المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

التفسير بالرأي
16-11-2014
عدم التسرع في الكلام
19-2-2021
أشـكـال وطـرق إعـادة الهـيكلـة
2024-10-17
Modified Bessel Function of the Second Kind
25-3-2019
سطح بارومتري barometric surface
26-12-2017
معامل امتصاص الإشعاع absorption coefficient, radiation
16-9-2017


الأمور المؤثرة في تكون الجنين وبناء مستقبله  
  
150   10:12 صباحاً   التاريخ: 2024-12-07
المؤلف : السيد علي عاشور العاملي
الكتاب أو المصدر : تربية الجنين في رحم أمه
الجزء والصفحة : ص23ــ28
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-30 1154
التاريخ: 14-1-2016 2390
التاريخ: 14-1-2016 1880
التاريخ: 21-4-2016 6563

هناك عدة أمور تؤثر على الجنين وعلى مستقبله، تأثيراً يطال الروح والنفس والبدن والشخصية، وسوف نتعرض لجلّ ذلك استكمالاً للبحث فنورد عدة أمور تباعاً:

الأمر الأول:

يعتبر الزواج أول الأمور المؤثرة على تكوين الجنين ذلك أنه هو نتاج هذا الزواج وثمرته الصادرة عن الشجر واللقاح.

الزواج، أثره وأهدافه

ثواب الزواج وأهميته

في الوسائل حديث رقم 24908 - عن علي بن مُحمَّد بن بُندار عن أحمد بن محمَّد بن خالد عن الجامورانِيّ عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن كليب بن معاوية الأسدي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من تزوَّج أحرز نِصف دِينِهِ.

وفي لفظ قال (صلى الله عليه وآله): من تزوج فقد أحرز نصف دينه(1).

وفيه رقم 24909 - قال الكليني: وفي حديث آخر: فليتق الله في النصف الآخر أو الباقي.

24912 - مُحمَّد بن مُحمَّدٍ المُفيد في المُقنعة قال: قال رسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): من أحبَّ أن يلقى الله طاهراً مُطهَّراً فليلقهُ بِزوجةٍ(2).

وقال الإمام الصادق (عليه السلام): ليس شيء مباح أحب الى الله من النكاح فإذا اغتسل المؤمن من حلاله بكى إبليس وقال هذا العبد أطاع ربه وغفر له ذنبه(3).

هدف الزواج

يهدف الإسلام من وراء تشريع الزواج إيجاد رابطة إنسانية بين الزوجين مع بناء أُسرة على أساس تعاون كل من الزوجين مع قرينه على بناء هذه الأسرة ودفع المشاكل مهما أمكن الطارئة على حياتهما وذلك بواسطة التراحم والتعاطف وتقوية

الحب بينهما.

قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21].

فالزوجة النوعية مخلوقة من نفس الإنسان، من نفس تفكيره وعقله وقلبه وحبه وعاطفته ورحمته وكلّ الأحاسيس المودعة فيه، فإذا أظهر الزوج الاحترام لزوجته فهو بذلك يكمل الاحترام المودع في نفسه ويجمع بين احترامين، احترام مودع في نفسه كرجل، واحترام هو جزء منه أودع في زوجته.

وعندما يعطف الرجل على زوجته ويرحمها، فهو بذلك يقوي ويحصن الرحمة الموجودة في نفسه بل يكمّل النقص الموجود عنده والذي أساسه من قبل الله تعالى حيث قال: {وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21] فالله تكفل بحصول المودة والرحمة والحنان والرأفة بين الزوجين بعد تمام عقد الزواج الشرعي، وذلك ليس بجعل إنسان أو ظروف خاصة بل بجعل من بيده الجعل الحقيقي الذي لا يتخلف ولا يتبدل جعله سبحانه وتعالى.

ولعل المراد من قوله تعالى: {من أنفسكم} أن الله في عالم الذر وعند تكوين طينة كل إنسان قدّر لكل زوج زوجة وربط بينهما بشيء معنوي يستفيدون منه عند الزواج، لأن ماهية كل إنسان تختلف عن الآخر، فلإتمام الحياة الزوجية بين الزوجين جعل سبحانه الزوجة من نفس الزوج أو جعل شيئاً من طينته في طينتها، نظير ما جعل الله في طينة كل إنسان مؤمن من طينة آل محمد (صلى الله عليه وآله) لعل هذا غير المودة والرحمة التي جعلها الله بينهما بعد عقد الزواج، والله أعلم.

ووجدت بعد كتابة هذا الكلام بعض الروايات قد يستفاد منها ذلك نحو ما في كتاب علل الشرائع: بإسناده إلى علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله قال: سميت حواء حواء لأنها خلقت من حي، قال الله عزّ وجلّ: {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} [النساء: 1](4).

وبإسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله قال: سميت المرأة مرأة لأنها خلقت من المرء يعني خلقت حواء من آدم(5).

وفي تفسير العياشي: عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) من أي شيء خلق الله حواء؟

فقال: أي شيء يقولون هذا الخلق؟ قلت: يقولون: إنَّ الله خلقها من ضلع من أضلاع آدم، فقال: كذبوا، كان يعجزه أن يخلقها من غير ضلعه؟ فقلت: جعلت فداك يابن رسول الله من أي شيء خلقها؟

فقال: أخبرني أبي عن آبائه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله تبارك وتعالى قبض قبضة من طين، فخلطها بيمينه وكلتا يديه يمين(6) فخلق منها آدم، وفضلت فضلة من الطين فخلق منها حواء(7).

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].

وعلى أي حال ينبغي النظر الى الحياة الزوجية أنها تكامل إنساني للوصول الى السكن الإنساني الذي كان هدفاً للزواج {خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا} [الروم: 21].

وهكذا في كل جوانب الحياة حتى الجنسية منها فهي في نقص حتى تجتمع مع نظيرها فتتكامل من الزوجين فتبلغ ذروتها.

ثم بين سبحانه أن الهدف من تلاقي هذه القوى (التعاطف - الاحترام - الشهوة...) هو حصول السكن الإنساني والراحة النفسية والعائلية بل والاجتماعية، فإذا أراد الإنسان أن يهنأ في حياته وبكل المجالات، فعليه تكميل قواه المودعة في نفسه مع القوى المخزونة في زوجته ليحصل التكامل ويسكن إليها.

فكما يوجد في قلب الزوج الحبّ والعطف والتراحم والشهوة كذلك توجد هذه المسائل عند زوجته، فإذا تعامل مع زوجته بالحبّ وجد الحبّ، وإذا تعامل معها بالعطف والرحمة وجدهما عند زوجته، وإذا تعامل معها بالشهوة الشرعية وجد عندها مثلها، ومعلوم أن ضم الحبّ إلى الحبّ ينتج حباً أكبر، وكذا ضمّ الشهوة إلى

الشهوة.

وعندما يتعامل الزوج مع زوجته بالاحترام والتقدير، فسوف يحرك الاحترام المودع في زوجته ليخرج ويتكامل مع احترامه وتقديره، فيكون له معنى أكبر وأعمق. وهكذا يحصل السكن الإنساني لدى الزوجين.

والأمر نفسه عند الزوجة بل في بعض الجوانب آكد، فإذا أظهرت الزوجة الحبّ والعطف المخزون لديها، فإنّها سوف تحرّك الحبّ والعطف لدى زوجها ليشكل حباً عميقاً لا يزول.

وكذا إذا أظهرت الزوجة مفاتنها لزوجها كأن تتطيب وتتزين وتظهر بعض الحركات المثيرة المشجّعة، فإنّها سوف تحرّك الشهوة لدى زوجها لتشكل لها شهوة قوية لم تكن لتحصل لديها لولا إظهار مفاتنها لزوجها، وهذه سعادة شخصية يؤمنها

الزواج فقط.

أما لو تعامل الزوج مع زوجته بخلاف الأدب والاحترام، وأظهر البغض - الناتج أحياناً عن فعل سهوي أو خطأ غير متعمد من قبل الزوجة - بدل الحبّ، فإنه سوف يخرج البغض المودع عند الزوجة(8) من جرّاء فعل سابق من قبل الزوج، فيلتقي البغض مع البغض أو الغضب مع الغضب، فيدخل الشيطان بينهما ليقوّي الخلاف البسيط ويعكّر السكن الإنساني، فلا الزوج يهنا في طعامه وشرابه ونومه وعمله ولا الزوجة ما داما يظهران البغض بدل الحبّ أو الغضب بدل الحلم أو الإهانة بدل الاحترام أو الأنانية في الشهوة بدل التعاون والصبر على بعضهما البعض.

فحصول الحياة الهادئة والسعيدة في أيدي الزوج والزوجة، فبما يُظهر كلّ واحد منهما للآخر يحدد مسار حياتهما معاً، فإن كان خيراً فخير وإن كان شراً فشر.

والحل: في تطبيق قانون الحياة الزوجية المحدد بأسلوب التعاطي بين الزوجين،

فقال عزّ من قائل: {وجعل بينكم مودة ورحمة}.

فلا يستطيع أي إنسان أن يدعي - ومهما كانت الظروف - أنه لا يستطيع أن يتعايش مع قرينه وذلك لإخبار الله أنّه أودع عند الزوج والزوجة معاً مودة وعطفاً ورحمة، نعم علينا أن نظهر هذه الأمور لتنتج حياة سعيدة.

فإذا حصل سوء تفاهم بين الزوجين وهو أمر طبيعي، خاصة في ظل حياة صعبة ومعقدة اجتماعيّاً وسياسياً وأمنياً، فلا بد مباشرة من الرجوع إلى القانون الإلهي لمعالجة هذا السوء والإشكال، ولا شكّ أنّه إذا استعمل الزوج المودة والعطف والرحمة أو الزوجة كذلك، فإنّ الحياة ستعود إلى السعادة.

أما إذا أخرج الإنسان الحقد والحسد وأفعال الحيوانات والشياطين، فإنّ المشكلة سوف تزداد والسعادة سوف تزول.

وعليه فالزواج باب واسع يدخل منه الإنسان الى السعادة الشخصية التي تدخله إلى السعادة الاجتماعية وعند توفر هاتين السعادتين لدى الزوجين فإن نتاجهما وهو الجنين سوف يكون سعيداً إن شاء الله تعالى.

_____________________________

(1) تحرير الأحكام: 3 / 414 ح 4891.

(2) وسائل الشيعة ج: 20 ص: 14 - 18.

(3) مستدرك الوسائل: 14 / 154 ح 16352.

(4) علل الشرائع: 1 / ب 14 / ح 1.

(5) علل الشرائع: 1 / ب 15 / ح 1.

(6) ذكر المجلسي في معناه كلاماً طويلاً راجع البحار: 28/5 ط. كمباني و 11 / 106 ط طهران.

(7) تفسير العياشي: 1 / 216 / ح 7 من سورة النساء.

(8) وإن كان ينبغي للزوجة أن تتناسى هذا البغض إن وجد. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.