أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-10-2014
2742
التاريخ: 2024-09-02
316
التاريخ: 2023-05-07
2060
التاريخ: 3-12-2015
2044
|
لماذا ذم الله تعالى اليهود
ما هو تفسير قوله تعالى : [ سورة البقرة : آية 97 ].
{ قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ } [ البقرة : 97 ] ؟ !
قال الإمام العسكري عليه السّلام : « قال الحسن بن علي عليه السّلام « 1 » :
إنّ اللّه تعالى ذمّ اليهود في بغضهم لجبرئيل عليه السّلام الذي كان ينفّذ قضاء اللّه تعالى فيهم بما يكرهون ، وذمّهم أيضا وذمّ النواصب في بغضهم لجبرئيل وميكائيل وملائكة اللّه النازلين لتأييد عليّ بن أبي طالب عليه السّلام على الكافرين حتّى أذلّهم بسيفه الصارم .
فقال : قل : يا محمّد مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ من اليهود ، لدفعه عن بخت نصّر أن يقتله دانيال ، من غير ذنب كان جناه بخت نصّر ، حتّى بلغ كتاب اللّه في اليهود أجله ، وحلّ بهم ما جرى في سابق علمه . ومن كان أيضا عدوّا لجبرئيل من سائر الكافرين وأعداء محمّد وعليّ الناصبين ، لأنّ اللّه تعالى بعث جبرئيل لعليّ عليه السّلام مؤيّدا ، وله على أعدائه ناصرا ، ومن كان عدوّا لجبرئيل لمظاهرته محمدا وعليّا عليه السّلام ، ومعاونته لهما ، وانقياده لقضاء ربّه عزّ وجلّ في إهلاك أعدائه على يد من يشاء من عباده . فَإِنَّهُ يعني جبرئيل نَزَّلَهُ يعني نزّل هذا القرآن عَلى قَلْبِكَ يا محمد بِإِذْنِ اللَّهِ بأمر اللّه ، وهو كقوله : {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ } [الشعراء: 193 - 195] .
مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ موافقا لما بين يديه من التوراة والإنجيل والزّبور ، وصحف إبراهيم ، وكتب شيث وغيرهم من الأنبياء .
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : إنّ هذا القرآن هو النور المبين ، والحبل المتين ، والعروة الوثقى ، والدرجة العليا ، والشّفاء الأشفى ، والفضيلة الكبرى ، والسعادة العظمى ، من استضاء به نوّره اللّه ، ومن عقد به أموره عصمه اللّه ، ومن تمسّك به أنقذه اللّه ، ومن لم يفارق أحكامه رفعه اللّه ، ومن استشفى به شفاه اللّه ، ومن آثره على ما سواه هداه اللّه ، ومن طلب الهدى في غيره أضلّه اللّه ، ومن جعله شعاره ودثاره « 2 » أسعده اللّه ، ومن جعله إمامه الذي يقتدي به ، ومعوّله الذي ينتهي إليه ، آواه « 3» اللّه إلى جنّات النعيم ، والعيش السليم .
فلذلك قال : وَهُدىً يعني هذا القرآن هدى وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ يعني بشارة لهم في الآخرة ، وذلك أنّ القرآن يأتي يوم القيامة بالرجل الشاحب ، يقول لربّه عزّ وجلّ : يا ربّ ، هذا أظمأت نهاره ، وأسهرت ليله ، وقوّيت في رحمتك طمعه ، وفسحت في مغفرتك أمله ، فكن عند ظنّي فيك وظنّه .
يقول اللّه تعالى : أعطوه الملك بيمينه ، والخلد بشماله ، وأقرنوه بأزواجه من الحور العين ، واكسوا والديه حلّة لا تقوم لها الدنيا بما فيها . فتنظر إليهما الخلائق فيغبطونهما « 4 » ، وينظران إلى أنفسهما فيعجبان منها ، ويقولان : يا ربّنا ، أنّى لنا هذه ولم تبلغها أعمالنا ؟ !
فيقول اللّه عزّ وجلّ : ومع هذا تاج الكرامة ، لم ير مثله الراءون ، ولا يسمع بمثله السامعون ، ولا يتفكّر في مثله المتفكّرون .
فيقال ؛ هذا بتعليمكما ولدكما القرآن ، وتبصيركما إيّاه بدين الإسلام ، ورياضتكما إيّاه على حبّ رسول اللّه ، وعليّ ولي اللّه ، وتفقيهكما إيّاه بفقههما . لأنّهما اللذان لا يقبل اللّه لأحد عملا إلّا بولايتهما ، ومعاداة أعدائهما ، وإن كان ملء ما بين الثرى إلى العرش ذهبا يتصدّق به في سبيل اللّه ، فتلك من البشارات التي يبشّرون بها ، وذلك قوله عزّ وجلّ : وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ شيعة محمّد وعليّ ومن تبعهم من أخلافهم وذراريهم « 5» .
__________________
( 1 ) في طبعة أخرى : الحسين بن علي بن أبي طالب .
( 2) الشّعار : الثوب الذي يلي الجسد ، والدّثار : الثياب التي فوق الشّعار . والمراد هنا : ممارسته ومزاولته والمداومة عليه ظاهرا وباطنا .
( 3 ) يقال : أنت معوّلي : أي ثقتي ومعتمدي . « مجمع البحرين - عول - 5 : 432 » ، وفي « ط » نسخة بدل : ومعاده الذي ينتهي إليه أراه .
( 4 ) الغبطة : أن تتمنّى مثل حال المغبوط من غير أن تريد زوالها عنه ، وليس يحسد . « الصحاح - غبط - 3 : 1146 » ، وفي المصدر و « ط » : فيعظمونهما .
( 5 ) تفسير الإمام العسكري عليه السّلام : 448 / 296 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|