هو نوع من مرض السكري البولي الذي لا يحدث بسبب نقص الأنسولين ولكن بسبب عدم فعالية الأنسولين في تحريك الجلوكوز إلى داخل الخلايا. أي أن خلايا الجسم فقدت الإحساس بهرمون الأنسولين، وقد تكون السمنة هي السبب الرئيس لذلك. إن البدناء المصابين بالسكري من النوع الثاني قد تفرز أجسامهم كمية كبيرة من الأنسولين تصل إلى حوالي 114 وحدة يومياً، لكن خلايا الجسم لا تستطيع الاستفادة منه بسبب السمنة التي تقلل من حساسية وعدد مستقبلات الأنسولين. علماً بأن الشخص السليم يفرز يومياً حوالي 31 وحدة أنسولين.

كان النوع الثاني من السكري يسمى سابقاً (قديماً) بمرض سكري البالغين Adult or Maturity-Onsert Diabetes، ولكن في حالات قليلة جداً يصاب به الشباب Young People ، ولهذا يسمى حديثاً مرض سكري الشباب الناضج Maturity-Onset Diabetes of .(Youth (MODY بمعنى أن مرض سكري الشباب الناضج (الكبار ) MODY هو مرض السكري غير المعتمد على الأنسولين (السكري من النوع الثاني)، الذي يصيب غالباً الأشخاص البالغين خصوصاً البدناء (السمان). ويقدر بأن حوالي 90٪ من مرضى السكري المصابين بالنوع الثاني (NIDDM)، أي مرض السكري غير المعتمد على الأنسولين. ويصيب السكري من النوع الثاني البدناء (السـمـان)، ويقدر بأن حوالي 80% من الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني تكون أعمارهم فوق 40 سنة، كما أن حوالي 70ــ90% من الأشخاص المصابين بالنوع الثاني NIDDM هم من البدناء. وقد يُعزى ذلك جزئياً لعدم كفاءة الأنسولين في تحريك الجلوكوز إلى داخل الخلايا. ومما يجدر ذكره هنا أن هناك أشخاصاً كثيرين مصابون بالسكري من النوع الثاني، إلا أنهم لا يشعرون بذلك، نظراً لأن أعراضه خفية ولا تلفت نظر المريض، ولكن يعرف المريض ذلك بالصدفة عن طريق الفحص الدوري للدم أو البول.

يمكن معالجة معظم الأشخاص المصابين بمرض السكري غير المعتمد على الأنسولين NIDDM بإعطائهم الوجبات الغذائية الخاصة بخفض الوزن (وجبة قليلة الطاقة) مع زيادة النشاطات العضلية وتجنب الإجهاد الذهني والجسماني.

سبب الإصابة بمرض السكري غير المعتمد على الأنسولين Causes of NIDDM

هناك نظريتان توضحان سبب الإصابة بمرض السكري غير المعتمد على الأنسولين (السكري من النوع الثاني)، إحداهما تقول بأن عدد مستقبلات الأنسولين Insulin Receptors الموجودة على السطح الخارجي للخلايا يقل لدى الأشخاص السمان، وعندما يعود الشخص إلى وزنه المثالي فإن عدد مستقبلات الأنسولين ترجع إلى عددها الطبيعي، ونظراً لأن الأنسولين يجب أن يتحد Combine مع المستقبلات قبل أن يعبر جدار الخلية ويتجه إلى داخلها ليبدأ حرق السكر، فإنه يترتب على انخفاض عدد المستقبلات أن تصبح الخلايا أقل استجابة إلى الأنسولين، وبذلك تضعف مقدرتها على الاستفادة من سكر الجلوكوز. أي أن السمنة هي السبب الرئيس للإصابة بالسكري من النوع الثاني؛ لأنها تقلل من عدد مستقبلات الأنسولين على سطح الخلية الأمر الذي يقود إلى انخفاض معدل نفاذية جدار الخلية للجلوكوز، وعدم توجهه إلى داخل الخلية لاحتراقه.

تقول النظرية الثانية بأن المشكلة تكمن داخل خلايا الهدف Target Cells بعد ما يرتبط (يتحد) الأنسولين بالمستقبلات. حيث لا تحدث التغيرات البيوكيميائية Biochemical Changes داخل الخلية (تحفز عادة بملامسة الأنسولين للمستقبلات)، مما يؤدي إلى قلة الاستفادة من الجلوكوز.

يتضح مما ذكر أعلاه أن هناك سببين رئيسين للإصابة بالسكري من النوع الثاني، وهما قلة إفراز الجسم للأنسولين الأمر الذي يقود إلى عدم قدرة الجسم على الاستفادة من الجلوكوز الكبد يفرز كمية كافية وكبيرة من الجلوكوز أو السمنة التي تقلل من عدد الخلايا المستقبلة للأنسولين (الجسم يفرز كمية كبيرة من الأنسولين). الغيبوبة غير الناتجة من ارتفاع الأجسام الكيتونية (ارتفاع تركيز الدم)

Hyperosmolar or Hyperglycemia Non-Ketotic Coma (HHNK)

هي أحد المضاعفات الناتجة من إصابة الشخص بمرض السكري من النوع الثاني (السكري غير المعتمد على الأنسولين NIDDM)، حيث إن ارتفاع مستوى السكر في الدم Hyperglycemia يسبب فقداناً للسوائل الجفاف والإلكتروليتات Electrolytes من الأنسجة، وهذا يؤدي إلى الغيبوبة، وقد يموت المريض. وقد يحدث الجفاف الشديد نتيجة قلة تناول السوائل أو حدوث التهاب رئوي حاد أو جلط في الدماغ أو تعاطي بعض الأدوية كالكرتزون ومدرات البول وأدوية الصرع. إن معدل تأثير مرض السكري من النوع الثاني على الأوعية الدموية يكون أكثر من تأثير النوع الأول بسبب الإصابة بأمراض تصلب الشرايين Atherosclerosis بمعدل أكبر، نظراً لكبر سن الأشخاص المصابين.

وكما ذكر أعلاه فإن إحدى المضاعفات الحادة Serious لمرضى السكري غير المعتمد على الأنسولين هي الغيبوبة غير الناتجة من ارتفاع الأجسام الكيتونية HHNK وهذه المشكلة (HHNK) مشابهة لتلك التي تحدث لمرضى السكري المعتمدين على الأنسولين نتيجة لارتفاع تركيز الأجسام الكيتونية في الدم DKA Diabet ic Ketoacidosis، وهي تحفز بسبب ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم.

وفيما يلي توضيح للتغيرات المتتالية التي تسبب الغيبوبة (الإغماء السكري) غير الناتجة من ارتفاع الأجسام الكيتونية HHNK :

وعند مقارنة التغيرات المتتالية التي تحدث في حالة الغيبوبة غير الناتجة من ارتفاع الأجسام الكيتونية HHNK بتلك التي تحدث في حالة تراكم الأجسام الكيتونية في الدم (تسبب ارتفاع حموضة الدم) DKA سوف تلاحظ في الأولى HHNK عدم حدوث زيادة في الأجسام الكيتونية Ketones ؛ لهذا فإن الدم لا يصبح حمضياً .Acid ويعزى عدم تكون الأجسام الكيتونية في حالة الـ HHNK إلى أن الجسم يفرز كمية من الأنسولين تكفي لتفادي تكسر الدهون، إلا أنه (الأنسولين) غير كاف لمنع ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم Hyperglycemia لهذا تحدث الغيبوبة في حالة السكري من النوع الثاني بسبب الإصابة بالجفاف Dehydration نتيجة قلة تناول السوائل، وكذلك فرط الأزموزية Hyperosolarity نتيجة ارتفاع تركيز السكر في الدم. ويمكن تشخيص الـ HHNK بواسطة قيم جلوكوز الدم المرتفعة وارتفاع مستوى الجلوكوز في البول، وعدم الاستجابة لارتفاع الأجسام الكيتونية في البول مثل: الأسيتون Acetone وحمض الأسيتواستيك Acetoacetic acid وحمض بيتا- هيدروكس بيوتريك B-Hydroybutyric Acid.

يتضح مما ذكر أعلاه بأن الأنسولين هو المفتاح لمعالجة تراكم الأجسام الكيتونية في الدم DKA مع إحلال (إعادة)Replacement السوائل والإلكتروليتات، بينما تعالج الغيبوبة غير الناتجة من ارتفاع الأجسام الكيتونية في الدم HHNK بإحلال السوائل والإلكتروليتات فقط. حيث إن إعطاء كميات وافرة Ample Amounts من الماء ربما تكون المفتاح لمنع هذه الأعراض .Syndrome تقدر نسبة الوفيات في حالة الـ HHNK بحوالي 60-70٪، وهي أعلى بكثير عما في حالة الـ (5%) DKA ، وذلك بسبب كبر سن المريض بالإضافة إلى إصابته بعدة مضاعفات مثل: التهاب أنسجة الرئة الحاد Pneumonia والتهاب البنكرياس Pancreatitis والخثرة Thrombosis (تكون الجلطة في الوعاء لدموي) والجلطة الدماغية

Cerbrovascular Accidents مثل السكتة الدماغية (Strock).