أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-19
1160
التاريخ: 2024-04-14
912
التاريخ: 25-7-2016
5486
التاريخ: 9-2-2021
2470
|
لقد انتقلت الحياة من المرحلة الزراعية إلى المرحلة الصناعية، وحدثت تغييرات على كافة المجالات في المجتمعات البشرية، وتغيرت تدريجياً جميع الظروف والأحوال الإجتماعية، واتخذت النشاطات الإجتماعية شكلاً جديداً، ودخلت المكننة في الزراعة وحلت محل الطاقة الإنسانية والحيوانية فارتفع حجم وكيفية الإنتاج، وتوجه القرويون إلى المدن للحصول على العمل، ودخلوا أجواء المصانع المغلقة والمحدودة.
لقد غير الاقتصاد الصناعي أخلاق وعادات الجميع، وزال قبح بعض الرذائل والخطايا، ولم يعد المجتمع يهتم بها، وفقدت بعض الفضائل قيمتها وأهميتها، ولم يعد الناس يهتمون بها، وكل هذا يعني أن الأعمال والأخلاق قد تغيرت لدى الناس نتيجة الثورة الصناعية وأصبح الكثير من السيئات في نظرهم حسنات، والحسنات سيئات.
(لا تتغير في الحياة الصناعية الأنظمة الاقتصادية القديمة فقط لتحل محلها مؤسسات اقتصادية جديدة كالمصانع والشركات والبنوك، بل تتغير جميع المؤسسات الإجتماعية أيضاً وتظهر مكانها مؤسسات جديدة لم تكن موجودة فمن جهة وبدلاً من طبقتي صاحب الأرض والمزارع، اللذين كانا يمثلان في العصر الزراعي، عامل الإنتاج في المجتمع، ظهرت طبقتا الرأسمالي والعامل الصناعي، وظهرت بينهما صراعات لم تكن موجدة في العصور السابقة، ومن جهة أخرى فإن الصناعة أدت إلى نمو المصانع وتمركز الناس في المدن، فاتسع استيطان المدن، وهكذا انتقل مركز الاقتصاد الصناعي للدول من القرى إلى المدن، وظهرت المدن الصناعية والتجارية العظيمة.
الوحدة الاجتماعية في الزراعة والصناعة:
في العصر الزراعي لم يكن الفرد، شخصاً اجتماعياً، إنما كان جزءاً من العائلة، والعائلة هي التي كانت تعتبر الوحدة التي تشكل المجتمع. أما في العصر الرأسمالي، فإن الفرد يشكل وحدة المجتمع، ولا يكون لصلة الدم والعائلة من أثر في حياة الفرد كالعصر السابق.
في عصر الإنتاج اليدوي أو المنزلي، فإن الوحدة الإنتاجية تتألف من عدد من أفراد العائلة أو الأصدقاء يجتمعون في محيط البيت أو المشغل الصغير بتآلف. أما في عصر الإنتاج الآلي، أو المصانع، فإن وحدة الإنتاج هي ذلك المصنع، والمصنع ميدان واسع غريب مملوء بالضجيج الذي يتعالى من الآلات المعقدة، وحركة الأشخاص الغرباء حيث إن علاقات العمال مع بعضهم ومع أصحاب العمل ليست متينة) (1).
(ظهرت المصانع فجأة وترك الرجال والنساء والأبناء البيت والعائلة، ليعملوا كأفراد في أبنية كئيبة لم تقم لحماية الإنسان وإنما لدعم الآلات ويأخذوا اجورهم كأفراد وليس كعائلة واتسعت المدن وأخذ الرجال بدلاً من بذر البذور والحصاد في المزارع يصارعون الآلات والماكينات في ورش وسخة مظلمة وقذرة) (2).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ مبادى علم الاجتماع، ص 286.
2ـ مباهج الفلسفة، ص 88.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|