الباحثون العرب قسموا شبه الجزيرة العربية إلى خمسة أقسام هي تهامة والحجاز ونجـد والـيـمـامة (وتسمى أيضاً العروض) والـيـمـن. وكان أساس تقسيمهم (جبال السراة)، وهي سلسلة جبال تبدأ من اليمن وتمتد شمالاً - حتى أطراف بادية الشام على مدى 1100 ميل تقريباً.

ويطلق عليها عدة أسماء فهي جبال السراة وهي جبال السراوات وهي جبال الحجاز.

وقد أضاف بعض الباحثين قسماً سادساً هو البحرين والذي يسمى (هجر) وهو في نظر البعض جزء من اليمامة، وفي نظر آخرین جزء من العراق، بل أنه يوجد من يقسم بلاد العرب إلى قسمين اثنين القسم الأول نجـد والـيـمــامــة وتهامة (1)، والثاني: اليمن والحجاز، وسوف نقوم بالتحدث بإيجاز عن هذه التقسيمات

1 - تهامة ونجد والعروض:

(أ) لقد ورد اسم تهامة في النصوص العربية الجنوبية (تهمت) وتمتم بينما يتجه (جواد علي) إلى أن كلمة تهامة ترجع إلى أصل سامي قديم له علاقة بالمنخفضات الواقعة على البحر ولذلك فهي شديدة الرطوبة والحرارة ومن هنا سميت تهامة، وهناك رأي آخر يرى أن سبب تسميتها هو تغير هوائها (2)، وهي تتألف من تهائم فيوجد تهامة اليمن وتهامة عسير وتهامة الحجاز

(ب) أما نجد فسميت نجداً لارتفاع أرضها وهي تشمل المنطقة التي تلي الحجاز من الشرق وتمتد إلى الخليج الفارسي وتشتهر بمداعيها الجيدة التي تربى عليها أجود الخيول التي تشتهر بها بلاد العرب.

(جـ) أما العروض وتعرف باليمامة فسميت عروضاً لأنها تعترض ما بين نجد واليمن، وسميت يمامة نسبة إلى اليمامة وهي أشهر بلد فيها.

2 - الحجاز :

 وهي منطقة جبلية تقع غرب تهامة وتحاذيها من الشمال إلى الجنوب وتمتد من تخوم الشام عند العقبة إلى الليث وهو واد بأسفل السراة يرفع في البحر. أو هو من تخوم صنعاء من العبلاء وتبالة إلى تخوم الشام، بينما سمي القسم الشمالي من الحجاز بأرض مدين وحسمى نسبة إلى جبال حسمى وسمي الحجاز، حجازاً لأنه يفصل ما بين نجد وتهامة أو لأنه يحجز بين اليمن والشام، وهو سلسلة جبال السراة الممتدة من أقصى اليمن إلى الشام.

وأما القسم الشمالي من هذه المنطقة فهو الكويت ومعظم أرضه منبسطة وأكثر سواحله رملي إلا في بعض الهضاب أو التلال البارزة وأكثر ما يزرع هناك النخيل، وليس في الكويت من الأنهار الجارية غير مجرى واحد يقال له المقطع وأشهر مدنه الكويت وجهرة وهي من أخصب بقاع الكويت حالياً كما أنها كانت ما وهولة بالسكان منذ عصر ما قبل الإسلام (3).

اليمن:

وتمتد على طول المحيط الهندي، ويحدها البحر الأحمر من الغرب والحجاز من الشمال وفيها التهائم والنجود.. واليمن في عرف بعض المؤرخين العرب من

الأقدمين إنما تقع من وراء تثليث ومـا سـمـاتهـا إلى صنعاء، ومـا قـاربـهـا إلـى

حضرموت والشحر وعُمان إلى عدن أبين وما يلي ذلك من التهائم والنجود (4)

 سبب تسميتها باليمن:

هذا الأمر لا يزال موضع اختلاف فقد ذهب البعض إلى أن ذلك إنما كان نسبة إلى أول الأمر من قطنها من العرب الذي قال له والده قحطان أنت أيمن ولدي، وقد قيل لأنها تقع إلى يمين الكعبة المشرفة إلا أنه رأي ثالث يرجع سبب تسميتها باليمن إلى طبيعة البلاد نفسها. ويوجد رأي رابع إلى أنها سميت بذلك لتيامن العرب إليها، ويوجد رأي خامس يرجع أنها سميت باليمن من كلمة يمنات التي وردت في نص قديم يرجع إلى أيام الملك شمري هرعش، ولذلك نجد أنه بعد ذكر تلك الآراء فلم نجد أن رأي قد ذكر لنا شيئاً عن الاسم السابق الذي كانت تحمله قبل أن يطلق عليها اسم اليمن (5)

وقال الهمداني عن بلاد اليمن أنها اليمن الخضراء وسميت باليمن الخضراء لكثرة أشجارها وثمارها وزروعها (6)

وأطلق عليه العرب أيضاً اسم اليمن السعيد لكثرة الأمطار علـى جـبـالـه ووديانه وبالتالي كثرة المراعي وقلة الجدب في ربوعه.

.................................................

1-تاريخ العرب القديم محمد بيومي مهران ط 1988 ص 98

2-المرجع السابق ص 100.

3-جواد علي ص 176 ج 1 وص 177.

4-تاريخ العرب القديم محمد بيومي مهران ط 1988 ص 99

5- تاريخ العرب القديم محمد بيومي مهران ط 1988 ص 100

6-صفة الجزيرة للهمذاني ص 65 تحقيق الأكوع.