عندما يتناول الشخص أية أطعمة محتوية على دهون مهدرجة فإنها تدخل إلى مجرى الدم أثناء عملية الامتصاص للمواد الغذائية التي تحصل في الأمعاء ، و لأنها ليست دهونا طبيعية فإن الجسم يجد صعوبة في امتصاصها من الدم لذا فإنها وحتى يتم امتصاصها قد تشكل انسدادات في الأوعية الدموية وبعد أن تمتص اعضاء الجسم هذه الدهون فإنها تعيد اطلاقها في الانزيمات و الهرمونات التي تنظم عمل الجسم و ذلك لأن الكثير من الانزيمات و الهرمونات يصنعها الجسم من الدهون .. و هنا نجد أن الانزيمات و الهرمونات لا تعمل كما ينتظر منها لأن هناك خللا في تركيبتها مما يؤدي للكثير من الأمراض المزمنة و القاتلة. ينتج الجسم البشري مجموعة من المواد شبيهة الهرمونات تسمى بـ prostaglandins أو (PGs) يتم تصنيعها اعتمادا على الدهون الغذائية وهذه المجموعة تقوم بتنظيم بعض الوظائف الأساسية للجسم تقسم هذه المجموعة إلى ثلاث عائلات وهي : ( 1 PG و 2 PG و 3 PG )

وبصورة عامة 1 PG و 3 PG يعدان من الـ PGS الجيدة بينما تعد عائلة 2 PG من الـ PGs السيئة. يرجع السبب في ذلك إلى أن أغلب آثار الأمراض المزمنة في مجتمعاتنا هي بفعل عائلة الـ PG 2. وهذا يشمل النوبات القلبية وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان، والالتهابات بما فيها امراض الجهاز المناعي. فان عائلة الـ 2 PG مستمدة مباشرة من الدهون التي تتواجد بشكل طبيعي في اللحوم الحمراء، المحار، ومنتجات الالبان تأثيرات عائلة الـ 2 PG تشمل : زيادة تخثر الدم، زيادة ضغط الدم، زيادة الكولسترول كما تسبب مزيدا من عوامل خطر الإصابة بنوبات قلبية مما يضاعف الخطر. أيضا عائلة الـ 2 PG قد تتسبب ببعض موادها بزيادة النشاط الالتهابي الذي قد يؤدي إلى تدمير الأنسجة بالارتباط بكل شيء بدءا من الصدمة trauma وحتى أمراض الجهاز المناعي الذاتي. بالإضافة إلى أن الـ 2 PG تتسبب في القضاء على الخلايا الطبيعية القاتلة والتي تلعب دورا مهما في حمايتنا من السرطان، ولهذا السبب فإن الأورام السرطانية تنمو بتأثير مساعد من الـ 2 PG. ما يحدث طبيعيا في الجسم البشري أن العائلتين 1 PG و 3 PG تقاومان الآثار السيئة لـ 2 PG. فما تفعله الـ 1 PG والـ 3 PG :هو : تخفيض تخثر الدم، تخفيض ضغط الدم، تخفيض الكوليسترول، تخفيض الالتهابات وزيادة نشاط الخلايا الطبيعية القاتلة والتي تساعدنا في محاربة السرطان. الدهون المتحولة تمنع إنتاج 1 PG و 3 PG، ونتيجة لذلك يحصل عدم توازن ويزداد الـ 2 PG دون وجود ما يقاوم آثاره السلبية وهذه هي إحدى المعضلات الصحية في عصرنا الحالي. كما أن عملية هدرجة الدهون تؤدي إلى فقدان الزيت للدهون الحمضية مثل اوميغا والتي تعد ضرورية وأساسية في صحة كل اعضاء الجسم.. وفقدانها يؤدي إلى امراض مميتة .