أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-01-12
94
التاريخ: 2025-01-12
79
التاريخ: 2025-01-12
76
التاريخ: 2025-01-13
30
|
وعن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّ فيما أوحى الله (عزّ وجلّ) إلى موسى بن عمران (عليهما السلام): يا موسى ما خلقت خلقًا هو أحبّ إليّ من عبدي المؤمن وانّي إنّما ابتليته لما هو خير له وأزوي عنه لما هو خير له، وأنا أعلم بما يصلح عليه عبدي، فليصبر على بلائي وليشكر نعمائي وليرضَ بقضائي أكتبه في الصدّيقين عندي إذا عمل برضائي وأطاع أمري.
ورواه الطوسي في مجالسه عن أبيه عن المفيد عن جعفر بن قولويه عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب ببقيّة السند.
ورواه ابن بابويه في كتاب التوحيد عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفّار عن إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن محبوب مثله.
ورواه ابن فهد في عدّة الداعي مرسلاً.
وعن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن جعفر بن محمد البغدادي عن إسحاق بن عبد الله الجعفري عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: مكتوب في التوراة: اشكر من أنعم عليك، وأنعم على من شكرك، فإنّه لا زوال للنعماء إذا شكرت، ولا بقاء لها إذا كفرت، الشكر زيادة في النِّعَمِ، وأمان من الغِيَرِ.
وعنه عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال مكتوب في التوراة التي لم تغيّر أنّ موسى (عليه السلام) سأل ربّه فقال: يا ربّ - أقريب منّي فأناجيك أم بعيد فأناديك فأوحى الله (عزّ وجلّ) إليه: يا موسى، أنا جليس من ذكرني. فقال موسى: فمن في سترك يوم لا ستر إلا سترك، قال: الذين يذكرونني فأذكرهم ويتحابّون فيَّ فأحبّهم فأولئك الذين إن أردت أن أصيب أهل الأرض بسوء ذكرتهم فدفعت عنهم بهم.
وبهذا الاسناد عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: مكتوب في التوراة التي لم تغيّر أنّ موسى (عليه السلام) سأل ربّه فقال: إلهي وسيّدي انّه يأتي عليّ - مجالس أعزّك وأجلّك أن أذكرك فيها، فقال: يا موسى إنّ ذكري حسن على كلّ حال.
وعنه عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: مكتوب في التوراة فيما ناجى الله به موسى بن عمران: يا موسى اكتم سرّي في سريرتك وأظهر في علانيتك المداراة عنّي لعدوّي وعدوّك من خلقي ولا تستسب - لي عندهم بإظهار مكتوم سرّي فتشرك عدوّك وعدوّي في سبّي.
ورواه الصدوق في المجالس عن محمد بن أحمد بن حمزة العلوي عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب مثله، وزاد في أوله كما يأتي.
وعن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عمرو بن عثمان عن علي بن عيسى - رفعه - قال فيما ناجى الله به موسى: يا موسى لا يطول في الدنيا أملك فيقسُ قلبك والقاسي القلب منّي بعيد.
وعن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي عبد الله صاحب السابري فيما أعلم أو غيره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أوحى الله (عزّ وجلّ) إلى موسى: يا موسى اشكرني حقّ - شكري، فقال: يا ربّ - كيف أشكرك حقّ شكرك؟ وليس من شكر أشكرك به إلا وأنت أنعمت به عليّ، قال: يا موسى الآن شكرتني حين قلت إنّ ذلك منّي.
وعنه عن أبيه عن علي بن محمد القاشاني عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال في مناجاة موسى (عليه السلام): يا موسى إذا رأيت الفقر مقبلاً فقل: مرحبًا بشعار الصالحين، وإذا رأيت الغنى مقبلاً فقل: ذنب عجّلت عقوبته.
وعنه عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أوحى الله تعالى إلى موسى: يا موسى لا تفرح بكثرة المال ولا تدع ذكري على كلّ حال، فإنّ كثرة المال تنسي الذنوب وإن ترك ذكري يقسّي القلوب.
ورواه الصدوق في العلل عن أبيه عن محمد بن يحيى عن العمركي الخراساني عن علي بن جعفر عن أخيه موسى (عليه السلام) مثله.
وعنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن رجل من أصحابه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): أوحى الله (عزّ وجلّ) إلى موسى (عليه السلام): إنّ عبادي لم يتقرّبوا بشيء أحبّ إليّ من ثلاث خصال: قال: يا ربّ، وما هنّ؟ قال: يا موسى، الزهد في الدنيا، والورع عن معاصيّ، والبكاء من خشيتي. قال موسى: يا ربّ، ما لمن صنع ذا؟ فأوحى الله (عزّ وجلّ) إليه: يا موسى، أمّا الزاهدون في الدنيا ففي الجنّة، وأمّا البكّاؤون من خشيتي ففي الرفيع الأعلى لا يشاركهم فيه أحد، وأمّا الورعون عن معاصيّ فإنّي افتّش النّاس ولا أفتّشهم.
وعنه عن أبيه عن محمد بن عيسى عن يونس عن داود الرقّي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال الله (عزّ وجلّ) لموسى (عليه السلام): يا بن عمران، لا تحسدنّ النّاس على ما آتيتهم من فضلي ولا تمدنّ عينيك إلى ذلك، ولا تتبعه نفسك فإنّ الحاسد ساخط لنعمتي ضادّ لقسمي الذي قسمت بين عبادي، ومن يكُ كذلك فلست منه وليس منّي.
وعن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابن محبوب، وعلي بن الحكم عن معاوية بن وهب، قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إنّ فيما أوحى الله (عزّ وجلّ) إلى موسى وأنزل عليه في التوراة: إنّي أنا الله لا إله إلا أنا، خلقت الخلق وخلقت الخير وأجريته على يدي من أحبّ، فطوبى لمن أجريته على يديه، وأنا الله لا إله إلا أنا خلقت الخلق وخلقت الشر وأجريته على يدي من أرديه، فويل لمن أجريته على يديه .
وعنهم عن أحمد عن أ بيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن حكيم عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إنّ في بعض ما أنزل الله من كتبه: إنّي أنا الله لا إله إلا أنا خلقت الخير وخلقت الشر فطوبى لمن أجريت على يديه الخير وويل لمن أجريت على يديه الشر، وويل لمن يقول كيف ذا؟ وكيف ذا؟.
ورواهما البرقي في المحاسن بالإسنادين المذكورين عنه.
وعن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن بكار بن كرم عن مفضل بن عمر وعبد المؤمن الأنصاري عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال الله (عزّ وجلّ): أنا الله لا إله الا أنا خلقت الخير والشر فطوبى لمن أجريت على يديه الخير وويل لمن أجريت على يديه الشر وويل لمن يقول كيف ذا وكيف ذا.
قال يونس: يعني من ينكر هذا لا من يتفّقه فيه.
أقول: إنّما ورّدت الحديثين الأخيرين في هذا الباب؛ لأنّ الظاهر إنّهما عين الحديث المتقدّم عليهما وإن أمكن كونهما ممّا أوحى إلى غير موسى (عليه السلام) ثم إنّه يجب تأويل ما ورد من هذا المعنى بحمل الخلق على مجرّد التقدير أو بحمل خلق والشر على خلق القوى والشهوات التي هي أسبابهما أو بحمل الخير على ما تميل إليه طباع البشر، والشر على ما تكرهه وتنفر عنه، وتخصيصهما بغير أفعال العباد إذ يوجد في أفعال الله كل من القسمين كالخصب والجدب والصحة والسقم والحياة والموت والعافية والبلاء والبصر والعمى إلى غير ذلك ويشتمل كلّ من القسمين على حكم ومصالح واضحة أو خفيّة؛ لأنّ أدلّة العقل والنقل الدالّة على العدل وصدور الطاعة والمعصية عن العبد قطعيّة لا تحتمل التأويل.
ثم إنّه قد يكون فعل العبد لطاعة أو معصية سببًا لفعل الله (عزّ وجلّ) به كما إذا صدر عن مكلّف طاعات اقتضت الحكمة الإلهيّة مقابلتها بسعة رزقه وطول عمره وعافيته، فهناك يحسن أن يقال: طوبى لمن أجرى الله على يديه الخير، وكذا إذا صدر عنه ذنوب اقتضت المصلحة تعجيل عقوبتها بسقم أو فقر أو نقص عمر فهناك يقال: ويل لمن أجرى الله على يديه الشر، فلا يلزم مدح العبد وذمّه أو ثوابه وعقابه على فعل غيره، وبهذا الاعتبار يجمع بين الأدلة والأخبار وتستقيم معانيها ويلتئم تنافيها والله أعلم.
وعن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن بعض أصحابه عن ابن يعفور، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
فيما ناجى الله بن موسى (عليه السلام): يا موسى، لا تركن إلى الدنيا ركون الظالمين وركون من اتّخذها أبًا وأمًّا. يا موسى، لو وكلتك إلى نسلك لتنظر لها إذًا لغب عليك حبّ الدنيا وزهرتها. يا موسى، نافس في الخير أهله واسبقهم إليه فإنّ الخير كاسمه واترك من الدنيا ما بك الغنى عنه ولا تنظر عينيك إلى كلّ مفتون بها وموكل إلى نفسه واعلم أنّ كلّ فتنة بدؤها حبّ الدنيا، ولا تغبط أحدًا بكثرة المال فإنّ مع كثرة المال كثرة الذنوب لواجب الحقوق، ولا تغبطنّ أحدًا برضا الناس عنه حتّى تعلم أنّ الله راضٍ عنه، ولا تغبطنّ أحدًا بطاعة الناس له فإنّ طاعة الناس له واتّباعهم إيّاه على غير الحق هلاك له ولمن اتّبعه.
وعنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن علي بن يقطين عمّن رواه عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: أوحى الله إلى موسى (عليه السلام) يا موسى تدري لم اصطفيتك بكلامي دون خلقي؟ قال: يا رب، ولم ذاكَ فأوحى الله تعالى إليه: يا موسى، إنّي قلّبت عبادي ظهرًا لبطن فلم أجد فيهم أحدًا أذلَّ نفسًا لي منك. يا موسى، إنّك إذا صليّت وضعت خدك على التراب أو قال على الأرض.
ورواه الصدوق في العلل عن أبيه عن سعد عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير ببقيّة السند.
وعنه عن أبيه وعن محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعًا عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أوحى الله إلى موسى: ما يمنعك عن مناجاتي؟ قال: يا رب أجلّك عن المناجاة لخلوف فم الصائم. فأوحى الله إليه: يا موسى لخلوف فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك.
وعنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي علي صاحب الشعير عن محمد بن قيس عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أوحى الله إلى موسى: إنّ من عبادي من يتقرّب إليَّ بالحسنة فأحكمه في الجنّة، فقال موسى: وما تلك الحسنة قال: يمشي مع أخيه المؤمن في حاجته قضيت أو لم تقضَ.
وعنه عن أبيه عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن يزيد الكناسي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ الله أوحى إلى موسى أن احمل عظام يوسف من مصر قبل خروجك منها إلى الأرض المقدّسة بالشام فسأل عن قبر يوسف، فلم يعرفه إلا عجوز، وقالت: لا أدلّك عليه إلا بحكمي، فأوحى الله إليه لا يكبر عليك أن تجعل لها حكمها، فقال لها موسى: لك حكمك فقالت: إنّ حكمي أن أكون معك في درجتك التي تكون فيها في الجنّة.
ورواه الصدوق في الفقيه مرسلاً.
وعن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال في حديث: إنّ سبعين رجلاً من بني إسرائيل رفضوا فرعون وقومه، فلحقوا بموسى فسمّوا في عسكر فرعون الرافضة؛ لأنّهم رفضوا فرعون فأوحى الله إلى موسى أن أثبت لهم هذا الاسم في التوراة فإنّي قد سمّيتهم به، ونحلتهم إيّاه ثم ذخر الله لكم هذا الاسم حتّى نحلكموه.
ورواه البرقي في المحاسن عن يعقوب بن يزيد عن ابن محبوب عن محمد بن سليمان الديلمي عن رجلين من أصحابه عن أبي عبد الله (عليه السلام) نحوه.
وعن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن عبد الله بن مسكان عن عبد الله بن الوليد الوصافي قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إنّ فيما ناجى الله به موسى (عليه السلام) أن قال: إنّ لي عبادًا أبيحهم جنّتي وأحكمهم فيها قال يا رب: ومن هؤلاء الذين تبيحهم جنتك وتحكمهم فيها، قال: مَن أدخل على مؤمن سرورًا.
وعنه عن أحمد عن ابن سنان عن أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان فيما ناجى به موسى ربّه أن قال: يا ربّ، ما بلغ عن عيادة المريض من الأجر؟ فقال تعالى: فأوكّل به ملكًا يعوده في قبره إلى محشره. قال: يا ربّ، فما لمن غسّل الموتى؟ قال: أغسله من ذنوبه كما ولدته أمّه، قال: يا ربّ، فما لمن شيّع جنازة؟ قال أوكّل بهم ملائكة من ملائكتي معهم رايات يشيّعونهم من قبورهم إلى محشرهم. قال: يا ربّ، فما لمن عزّى الثكلى؟ قال: أظلّه في ظلي يوم لا ظلّ إلى ظلّي.
ورواه الصدوق في ثواب الأعمال عن محمد بن الحسن عن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان ببقية السند.
وعن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: مكتوب في التوراة فيما ناجى الله به موسى (عليه السلام): يا موسى، املك غضبك فيمن ملّكتك عليه اكفف عنك غضبي.
وعنه عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عمر بن يزيد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: في التوراة مكتوب: ابن آدم تفرغّ لعبادتي أملأ قلبك عنّي ولا أكلك إلى طلبك وعليّ أن أسد فاقتك وأملأ قلبك خوفًا منّي وإلّا تفرغ لعبادتي أملأ قلبك شغلاً بالدنيا ثم لا أسد فاقتك وأكلك إلى طلبك.
وعنهم عن أحمد عن أبيه عن محمد بن سنان عن إسحاق بن عمّار عن الوصّافي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان فيما ناجى الله به موسى (عليه السلام) أن قال: يا موسى أكرم السائل ببذلٍ يسيرٍ أو بردٍّ جميلٍ؛ لأنّه يأتيك من ليس بأنسٍ ولا جانٍّ ملائكة من ملائكة الرحمن يبلونك فيما خوّلتك ويسألونك ممّا نوّلتك، فانظر كيف أنت صانع يا بن عمران.
ورواه الصدوق في الفقيه عن محمد بن علي ماجيلويه عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن عبد الله بن الوليد الوصّافي مثله.
وعنهم عن أحمد عن شريف بن سابق أو عن رجل عن شريف عن الفضل بن أبي قرة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لمّا أقام العالم الجدار أوحى الله إلى موسى أنّي مجازي الأبناء بسعي الآباء إن خيرًا فخيرًا وإن شرًّا فشرًّا، لا تزنوا فتزني نساؤكم وإنّ من وطئ فراش امرىءٍ مسلم وُطِئَ فراشه، كما تدين تدان.
ورواه البرقي عن علي بن عبد الله عن شريف.
ثم إنّ قوله: (انّي مجازي الأبناء بسعي الآباء) لا ينافي قوله تعالى: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}؛ لأنّ المراد من الآية ما كان على وجه الاستحقاق، ومن الحديث ما كان على وجه التفضّل، فقوله: إن خيرًا فخيرًا أي أتفضّل بالخير على من فعل أبوه خيرًا، وقوله (إن شرًّا فشرًّا) أي أمنع ذلك الخير من فعل أبوه شرًّا، ومنع الخير إذا لم يكن مستحقًّا يجوز أن يطلق عليه أنّه شر مجازًا ويناسبه قول بعض الحكماء: (شر ما في الكريم أن يمنعك خيره، وخير ما في اللئيم أن يكفّ عنك شرّه) وبملاحظة بطلان الإجبار على المعاصي لا يبقى في تتمّة الحديث إشكال بل إسناد الزنا إلى النساء يدل على صدوره منهنّ - بالاختيار لا بالإكراه والإجبار، والله تعالى أعلم.
وعنهم عن أحمد عن أبي العباس الكوفي وعن علي بن إبراهيم عن أبيه جميعًا عن عمرو بن عثمان عن عبيد الله الدهقان عن درست ابن عبد الحميد عن أبي إبراهيم (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) مكتوب في التوراة: إنّ الله قاتل القاتلين ومفقر الزانين، لا تزنوا فتزني نساؤكم، كما تدين تدان.
وعن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن ابن محبوب عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنّ في التوراة مكتوبًا: يا ابن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك حيت أغضب، فلا أمحقك فيمن أمحق فإذا ظلمت بمظلمة فارضَ بانتصاري لك فإنّ انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك.
وعنه عن أحمد عن علي بن الحكم عن زياد بن الحلال عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال موسى (عليه السلام): يا ربّ من أين الداء؟ قال منّي، قال: فالشفاء؟ قال: منّي، قال: فما يصنع عبادك بالمعالج؟ قال: يطيب بأنفسهم فيومئذ سُمّي المعالج الطبيب.
ورواه في العلل عن أبيه عن سعد عن البرقي يرفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام.(
وعنه عن أحمد عن علي بن الحكم عن محمد بن سنان عمّن أخبره عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: كان في بني إسرائيل عابد لم يقارف من أمر الدنيا شيئًا وذكر الحديث بطوله وملخصّه أنّ إبليس احتال على العابد حتىّ مضى إلى بغيّ معروفة بالفجور وراودها على الزنا، فأنكرت عليه، ونهته عن ذلك، ثم ماتت من ليلتها وأصبحت، وإذا على بابها مكتوب أحضروا فلانة، فإنّها من أهل الجنّة فارتاب الناس ومكثوا ثلاثة أيام لا يدفنونها ارتيابًا في أمرها فأوحى الله إلى نبي من الأنبياء ولا أعلمه إلا موسى بن عمران أن ائتِ فلانة فصلِّ عليها، ومُر الناس أن يصلّوا عليها، فإنّي قد غفرت لها وأوجبت لها الجنّة بتثبيطها عبدي فلانًا عن معصيتي.
وعن حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن غير واحد عن أبان بن عثمان قال: دعاني جعفر (عليه السلام)، فقال: باع فلان أرضه؟ فقلت: نعم، قال مكتوب في التوراة: من باع أرضًا وماءً ولم يضع ثمنه في أرض وماء ذهب ثمنه محقًّا.
ورواه الشيخ بإسناده عن الحسن بن محمد بن سماعة مثله.
ورواه الصدوق مرسلا عن أبي جعفر (عليه السلام) كما يأتي.
وعنه عن ابن سماعة عن أحمد بن الحسن الميثمي عن سكين ابن عمار عن فضيل الرسان عن فروة عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: أوحى الله إلى موسى أنّ مُر قومك يفتتحون بالملح ويختتمون به، وإلا فلا يلوموا إلّا أنفسهم.
ورواه البرقي عن محمد بن علي عن أحمد بن الحسن الميثمي ببقيّة السند.
وعن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مكتوب في التوراة: ابن آدم كن كيف شئت كما تدين تدان، من رضي من الله بالقليل من الرزق قبل الله منه اليسير من العمل ومن رضي باليسير من الحلال خفّت مؤنته وزكت مكسبته وخرج من حدِّ الفجور.
وعن علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): دعى موسى وأمّن هارون وأمّنت الملائكة، فقال الله تعالى: قد أجبت دعوتكما ومن غزا في سبيل الله استجبت له كما استجبت لكما إلى يوم القيامة.
وعنه عن أبيه عن القسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: بينما موسى يعظ أصحابه إذ قام رجل فشقَّ قميصه، فأوحى الله تعالى إليه: يا موسى، قل له: لا تشقّ قميصك، ولكن اشرح لي عن قلبك، ثم قال: مرَّ موسى برجل من أصحابه وهو ساجد ثم انصرف من حاجته وهو ساجد فقال موسى: لو كانت حاجتك في يدي لقضيتها لك، فأوحى الله تعالى إليه: يا موسى، لو سجد حتّى ينقطع عنقه ما قبلت منه حتّى يتحوّل عمّا أكره إلى ما أحبّ.
محمد بن علي بن الحسين بن بابويه في كتاب التوحيد قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد الأشناني الرازي العدل ببلخ قال: حدثنا علي بن مهرويه القزويني عن داود بن سليمان الفرّا عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ موسى (عليه السلام) لمّا ناجى الله (عزّ وجلّ) قال: يا ربّ أبعيد أنت منّي فأناديك أم قريب فأناجيك؟ فأوحى الله (عزّ وجلّ) إليه أنا جليس من ذكرني، فقال موسى: يا ربّ إنّي أكون في حال أجلّك أن أذكرك فيها، فقال: يا موسى، اذكرني على كلّ حال.
وقال حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، قال حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن مروان بن مسلم عن ثابت بن أبي صفيّة عن سعد الخفّاف عن الأصبغ بن نباتة، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): قال الله (عزّ وجلّ) لموسى (عليه السلام): يا موسى احفظ وصيّتي لك بأربعة أشياء: أولهنّ: ما دمت لا ترى ذنوبك تغفر، فلا تشتغل بعيوب غيرك. والثانية: ما دمت لا ترى كنوزي قد نفدت، فلا تغتم بسبب رزقك. والثالثة: ما دمت لا ترى زوال ملكي فلا ترجُ أحدًا غيري. والرابعة: ما دمت لا ترى الشيطان ميّتًا فلا تأمن مكره.
أقول: وسيأتي الكلام على ما يوهم صدور الذنب عن المعصومين في باب داود (عليه السلام) وتقدّم أيضًا في باب يعقوب (عليه السلام)، فيزول الاشكال عن قوله تعالى هنا: (ما دمت لا ترى ذنوبك تغفر)، وكذا قوله: (فلا تأمن مكره) على أنّ السالبة لا تستلزم وجود الموضوع، والله أعلم.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
في مدينة الهرمل اللبنانية.. وفد العتبة الحسينية المقدسة يستمر بإغاثة العوائل السورية المنكوبة
|
|
|