تعدد مقاييس تقييم الأداء

ترتب على نمو حجم الوحدات الاقتصادية وتعدد تنوع مجالات النشاط ضرورة التنسيق بين وحدات النشاط المختلفة بما يحقق أهداف الوحدة الاقتصادية ككل، وضرورة بناء المعايير والموازنات الملائمة لخطيط وتوجيه وقياس مدى كفاءة الأداء وفاعليته. وبالتالي ضرورة تعدد مقاييس الأداء لكي تلائم مختلف أوجه النشاط. وتشير الدراسات في هذا المجال إلي أن مقاييس الأداء التي يمكن استخدامها قد تكون مقاييس كمية أو نوعية أو شخصية، وقد تكون مقاييس متشددة أو متسائلة، وقد تكون مفروضة أو تم إعدادها بالمشاركة، وقد تكون المقاييس الكمية ذات بعد واحد أو متعددة الأبعاد أو مركبة.

وتركز مقاييس الأداء ذات البعد الواحد على خاصية واحدة للأداء مثل الربح أو معدل العائد على الاستثمار، أما مقاييس الأداء متعددة الأبعاد فإنها تعبر عن مزيج من الخصائص التي تميز نشاط مركز مسئولية معين من الربحية والإنتاجية والمسئولية الاجتماعية وعلاقة القسم بالأقسام الأخرى. أما مقاييس الأداء المركبة أو المجمعة فهي تركز على قياس عدة خصائص للأداء حيث يتم الاستعانة بالأوزان المرجحة لكل خاصية من خصائص الأداء ويتم تجميع هذه الخصائص بعد ترجيحها فى مقياس واحد مركب. أما المقاييس النوعية والشخصية فلها جانب سلوكي ومن صور هذه المقاييس تدريب العاملين وقياس أداء الفرد بواسطة فرد أخر وقياس الفرد لأدائه بنفسه وتلك المقاييس لا يتم الإفصاح عنها في التقارير المالية رغم أن هناك بعض الاتجاهات التي تنادي بتقييم الأداء على أساس أخذ المقاييس النوعية في الاعتبار بجانب المقاييس الكمية.

وقبل أن نتناول نظام القياس المتوازن للأداء باعتباره أحد أهم نظم القياس الملائمة لبيئة الأعمال المعاصرة نعرض فيما يلي باختصار لأهم مقاييس الأداء التقليدية المتعارف عليها في مجال تقييم الأداء مثل معدل العائد علي رأس المال المستثمر ، والدخل المتبقي ، والقيمة الاقتصادية المضافة.