ان التصحر وتدهور الاراض هو مشكلة غير مرئية تؤثر على جميع مناطق العالم ولكن بنسب متفاوتة فالتغيرات المناخية والأنشطة البشرية تعمل على تقليل إنتاجية الأرض البيولوجية وهذا الانخفاض بالإنتاجية هو نتيجة تغير المناخ أو إزالة الغابات او الفقر او نتيجة الرعي الجائر واستخدام أساليب الري القديمة او عدم الاستقرار السياسي او هذه العوامل مع بعضها فالتصحر من أخطر التغيرات التي تهدد البيئة لا سيما المناطق الجافة وشبه الجافة، والتصحر هو ظاهرة عالمية وليست إقليمية حتى وان تفاوتت النسبة اذ يشكل التصحر خطراً على التنمية المستدامة خاصة في الأراضي الجافة وان زيادة عدد السكان يتطلب تخصيص مساحات أكبر للزراعة والنظم البيئية المتدهورة والخالية من الغطاء النباتي هي اقل قدرة على الصمود ومواجهة التغيرات المناخية المتطرفة مثل الفيضانات والجفاف وموجات الحر، الأراضي الجافة تتعرض الى ظاهرة التصحر عند انحباس الامطار لكنها تعاود نشاطها بعد تساقط الامطار نتيجة التوازن الطبيعي ولكن التدخل البشري قاوم هذا التوازن نتيجة سوء استخدام الأراضي. الصحاري الحارة في الماضي كانت محدودة المساحة ومحصورة اما الان فقد زحفت الى مساحات لم تعاني من التصحر سابقاً وهذا التصحر له تأثيرات اقتصادية واجتماعية وسياسية.

تعددت الآراء حول مفهوم التصحر فكلمة صحراء تعني باللاتينية المكان المهجور ويعني التصحر (تدهور النظام البيئي نتيجة زحف الأراضي الصحراوية الجافة على المناطق الرطبة وشبه والرطبة) كما عرف ايضاً على انه التدهور البيولوجي للأرض الذي يؤدي الى خلق ظروف شبيهة بالصحراء تتغذى على نفسها وبمرور الوقت تزداد كلفة مكافحتها وعرف انه (ظاهرة جغرافية ديناميكية تظهر بشكل مساحات صغيرة تأخذ تدريجياً بالاتساع في الأراضي الأكثر حساسية حتى تتسع على مناطق واسعة تكسها الصفات الصحراوية الحقيقية في حين عرفته هيئة الأمم المتحدة للبيئة والتنمية التي مؤتمر ربودي جانيرو في البرازيل عام 1992 على انه تدهور الأراضي في المناطق الجافة وشبه الجافة نتيجة التغيرات المناخية والأنشطة البشرية فالتصحر هو فقدان الأرض للإمكانيات البيولوجية بشكل جزئي أو كلي لدرجة تصعب معالجته وحسب اتفاقية الأمم المتحدة فأن ان أكثر من 2 مليار شخص يعيشون في الأرضي الجافة وهي أكثر المناطق عرضة للتصحر وتبلغ مساحة الأراضي المتدهورة سنوياً 100 مليار هكتار من الأراضي المنتجة وتعد قارة افريقيا وقارة اسيا في اقسامها الوسطى والشرقية أكثر المناطق تضرراً بالجفاف وتشير الاحصائيات العالمية ان العالم يفقد سنوياً 6 مليون هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة وتعد قارة افريقيا أكثر القارات تضرراً بظاهرة التصحر إذا تشكل نسبة 32% من الأراضي العالم الجافة في حين تعاني النسبة المتبقية من التصحر وتفقد القارة سنوياً 50 طن من التربة وهذا يعني فقدان نسبة عالية من معادن التربة .

المناطق الجافة وشبه الجافة أكثر البيئات تأثراً بالتصحر لكونها بيئات هشة تعرضت لضغط من قبل الانسان خاصة الدول النامية المكتظة بالسكان، وتؤدي هذه الظاهرة الى هجرة سكان المناطق الريفية الى المدينة نظراً لعدم قدرة الأراضي على الإنتاج، اذ يعمل التصحر على تحول مساحات واسعة من الأراضي الخصبة الى أراضي فقيرة غير منتجة. وبحسب الدراسات الحديثة لوحظ ان التصحر ظاهرة انتشرت حتى في الدول الصناعية والرطبة فقد تعرضت كندا في بعض مناطقها الى شبه تصحر نتيجة الانبعاثات الكربونية من كندا والولايات المتحدة وامتزاجها مع الامطار مما تسببت بموت النباتات والحيوانات البرية ، ولغرض مكافحة التصحر وتخفيف اثار الجفاف وخاصة في افريقيا عقدت اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر لوضع استراتيجيات طويلة الأمد بدعم دولي وملزمة قانوناً لمعالجة مشكلة التصحر العالمية، عقد مؤتمر نيروبي الذي عقد بكينيا للمدة 29 أغسطس 9 سبتمبر للعام 1977 وضعت بموجبه خطة عمل لمكافحة التصحر اشتملت على 28 توصية .