المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



رسالة على لسان ولد السلطان من مالقة  
  
141   06:29 مساءً   التاريخ: 2024-12-09
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج6، ص: 344-345
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / النثر /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-4-2021 2954
التاريخ: 9-10-2015 11705
التاريخ: 23-03-2015 3580
التاريخ: 4-7-2016 17159

 

رسالة على لسان ولد السلطان من مالقة

وقال رحمه الله تعالى: ومن نثري ما خاطبت به السلطان على لسان ولده من مالقة ، وقد وصلت به إليه من المغرب مولاي الذي رضى الله تعالى مقرون برضاه، والنُّجحُ مُسبب عن نيته ودعاه ، وطاعته مرتبطة بطاعة الله ، أبقى الله تعالى علي بكم ظل رحماه ، وغمام نعماه ، وزادني من مواهبه هداية في توفية حقه الكبير فإن الهدى هدى الله : يقبل مواطئ أقدامكم التي ثراها شرف الخدود وفخر الجباه ، ويقرر من عبوديته ما يسجل الحق مقتضاه ، ويسلّم على مثابة رحمتكم السلام الذي يحبه الله تعالى وبرضاه ، ولدكم وعبدكم يوسف ، من منزل تأييدكم

                                                         344

بظاهر مالقة حرسها الله، والوجود السن بالعز بالله ناطقة، والأعلام والشجر

ألوية" بالسعد خافقة   مصاحبة مرافقة

وأنواع التوفيق متوافقة،   وصنائع اللطيف الخبير

وقد وصل يا مولاي لعبدكم المفتخر بالعبودية لكم ما بعث به علي مقامكم، وجادت به سحائب إنعامكم، ولمن تحت حجبة ستركم المسدول، وفي ظل اهتمامكم الموصول، ولمن ارتسم بخدمة أبوابكم الشريفة من الخدام، وأولي المراقبة والالتزام، ما يضيق عنه بيان العبارة ، ويفتضح فيه

 لسان القول والإشارة، من عنايات سنية، ونعم باطنة وجلية، وملاحظة مولوية، ومقاصد ملكية، فما شئت من قباب مذهبة ، وملابس منتخبة ، وأسرة مرتبة ، ومحاسن لا مستورة ولا محجبة ، واللواء الذي نشرتم على عبدكم ظله الظليل ، ومددتم عليه جناح العز الجليل ، جعله الله تعالى أسعد لواء يسير في خدمتكم ، ومد علي وعليه لواء حرمتكم ، حتى يكون لجهادي بين يديكم شاهداً ، وبالنصر العزيز والفتح المبين عليكم عائداً ، ولطائفة الخلوص لأمركم قائداً ، ولأولياء بابكم هادياً ولأعدائكم كائداً واتفق

 يا مولاي أن كان عبدكم قد ركب مغتنماً برد اليوم ، ومؤثراً للرياضة في عقب النوم ، والتف عليه الخدام ، والأولياء الكرام

، فلما عدنا تعرضت تلك العنايات المجلوة الصور، المتلوة السور ، وقد حشر الناس ، وحضرت الأجناس ، فعلا الدعا، وانتشر الثنا ، وراقت الأبصار تلك الهمة العليا ، فنسأل الله تعالى يا مولاي أن يكافئ مقامكم بالعز الذي لا يتبدل ، والنصر الذي يستأنف ويستقبل ، والسعد الذي مُحكمه لا يتأول ، والعبد ومن له على حال اشتياق للورود على أبوابكم الرفيعة المقدار ، وارتياح لقرب

المزار :

وأبرح ما يكون الشوق يوماً                إذا دنتِ الديار من الديار

                                                   345

والعمل على تيسير الحركة متصل، والدهر لأوامر السعد محتفل، بفضل

الله تعالى، والسلام على مقام مولاي مقام الشفقة والرحمة، والمنة والنعمة، ورحمة الله تعالى وبركاته».

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.