المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18399 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



كيف سأل موسى النبي ان ينظر الى الله وهو يعلم ان الله لا يرى  
  
198   01:45 صباحاً   التاريخ: 2025-02-20
المؤلف : الفيض الكاشاني
الكتاب أو المصدر : تفسير الصافي
الجزء والصفحة : ج2، ص232-236
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة النبي موسى وهارون وقومهم /

قال تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف: 143]

{وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا} : لوقتنا الذي وقتناه له وحددناه .

 {وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} : من غير واسطة ، كما يكلم الملائكة .

{قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ } : أرني نفسك واجعلني متمكنا من رؤيتك بأن تتجلى لي فأنظر إليك وأراك .

{قَالَ لَنْ تَرَانِي} : لن تطيق رؤيتي .

{وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ} : لما تجليت عليه .

 {فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} : ظهر له عظمته ، وتصدى له اقتداره وأمره .

{جَعَلَهُ دَكًّا } : مدكوكا مفتتا ، والدك والدق متقاربان ، وقرء دكاء أي أرضا مستوية .

{وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا} : مغشيا عليه من هول ما رآى .

{فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ} : تعظيما لما رآى .

{سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ} : من الجرأة والأقدام على مثل هذا السؤال .

 وأنا أول المؤمنين : بأنك لا ترى .

في المجمع : عن [الامام] الصادق (عليه السلام) أنا أول من آمن وصدق بأنك لا ترى .

وفي العيون : عن [الامام] الرضا (عليه السلام) أنه سئل كيف يجوز أن يكون كليم الله موسى ابن عمران لا يعلم أن الله لا يجوز عليه الرؤية حتى يسأله هذا السؤال ؟ فقال (عليه السلام) : إن كليم الله علم أن الله منزه عن أن يرى بالأبصار ، ولكنه لما كلمه الله وقربه نجيا ([1]) رجع إلى قومه فأخبرهم أن الله كلمه وقربه وناجاه فقالوا : لن نؤمن لك حتى نسمع كلامه كما سمعته ، وكان القوم سبعمأة ألف فاختار منهم سبعين ألفا ، ثم اختار منهم سبعة آلاف ، ثم اختار منهم سبعمأة ، ثم اختار منهم سبعين رجلا لميقات ربه فخرج بهم إلى طور سيناء .

فأقامهم في سفح ([2]) الجبل وصعد موسى إلى الطور وسأل الله أن يكلمه ويسمعهم كلامه .

فكلمه الله وسمعوا كلامه من فوق وأسفل ويمين وشمال ووراء وأمام ، لأن الله أحدثه في الشجرة ثم جعله منبعثا منها حتى سمعوه من جميع الوجوه ، فقالوا : {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ [هذا الذي سمعناه كلام الله] حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} [البقرة: 55]

فلما قالوا : هذا القول العظيم واستكبروا وعتوا ، بعث الله عليهم صاعقة يعني نارا وقع من السماء فأخذتهم الصاعقة بظلمهم فماتوا ، فقال موسى : يا رب ما أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم وقالوا : إنك ذهبت بهم فقتلتهم لأنك لم تكن صادقا فيما ادعيت من مناجاة الله إياك ، فأحياهم وبعثهم معه فقالوا : إنك لو سألت الله أن يريك تنظر إليه لأجابك فتخبرنا كيف هو ونعرفه حق معرفته .

فقال موسى : يا قوم إن الله لا يرى بالأبصار ولا كيفية له وإنما يعرف بآياته ويعلم بأعلامه ، فقالوا : {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ} حتى تسأله ، فقال موسى : يا رب إنك قد سمعت مقالة بني إسرائيل وأنت أعلم بصلاحهم ، فأوحى الله إليه يا موسى سلني ما سألوك فلم أؤاخذك بجهلهم فعند ذلك قال موسى : }قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ{ وهو يهوي { فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} بآياته من آياته {جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ} يقول : رجعت إلى معرفتي بك عن جهل {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} منهم بأنك لا ترى.

وفي الإكمال : عن [الامام] القائم (عليه السلام) في كلام فلما وجدنا اختيار من قد اصطفيه الله للنبوة يعني موسى |(عليه السلام) واقعا على الأفسد دون الأصلح وهو يظن أنه الأصلح دون الأفسد علمنا أن لا اختيار إلا لمن يعلم ما في الصدور وتكن الضمائر الحديث ، ويأتي تمامه في سورة القصص إنشاء الله .

وفي التوحيد : عن [الامام] أمير المؤمنين (عليه السلام )في حديث وسأل موسى (عليه السلام) وجرى على لسانه من بعد حمد الله عز وجل } رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ{ فكانت مسألته تلك أمرا عظيما ، وسأل أمرا جسيما فعوتب فقال الله وتعالى : { لَنْ تَرَانِي} في الدنيا حتى تموت فتراني في الآخرة ، ولكن إن أردت أن تراني في الدنيا {وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي{ فأبدى الله سبحانه بعض آياته وتجلى ربنا للجبل فتقطع الجبل فصار رميما وخر موسى صعقا ، ثم أحياه الله وبعثه فقال {سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} يعني أول من آمن بك منهم أنه لن يراك .

والعياشي : عن [الامام] الصادق (عليه السلام ): إن موسى بن عمران لما سأل ربه النظر إليه وعده الله أن يقعد في موضع ثم أمر الملائكة أن تمر عليه موكبا موكبا بالبرق والرعد والريح والصواعق فكلما مر به موكب ارتعدت فرائصه ([3]) فيرفع رأسه فيسأل أفيكم ربي فيجاب هو آت وقد سألت عظيما يا ابن عمران .

وعنه وعن [الامام] الباقر (عليهما السلام) : لما سأل موسى (عليه السلام )ربه تعالى {قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي}، قال : فلما صعد موسى الجبل فتحت أبواب السماء وأقبلت الملائكة أفواجا في أيديهم العمد وفي رأسها النور يمرون به فوجا بعد فوج يقولون : يا ابن عمران أثبت فقد سألت عظيما ، قال : فلم يزل موسى (عليه السلام ) واقفا حتى تجلى ربنا جل جلاله {جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا }، فلما أن رد الله إليه روحه وأفاق قال : ( سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين ) .

وفي رواية : إن النار أحاطت بموسى (عليه السلام )لئلا يهرب لهول ما رأى ، وقال : لما خر موسى صعقا مات ، فلما أن رد الله روحه أفاق فقال : {سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}.

والقمي : في قوله : {وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ} قال : فرفع الله الحجاب ونظر إلى الجبل فساخ الجبل في البحر فهو يهوي حتى الساعة ونزلت الملائكة وفتحت أبواب السماء فأوحى الله إلى الملائكة أدركوا موسى لا يهرب فنزلت الملائكة وأحاطت بموسى وقالوا : أثبت يا ابن عمران فقد سألت الله عظيما ، فلما نظر موسى إلى الجبل قد ساخ والملائكة قد نزلت وقع على وجهه من خشية الله وهول ما رأى فرد الله عليه روحه فرفع رأسه وأفاق ، وقال : : {سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}. أي أول من صدق أنك لا ترى .

وفي البصائر : عن [الامام] الصادق (عليه السلام )إن الكروبيين قوم من شيعتنا من الخلق الأول جعلهم الله خلف العرش لو قسم نور واحد منهم على أهل الأرض لكفاهم ، ثم قال : ان موسى (عليه السلام )لما سأل ربه ما سأل أمر واحدا من الكروبيين فتجلى للجبل وجعله دكا .

قال في الجوامع : وقيل في الآية وجه آخر وهو أن يكون المراد بقوله أرني أنظر إليك عرفني نفسك تعريفا واضحا جليا بإظهار بعض آيات الآخرة التي تضطر الخلق إلى معرفتك ، أنظر إليك أعرفك معرفة ضرورية كأني أنظر إليك كما جاء في الحديث ( سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر ) بمعنى ستعرفونه معرفة جلية هي في الجلاء مثل أبصاركم القمر إذا امتلى واستوى بدرا ، {قَالَ لَنْ تَرَانِي} لن تطيق معرفتي على هذه الطريقة ، ولن تحتمل قوتك تلك الآية ، ولكن انظر إلى الجبل فإني أورد عليه آية من تلك الآيات فإن ثبت لتجليها واستقر مكانه فسوف تثبت بها وتطيقها {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} آية من آيات ربه {جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا } لعظم ما رآى {فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ } مما اقترحت {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} بعظمتك وجلالك .

أقول : تحقيق القول في رؤية الله سبحانه ما أفاده مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) لم تره العيون بمشاهدة الأبصار  ولكن رأته القلوب بحقائق الأيمان ، لا يعرف بالقياس ، ولا يدرك بالحواس ، ولا يشبه بالناس ، موصوف بالآيات ، معروف بالعلامات .

 وقال (عليه السلام ): لم أعبد ربا لم أره .

وفي التوحيد : عن [الامام] الصادق (عليه السلام ) إنه سئل عن الله عز وجل هل يراه المؤمنين يوم القيامة ؟ قال : نعم وقد رأوه قبل يوم القيامة ، فقيل : متى ؟ قال : حين قال لهم : { أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى}، ثم سكت ساعة ، ثم قال : وإن المؤمنين ليرونه في الدنيا قبل يوم القيامة ألست تراه في وقتك هذا قيل : فأحدث بها عنك فقال : لا فإنك إذا حدثت به فأنكره منكر جاهل بمعنى ما تقوله ، ثم قدر أن ذلك تشبيه كفر وليست الرؤية بالقلب كالرؤية بالعين تعالى الله عما يصفه المشبهون والملحدون .

 

 


[1] قوله تعالى قربناه نجيا أي مناجيا وهو مصدر كالصهيل والنعيق يقع على الواحد والجماعة .

[2] سفح الجبل أسفله حيث يسفح فيه الماء .

[3] ساخت قوائمه في الأرض تسوخ سوخا وتسيخ سيخا من باب قال وباع دخلت فيها وغابت وساخت فرسي غاصت في الأرض وساخت بهم الأرض بالوجهين خسفت وبعدي بالهمزة فيقال أساخه الله .

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .