أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-01
497
التاريخ: 2024-03-03
1004
التاريخ: 2024-08-25
540
التاريخ: 11-1-2017
1656
|
عندما يدخل الإنسان قبر الملك «أوسركون الثاني» من الباب الغربي يلاحظ في الفرجة التي على الشمال صورة غريبة (راجع Pl. XXII, XXIII) تمثل رجلًا يرتدي جلبابًا ذا ثنيات، وعلى رأسه شعر مستعار مستدير، وقدماه حافيتان، ولا يحلَّى بأي حلًى أو شارات، ويضع يديه على رأسه، ويُرَى بين أصابعه شيء مخروطي الشكل أو ما يماثله غير أنه لا يشبه مخروط العطور الذي يحمله عادة على رءوسهم أولئك الذين يشتركون في الولائم (راجع مصر القديمة الجزء الرابع)، ومن الجائز أن يكون هذا الشيء هو قطعة طين. وتدل شواهد الأحوال على أن هذا الرجل كان يعبر عن آلامه بالطريقة المصرية، وهي أنه عندما يفقد الإنسان عزيزًا له كان يلطخ نفسه بالطين ويلطخ وجهه.
ونُقِشَ أمام هذا الرجل متن مؤلَّف من ستة أسطر عمودية، وهذا المتن كان موضوع درس عميق قام به الأستاذ «فكتور لوريه» وهاك الترجمة: «القائد الأعلى لجنود الوجه القبلي والوجه البحري» «باسن إزيس» بن «حوري»، إني أبكيك دون حد، ولن أترك البحث عن وجهك، وقلبي يفيض من الألم عندما أفكر في طيبتك، ولقد عملت على أن أعظمك بكل أنواع الخدمات أكثر من القربات النوعية (1).
ولقد جهزت (2) سيدي في مدينته أكثر من صاحبتها «طيبة» (3) وفي كل مرة يشتاق قلبه إليه فإن روحه تصعد إلى المكان الذي يوجد فيه وهو قصر ملايين السنين (= معبد «تانيس» الكبير)، والملك المقدس يثوي في مضجعه، وروحُه قد انضمت إلى السماء.
سيد الأرضين محبوب آمون «أوسركون».
عَمِلَتْهُ له «كابس» (أمه).
والآن يتساءل الإنسان: لماذا نقش «باسن إزيس» هذا الإعلان عند مدخل قبر «أوسركون»؟ وجوابًا على ذلك يجب ألا ننسى أنه بعد دفن الملك غمرت الرمال القبر وأصبح من الصعب الوصول إليه، ومع ذلك فإن القبر المجاور له وهو قبر الملك «بسوسنس» قد فُتح مرات عدة خلال القرنين اللذين خَلَيَا على وفاة الملك، وقد حدث مثل ذلك لقبر الملك «أوسركون»، وقد نَقَشَ القائد «باسن إزيس» هذا الإعلان عند مدخل مقبرة سيده كأنه كان يريد بذلك أن يقدم إيضاحًا شافيًا عن سلوكه بالنسبة للفرعون، ويقصد بذلك ألا يغيب مسلكه الكريم عن أعين كبار الموظفين الذين يمرون من باب هذا القبر؛ فبعد أن ذكر الزائر باسمه ولقبه بوصفه القائد العظيم لجنود مصر، وبعد أن عبر عن الآلام التي سبَّبها موت الملك له يقول: إن كل ما فعله قد عمله لصالح سيده وعلى حسب رغائبه؛ فإن الملك هو الذي أراد أن يثوي في هذا القبر، وإن والدته «كابس» هي التي أقامته له أو على الأقل جهزته. وهذه الطاعة التامة لرغبات سيده كانت عند الملك أعظم قيمة من أثمن قربانٍ عينيٍّ.
على أنه لم يكن لدى القائد «باسن إزيس» أيُّ سبب ليعبر عما في نفسه بهذه الطريقة المؤثرة إذا كان انتخاب الضريح الملكي قد تركه معاصرو«أوسركون» دون اهتمام ليقام في أي مكان، ولكن الواقع كان خلافًا لذلك؛ وذلك لأن أهل «تانيس» وأهل «طيبة» — ومن المحتمل سكان «منف» و«بوبسطة» — كانوا يقومون بادعاءات مضادة في هذا الموضوع؛ ففي «طيبة» كان من المؤكد أن يجد الملك لنفسه مثوًى أبديًّا أكثر فخامة من الذي ثوى فيه في «تانيس»؛ غير أن هذا ليس هو الاعتبار الوحيد في هذا الصدد، وأن في «تانيس» كان يعد الملك نفسه في بيته بعيدًا عن هؤلاء الكهنة العظام الذين كانوا قد بدئوا في عصره وبرضاه يعدون أنفسهم أندادَ الفرعون، هذا فضلًا عن أن «تانيس» كانت تعتبر «طيبة الثانية»، وعندما سمَّى «باسن إزيس» عاصمة الشمال بأنها فرعٌ مقدس من «طيبة»؛ فإنه قد أجاب بذلك على تضرعات الطيبيين الذين تآمروا على أخذ جثمان الفرعون «أوسركون» ليُدفن في «مدينتهم».
.............................................
|
|
يجب مراقبتها بحذر.. علامة في القدم تشير إلى مشاكل خطيرة
|
|
|
|
|
العلماء يحلون لغز بركان أدى إلى تجمد الأرض قبل 200 عام
|
|
|
|
|
في الذكرى الـ(104) لتأسيس الجيش العراقي… تعرف كيف كانت المرجعية الدينية العليا تخاطبهم
|
|
|