 73.

 

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).