المطلب الثالث : أهداف العولمة مزاياها وشروط الانخراط فيها

أولاً : أهداف العولمة 

للعولمة الاقتصادية ثلاثة أهداف تتمثل فيما يلي :

الهدف الأول:

الوصول إلى سوق عالمي واحد مفتوح دون حواجز أو رسوم جمركية أو إدارية، أو قيود مالية أو معازل عرقية أو جنسية أو معنوية، بل إقامة سوق متسع يمتد ويشمل العالم كله ويشمل كافة قطاعاته ومؤسساته وأفراده أي الوصول بالعالم كله إلى أن يصبح كتلة واحدة متكاملة ومتفاعلة.

الهدف الثاني:

كثرة الاحتكاك والتكامل والتداول سوف يدفع إلى ظهور لغة اشتقاقية تزيد من عملية التقارب اللغوي إلى أن يصل العالم إلى التحدث بلغة واحدة.

الهدف الثالث:

تكثيف عمليات الاختلاط والمزج بين عناصر الجنس البشري، حتى يحدث التقارب والانسجام والائتلاف ويستخدم لتحقيق هذا الهدف قدر متعاظم من الحراك الحضاري لتأكيد الهوية العالمية.

ثانياً : مزايا العولمة الاقتصادية

للعولمة الاقتصادية جملة من المزايا نذكر منها ما يلي :

1 . ميزة السهولة واليسر والراحة والحرية في الاختيار الواسع المدى بالنسبة للمستهلكين، وكذلك بالنسبة للوكلاء، وكذلك بالنسبة للموزعين، يتحقق ذلك من خلال :

ــ ميزة الإتاحة الفورية الشاملة، والعرض الفوري المتكامل  لكافة المنتجات (سلع ـ خدمات ـ افكار ) وعدم حدوث اختناقات نتيجة للندرة أو حدوث تكدس نتيجة للفائض أو حدوث أزمات.

ــ ميزة الاستهلاك الواسع بالنسبة للمنتجات وبما يتضمن سرعة التصريف، وسرعة البيع، وسرعة دوران البضاعة، وسيولة المشروعات وانخفاض التكلفة وزيادة العائد والمردود .

2 . زيادة درجة الارتباط المتبادل بين الشعوب والدول والحكومات والمنظمات والشركات متعددة الجنسيات، وبصفة خاصة خلال عمليات الاتصال والانتقال الفعلي للسلع والخدمات والأفكار والوصول بها عبر الحدود إلى سوق عالمية واحدة .

3. بناء قاعدة فكرية جديدة قائمة على وحدة العالم وملء فراغ الانقطاع العسكري الذي كان عنواناً مرجعياً لفترة الحرب الأولى والثانية وأبعادها، ففي العولمة لم تعد هناك حروب عالمية باردة أو ساخنة  .

4 . ظهور مجتمعات وتكتلات الإنتاج والتسويق والتمويل والكوادر البشرية وما تملكه من مزايا تنافسية فائقة وارتقائية .