المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



ضريبة التشيّع من يتحمل مسؤوليتها؟  
  
211   09:16 صباحاً   التاريخ: 2024-09-24
المؤلف : الشيخ / حسين الراضي العبد الله
الكتاب أو المصدر : التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع
الجزء والصفحة : ص55 ــ 57
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-26 286
التاريخ: 2024-09-22 230
التاريخ: 2023-08-28 1166
التاريخ: 8/11/2022 1196

يوجد لكل دعوة تغييرية وإصلاحية ضريبة يدفعها أصحاب تلك الدعوة وضريبة التشيع كبيرة ومكلفة من زمان الأئمة (عليهم السلام) إلى يومنا هذا ولكن السؤال من هو السبب في تفاقم تلك الضريبة هل هم الأئمة (عليهم السلام) والانتساب إليهم؟ أو أن الأخطاء والسلبيات التي يرتكبها الشيعة والتي لا تنسجم مع منهجية أهل البيت هي التي ضاعفت الأزمة على شيعة أهل البيت (عليهم السلام)؟ يتصور البعض أن مجرد الانتساب إلى الأئمة (عليهم السلام) هو كافٍ في حجم التجريم والاضطهاد ودفع الضريبة كما هو تصور أبي الصباح الكناني - أحد أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام).

ولكن الإمام الصادق (عليه السلام) له رأي آخر في الموضوع:

فقد جاء في الحديث الصحيح عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ، قَالَ: قال أَبو الصَّباحِ الْكِنانِيُّ لأَبي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام): مَا نلْقِى مِنَ النَّاسِ فيك!.

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام): وَمَا الَّذِي تَلْقَى مِنَ النَّاسِ فِيَّ؟.

فَقَالَ: لَا يَزَالُ يَكُونُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الرَّجُلِ الْكَلَامُ، فَيَقُولُ: جَعْفَرِيٌّ خبيث.

فَقَالَ: يُعَيِّرُكُمُ النَّاسُ بِي؟.

فَقَالَ لَهُ أَبُو الصَّبَاحِ: نَعَمْ.

قَالَ: فَقَالَ(1): فَمَا (2) أَقَلَّ وَاللَّهِ مَنْ يَتَّبِعُ جَعْفَراً مِنْكُمْ! إِنَّمَا أَصْحَابِي مَنِ اشْتَدَّ وَرَعُهُ، وَعَمِلَ لِخَالِقِهِ، وَرَجًا ثَوَابَهُ (3)، هؤلاء(4) أَصحابي (5).

فالإمام الصادق (عليه السلام) يُحمّل الشيعة غير الملتزمين بمنهجهم مسؤولية إرباك الساحة بلا مبرر ولا داع، فإن عدم الالتزام بالتقوى والورع هو الذي يؤدي إلى تفاقم السلبيات مع المخالفين ويعود الضرر عليهم جميعاً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ في نسخ (ج، ص، ض، ف، هـ، بر) والوافي والبحار: (فقال).

2ـ هكذا في نسخ (ج، ز، ص، ض، ف، هـ، بر، بف) والوافي والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع: (ما).

3ـ في شرح المازندراني، ج 8، ص 239: في ذكر الرجاء بعد العمل والورع تنبيه على أنهما سبب لرجاء الثواب، لا الثواب وعلى أنه لا ينبغي لأحد أن يتّكل على عمله غاية ما في الباب له أن يجعله وسيلة للرجاء. وقد مر أن الرجاء بدونها غرور وحمق، وفيه دلالة على أنه (عليه السلام) كره ما قاله أبو الصباح؛ لما فيه من الخشونة وسوء الأدب.

4ـ هكذا في نسخ (ج، د، ز، ص، ض، ف، هـ، بر، بس، بف). والوافي والوسائل والبحار. وفي (ب) والمطبوع: (فهؤلاء).

5ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج3، ص: 197 رقم 1633 وفي الطبع القديم ج 2، ص 77، وفي موضع آخر من الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب المؤمن وعلاماته وصفاته، ح 2288، عن محمد بن يحيى، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل عن منصور بزرج، عن مفضل، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، مع زيادة في أوله وفيه نفس الباب، ح2302 والخصال، ص 295، باب الخمسة، ج 63، وصفات الشيعة، ص 7، ح 12؛ وص 11، ح 21، بسند آخر، وفي كل المصادر من قوله: (إنما أصحابي من اشتد) مع اختلاف الوافي ج 4، ص 326، ح 2032، الوسائل، ج 15، ص 244، ح 20398، من قوله: (إنما أصحابي من اشتد) البحار، ج 70، ص 298، ح 6. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.