المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17560 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تأثير الأسرة والوراثة في الأخلاق
2024-10-28
تأثير العشرة في التحليلات المنطقيّة
2024-10-28
دور الأخلّاء في الروايات الإسلاميّة
2024-10-28
ترجمة ابن عبد الرحيم
2024-10-28
ترجمة محمد بن لب الأمي
2024-10-28
من نثر لسان الدين
2024-10-28



نقد التفسير في عصر الصحابة والتابعين *  
  
1989   04:30 مساءاً   التاريخ: 13-10-2014
المؤلف : محمد باقر الحكيم
الكتاب أو المصدر : علوم القرآن
الجزء والصفحة : ص 285-289 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / التفسير / مفهوم التفسير /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-10-2014 1501
التاريخ: 25-04-2015 2743
التاريخ: 2024-09-01 213
التاريخ: 15-11-2014 1637

يجدر بنا ـ ونحن نريد أن نمحّص نتاج هذه المرحلة التفسيرية ـ أن نستذكر حصيلة أبحاثنا السابقة ، خصوصاً فيما يتعلّق بالمحتوى الداخلي لرجال المرحلة من الصحابة والتابعين؛ ذلك لأنّ المعرفة التفسيريّة تتأثّر ـ بطبيعة الحال ـ بخصائص هذا المحتوى ومقوّماته؛ لأنّها عطاؤه وتناجه.
وعندما نريد أن نتعرّف على هذا المحتوى نقسّمه إلى جانبين رئيسين :
الأوّل :
الجانب الفكري ، ونعني به : مقدار الثقافة الإسلامية التي كان يتمتّع بها الصحابة ، وما يستلزم ذلك من وعيٍ وشعورٍ بالمسؤولية تجاه الثقافة ومعرفة الأساليب لحمايتها.
الثاني :
الجانب الروحي ، ونعني به : درجة التفاعل مع الثقافة الإسلامية ، والامتزاج الروحي والوجداني بها ، ومدى الإيمان بصحّتها والإخلاص لها.
وبهذا الصدد عرفنا سابقاً : أنّ الصحابة بالنسبة إلى الجانب الأوّل كانوا على جانبٍ من البساطة الفكريّة ، وذلك بحكم أنّ الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) لم يخطّط إلى تهيئةٍ عامّة الصحابة لقيادة التجربة الإسلامية بشكلٍ رئيس؛ لأنّ مجمل الظروف لم تكن تساعده على إنجاز هذه المهمّة ، وإنّما أوكل القيادة السياسية والفكريّة إلى أشخاصٍ معيّنين هيّأهم لهذه المهمّة القيادية وهم أهل البيت (عليهم السلام) (1) ولكنّهم أُقصوا عنها بعد وفاة الرسول (صلّى الله عليه وآله) (2)  فكان من نتائج ذلك :
أ ـ عدم استيعاب عامّة الصحابة للثقافة الإسلامية ، نتيجةً لعدم تفسير الرسول الأعظم للقرآن بشكلٍ شاملٍ على المستوى العام.
ب ـ سذاجة الوسائل التي اتّبعها الصحابة في ضبط وحماية أقوال الرسول وسلوكه.
ج ـ بقاء الصحابة على سذاجتهم الفكرية وميلهم للبساطة وعدم التعمّق ، وتأثّرهم في فهم الإسلام بإطاراتهم الفكرية الخاصّة.
وأمّا بالنسبة إلى الجانب الثاني ، فقد عرفنا أنّ عامّة الصحابة كانوا مختلفين في درجة الانفعال بالثقافة الإسلامية والإخلاص لها ، نتيجةً لمختلف الظروف الموضوعية التي أحاطت بظروف انتمائهم إلى الإسلام واتصالهم بالنبي (صلّى الله عليه وآله) ومدى طموحهم وآمالهم ، فقد كان بعضهم على مستوىً عالٍ من التأثّر الروحي والنفسي بالثقافة الإسلامية ، بل يمكن أن يكون هذا التفاعل هو الطابع العام للسابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار ، الذين دخلوا الإسلام عن يقينٍ ومعرفةٍ ، بخلاف عامّة المسلمين الذين دخلوا الإسلام في مرحلةٍ متأخّرةٍ من الفتح أو كانوا من أعراب البادية.
وقد رجعت الأُمّة ـ بعد اتساع دائرة الإسلام بشكلٍ كبير ـ إلى جميع هؤلاء دون تمييزٍ بين المخلصين منهم أو الأقل إخلاصاً أو المنافقين؛ لأنّهم طُرحوا جميعاً للأُمة على أساس أنّهم يمثّلون المرجع الفكري لها ، بسبب وجود الفراغ في هذا الجانب ، فكان من نتائج ذلك تأثّر الثقافة الإسلامية التي أُعطيت للمسلمين ـ من قِبَل الصحابة ـ ما يلي :
أ ـ بالاتجاهات السياسية المختلفة أو الثقافات الرسوبيّة التي عاشتها تلك الحقبة.
ب ـ بالاتجاهات المصلحيّة ذات الطابع الشخصي أو القَبَلي.
مظاهر هذه النتائج في المعرفة التفسيريّة :
وقد تأثّرت المعرفة التفسيريّة بهذه النتائج التي فرضها المحتوى الداخلي للصحابة على الثقافة الإسلامية ، فاتّسمت بدورها بنفس نقاط الضعف التي اتّسمت بها الثقافة الإسلامية بشكلٍ عامٍّ في ذلك العصر.
ومن أجل أن نحدّد هذه النقاط ونوضّح مدى تأثّر المعرفة التفسيرية بها يجدر بنا أن نذكر بعض الشواهد من المعرفة التفسيرية على مظاهر نقاط الضعف ، ولنأخذ كلّ واحدٍ منها بشكلٍ مستقل :
أوّلاً : عدم استيعاب عامّة الصحابة للثقافة الإسلامية :
لسنا بحاجةٍ هنا إلى أن نرجع مرّةً أُخرى لنعرف مدى صحّة هذا الحكم بعد أن عرفنا ذلك في بحث (التفسير في عصر الرسول) ولا نريد هنا إلاّ أن نبحث عن المظاهر التي أشاعتها في المعرفة التفسيرية نقطة الضعف هذه ، ويمكن أن نلخّص ذلك في النقاط التالية :
أ ـ إنّ طبيعة المرحلة التي عرفناها سابقاً وهي مواجهة القرآن الكريم كمشكلةٍ لُغويّةٍ وتأريخيّةٍ يمكن أن ترجع ببعض جوانبها إلى هذه النقطة؛ لأنّ الصحابة حين فقدوا العنصر الخارجي (3) الأصل الذي كان من الممكن أن يساهم في معرفتهم التفسيرية مساهمةً فعّالة ، كان من الطبيعي أن ينحصر نتاجهم التفسيري بما يقتضيه المحتوى الداخلي لهم والمعلومات العامّة التي حصلوا عليها من خلال معاشرتهم العامّة مع النبي (صلّى الله عيه وآله وسلّم) ، ولم يكن ذلك المحتوى بالمستوى الذي يمكنه أن يواجه القرآن الكريم بشكلٍ أعمق من المشكلة اللُّغويّة والتأريخية ، فجاءت هذه المرحلة وهي لا تُعنى بكثيرٍ من الجوانب العقليّة والاجتماعية التي اهتمّت بها مراحل متأخّرة ، خصوصاً إذا أخذنا بنظر الاعتبار التطوّرات المهمّة التي حصلت في المجتمع الإسلامي في عصر الصحابة بسبب الفتح وانتشار الإسلام.
ب ـ انفتاح باب الرأي والاستحسان ، الأمر الذي أدّى إلى نتائج خطيرة في المعرفة التفسيريّة ، وانتهى إلى ظهور الصراع التأريخي بين مذاهب التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي.
ج ـ اعتماد الصحابة على أهل الكتاب في تفسير القرآن؛ لأنّ السبب الرئيس لوقوع الصحابة في مثل هذه المفارقة هو الفراغ الذي كانوا يعانونه في المعرفة التفسيريّة ، نتيجةً لعدم الاستيعاب ـ من جانب ـ والمتطلّبات الفكريّة التي كانت تواجههم كقادةٍ فكريين ـ من جانبٍ آخر ـ وسوف نعرف قريباً مدى الخطأ الذي وقع فيه بعض الصحابة نتيجة هذا الرجوع منهم إلى هذا المصدر في التفسير.
د ـ بعض المضاعفات التي سوف نتعرّف عليها في نقاط الضعف الآتية ، حيث كان من الممكن تفادي هذه الأخطاء لو تهيّأت للصحابة الظروف التي تجعلهم في مستوى الثقافة الإسلامية في التفسير؛ ومن هذه المضاعفات تأثّرهم ببعض الإطارات الفكريّة الخاصّة في تفسيرهم للقرآن ، أو فهمهم للاستعارة القرآنية بشكلٍ آخر لا ينسجم مع الواقع القرآني ، بسبب عدم اطّلاعهم على الإطار الفكري والنظريّة العامّة لتلك الاستعارة القرآنية.
ثانياً : سذاجة الصحابة في ضبط وحماية المعرفة الإسلامية :
لم يكن أكثر الصحابة في عصر الرسول الأعظم يتمتّعون بالمقدار الكافي من الوعي للظروف والمضاعفات السلبيّة التي سوف تواجهها المعرفة الإسلامية ، وما يستدعيه مرور الزمن وانتهاء عصر الوحي من مشكلات ، ولذا لا نجد التخطيط المركزي الذي يتّخذ المبادرة لوضع الضمانات لحماية المعرفة التفسيريّة وغيرها من المعرفة الإسلامية وضبطها ، فنجم عن هذا الإهمال مجموعةٌ من المضاعفات ونقاط الضعف ، أصابت جوانب من المعرفة التفسيرية.
فقد عرفنا : أنّ المعرفة التفسيرية في عصر الصحابة والتابعين ، اعتمدت على مجموعةٍ من المصادر كان منها النص القرآني ، والمأثور عن الرسول (صلّى الله عليه وآله) ، وأقوال الصحابة الذين عاشوا الأحداث الإسلامية التي ارتبط بها النص القرآني ، ومن أجل أن تكون هذه المصادر الأصيلة ذات دورٍ ايجابيٍّ في عمليّة التفسير كان يجب أن تكون موضع اهتمام في صيانتها وضبطها وحمايتها ، ليمكّنها أن تؤدّي مهمّتها في تغذية المعرفة التفسيريّة.
____________________________

(*) حينما ندرس التفسير في عصر الصحابة والتابعين لا يفوتنا أن نؤكّد أمرين ، منعاً لما يمكن أن يقع فيه بعض القرّاء من الالتباس :
1
ـ إنّنا ندرس الصحابة على أساس المستوى العام الذي كان يتمتّع به هؤلاء الرجال ، والذي كان يمثّل روح ذلك العصر من ناحيةٍ فكريّةٍ واجتماعية ، وهذا لا يعني وجود بعض الرجال من الصحابة والتابعين ، ممّن كانوا على درجاتٍ متفاوتةٍ وعاليةٍ من الوعي والإخلاص والعلم.
2
ـ لا يمكننا ـ بالرّغم من كلّ نقاط الضعف التي أُصيبت بها المعرفة التفسيريّة في عصر الصحابة والتابعين ـ أن ننكر عظيم الخدمات التي قام بها هؤلاء الرجال والعطاء الذي وهبوه للمعرفة التفسيريّة ، الشيء الذي كان موضع استلهام كثير من المدارس التفسيرية حتّى عصرنا الحاضر.
1. راجع التفسير في عصر الرسول.
2. ذكرنا ذلك في تكوّن علم التفسير.
3. نقصد بالعنصر الخارجي الأصيل : الوحي الإلهي الذي كان يأتي على يد النبي (صلّى الله عليه وآله) من خلال تعليمه وتفسيره ، والدور التعليمي المهم الذي كان يمكن أن يقوم به الإمام علي (عليه السلام) ومدرسته ، والعنصر الخارجي غير الأصيل وهم أهل الكتاب الذين كانوا يمثّلون مصدراً من مصادر التفسير.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .