أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-9-2016
1554
التاريخ: 2024-04-26
792
التاريخ: 2024-08-12
595
التاريخ: 2024-05-07
727
|
والتمثال الأول (رقم 42206) مصنوع من الجرانيت الأسود، وارتفاعه متر وأربعة سنتيمترات (راجع Ibid No. 42206, Pl. XIII)، مُثِّل قاعدًا على كرسي مكعب ويده اليمنى على ركبته ممسكة بمنديل، ويلبس شعرًا مستعارًا مسبلًا، وله عثنون على شكل منحرف، وجسمه ملفوف في عباءة تحتها جلباب وقميص آخر، وطراز هذا التمثال وتفاصيل ملابسه توحي بأنه من عهد الدولة الوسطى، والظاهر أن «زد تحوتيفعنخ» قد اغتصب هذا التمثال والتمثال الآخر الذي يحمل رقم 42207 الذي سنتكلم عنه.
نقوش التمثال
نُقش على العباءة التي يلبسها سطران جاء فيهما أن هذا التمثال هبة من الملك للكاهن الرابع «لآمون رع» ملك الآلهة، والمشرف على خزانة آمون، وحامل المروحة على يمين الفرعون، والسمير الوحيد العظيم الحب (المسمى) «زد تحوتيفعنخ»، وهو الذي يدعى «نختفموت» ابن الكاهن الرابع لآمون، وعَيْنَا الملك في الكرنك المسمى «زد خنسو فعنخ» المبرأ، وأمه تدعى «نسخنسو باخرد» ابنة «الكاهن الأول لآمون» حاكم الوجه القبلي المسمى «أوبوت» ابن الملك رب الأرضين محبوب آمون شيشنق.
ونشاهد على مقدمة الكرسي الذي يقعد عليه التمثال امرأةً في يدها زهرة البشنين ومنقوشًا تحتها المتن التالي: زوجة ربة البيت ضاربة الصاجات للإلهة «موت» (المسماة) «نسموت» تقول:
إنا نريد أن نعيش سويًّا
ولم يفرق بيننا إله
وإنك حقًّا لي حقًّا ولن أبتعد عنك
وإنك سبب متاعي
فاجلس خالي البال كل يوم
دون أن يصيبك أذى
لقد ذهبنا إلى أرض الأبدية
وعلى ذلك لن ينسى اسمنا
وما أجمل الوقت
الذي يرى فيه الإنسان نور الشمس!
في كل الأبدية
بمثابة سيد في الجبانة.
وعلى اليسار نشاهد امرأة أخرى، والمتن الذي تحتها ما يأتي: أخته محبوبته «باخرد-نموت» المعروفة باسم «شبن أست» تقول:
إنك تثوي هنا أبديًّا
وستبقى هنا سرمديًّا
وإني أراك يومًا فيومًا
وليس في استطاعتي أن أفارقك
وإني لمبتهجة بقلبٍ فَرِح
عندما أفكر في شبابك ثانية
فإني عندئذ أتحدث إلى أولادي بطريقتي
باستمرار عن جدهم وجدتهم.
ونشاهد على الجهة اليمنى من المقعد «زد خنسو فعنخ» قاعدًا على كرسي، وأمامه مائدة قربان، ومعه متن مؤلف من ثمانية أسطر يقول فيه: «الكاهن الرابع «لآمون رع» ملك الآلهة، وعينا الملك في معبد «الكرنك» المسمى «زد خنسو فعنخ» المبرأ، يقول: لقد أتيت حقًّا لأطعم روحك، ولأكون منعمًا في ركابك؛ ولأكون روحًا عظيمًا في بيتك أبديًّا؛ ولأكون مقدسًا في معبدك، ولتجعلني بين المحظوظين المقربين في بيتك العظيم، وليكون قلبي صادقًا».
وعلى الجهة اليسرى نشاهد «نسخنسو باخرد» قاعدة، وبيدها زهرة بشنين تشمها ومعها المتن التالي: ربة البيت «نسخنسو باخرد» ابنة الكاهن الأول لآمون المشرف على الوجه القبلي، «أوبوت» ابن الملك (محبوب آمون «شيشنق») تقول: «إني ابنة المشرف على الوجه القبلي، وأم كهنة عظام، محبوبة إلهي الذي جعلني محترمة من قومي، وجعلني عظيمة في مدينتي، ويجلني في بيته، وثبت نسلي في الكرنك، سيدة المعابد، وسِرْتُ خلف الإلهة «موت» سيدة بيت النسيج في كل خير، وإني أذكركم كنت كاملة ونشأ أولادي في المعبد».
ونقش على ظهر مقعد التمثال سبعة أسطر جاء فيها: «الكاهن الرابع «لآمون رع» ملك الآلهة، والكاهن الثاني للإله «خنسو» في «طيبة» «المثوى الجميل»، وكاهن (سم) للإله «سكر» في الكرنك (المسمى) «نختفموت» ابن الكاهن الرابع «لآمون» المسمى «زد خنسو فعنخ» وأمه هي «نسخنسو باخرد» (يأتي بعد ذلك أنشودة مديح) ».
ومن نقوش تمثال هذا الكاهن نرى أولًا أنه كان يُنسب إلى أصل ملكي من جهة أمه التي كانت بنت الكاهن الأكبر «أوبوت» ابن الملك «شيشنق» الذي تحدثنا عنه فيما سبق، وثانيًا نرى كيف كانت أواصر الحب بينه وبين زوجته متينة، وأن موته كان سببًا في آلامها، ومن جهة أخرى نقرأ متنًا آخر لأخته يظهر فيه تعلقها به، وكيف أنها لا تنساه بل تتحدث لأطفالها عن مجد جدهم وجدتهم.
ويلاحَظ كذلك أن معظم هذه التماثيل التي كانت توضع في معبد الكرنك كان يعد وضعها هناك إنعامًا ملكيًّا، كما يُفهم من المتن أن الذين كانوا يضعونها هم أولاد هؤلاء الكهنة تخليدًا لذكرى آبائهم بعد أن يتعطف الملك بوضعها في هذا المعبد.
ومما يلفت النظر في نقوش هذه التماثيل أنها كانت تعد بمثابة سِجل يدون فيه كل شيء خاص لصاحب التمثال وأسرته والمعبودات التي كان يتعبد إليها؛ لذلك نجد أن اسم المتوفى ووالده وزوجته وأمه كانوا جميعًا يذكرون، كما كانت تدون ألقابه ووظائفه مرات عدة. ولا نزاع في أن ذلك كان يدعو إلى صنع التماثيل بصورة خاصة، فكانت تصنع إما جالسة على كرسي له قاعدة كبيرة وله ظهر عريض، أو كان يصنع جالسًا القرفصاء وتغطَّى كل جوانبه بالكتابة والنقوش من كل جهاته، وهذا الشكل الأخير من التماثيل كان الطراز السائد في هذا العصر كما سنرى بعد في معظم التماثيل التي وصلت إلينا من هذا العهد. هذا، وكان أحيانًا لا يكتفي صاحب التمثال بأن يمثَّل راكعًا وأمامه لوحة مغطاة بالنقوش والكتابة؛ بل نجد فضلًا عن ذلك أن الكتابة والصور كانت تملأ جوانب التمثال نفسه، يضاف إلى ذلك أنه كان يضع لنفسه عدة تماثيل حتى تبقى ذكراه دائمة وليكرر عليها كل ألقابه ومفاخره.
|
|
يجب مراقبتها بحذر.. علامة في القدم تشير إلى مشاكل خطيرة
|
|
|
|
|
العلماء يحلون لغز بركان أدى إلى تجمد الأرض قبل 200 عام
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تبحث آلية إقامة الأسبوع الثقافي مع جامعة الموصل
|
|
|