1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : معلومات عامة :

فوائد التربية

المؤلف:  د. علي القائمي

المصدر:  الأسرة والطفل المشاكس

الجزء والصفحة:  ص10ــ14

22/11/2022

2069

للتربية فوائد جمة لا يتسع المجال لذكرها وبيانها مسهبة ضمن هذه الدراسة الموجزة، إلا ان ما يمكن عرضه في هذا المجال يمكن تلخيصه في ما يأتي:

١ -على الصعيد السياسي: تؤدي التربية إلى ايجاد النضج والتحول، وتخلق عند الاشخاص محفزات الرقي والتطور، ويمكن بواسطتها ان يجعل من الحكومة حكومة شعبية، وان يصار إلى تنمية المجتمع، وايجاد التنظيمات البناءة واشاعة سبل تقدم المجتمع بين عموم الناس.

فعن طريق التربية يمكن ايجاد تحولات كبرى في المجتمع الانساني، لتطويره وصيانة استقلاله، والبلد الذي يروم الوقوف على قدميه في ظل هذا الصراع والتناحر، وبلوغ مرحلة الاكتفاء الذاتي، وانهاء حالة التبعية، لابد ان ينتهج الاسلوب التربوي لبلوغ هذه الغايات.

التربية هي المعيار المعول عليه في التأخر أو التقدم في عالم اليوم وفي عالم الغد وما أكثر المجتمعات التابعة للشرق أو الغرب في جميع المجالات ومرد ذلك هو عجزها عن الوقوف على اقدامها والاتكال على قدراتها الذاتية وذلك لعدم انتهاجها الطريق التربوي السليم.

التربية هي المحور في استقلال المجتمع، لأن توفير الحرية المشروعة للجميع، والحياة المستقرة، والعلاقات الداخلية السليمة القائمة على المحبة والوئام والتعاون، والعلاقات الخارجية المبنية على التفاهم وحسن الجوار، والقوانين الصحيحة، والمؤسسات التنفيذية الصالحة، والاجهزة القضائية العادلة والفاعلة، تتحقق باجمعها في ظل التربية.

٢ -على الصعيد الاجتاعي: أما على الصعيد الاجتماعي فيمكن للتربية ان تخلق الفرد الصالح والنافع لبلده، والذي يعمل في سبيل خدمة مجتمعه. التربية هي التي تجعل الطفل يتعرف تدريجياً على العالم المحيط به؛ فاذا لم يتلق التربية الصالحة فسوف ينشأ نشأة مدارها الانانية وحب الذات، ولاهم له سوى تحقيق مصالحه الشخصية.

والتربية هي التي تجعله يفهم وجوب الالتفات إلى مصالح ومراعاة حقوق الناس، ولا سيما الاهتمام بشؤون من هم بحاجة إلى مساعدة.

التربية هي التي تنشىء الانسان المضحي والقادر على البذل، وتغرس فيه بذور المساواة وتدفعه إلى خدمة الناس على طريق التكامل الاجتماعي، وتحثه على بذل امكاناته الذاتية والتضحية براحته واوقاته من اجل رفاه وسعادة الآخرين.

التربية تمنح الحياة العائلية رونقاً وطراوة، وتجعل كل واحد من الزوجين شريكاً ومعيناً للآخر وتدفعهما إلى الاهتمام بالاولاد ليجعلا منهم مصدر فخر واعتزاز وسعادة لأنفسهم ومدعاة لخير الابناء ورقيهم.

واخيراً فالتربية تمهد لاستغلال أوقات الفراغ واغناء الجوانب المجدبة في الحياة، وتحفز الفرد على التمسك بالعدل في علاقاته مع الآخرين والتنازل عن بعض حرياته في الحدود المتعارفة لصالح الآخرين، والسعي سوية على طريق بناء المجتمع الانساني والمثالي.

٣ -على الصعيد الاقتصادي: للتربية قدرة على خلق الفرد المنتج والكفوء والقادر على رفع مستوى الانتاج في المجتمع وايصال البلد إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي، وذلك عن طريق تعليمه الفنون وتدريبه على اساليب الانتاج لتقليل تكاليف العمل إلى ادنى حد ممكن ورفع مستوى المنفعة الى اقصى غاية. وبامكان التربية ان توفر للعاملين فرصاً للعمل عن طريق رفع مستوى الابداع والخلاقية فتخلق لديهم الاستعداد لاستثمار اوقات العمل والفراغ من اجل بلوغ مرحلة الاكتفاء الذاتي، والتقليل من تكاليف الحياة، والسعي جهد الامكان في سبيل رقي وتقدم بلدهم.

والتربية تعلم الانسان سبل الاستثمار السليم لامكانات البر والبحر والجو على أفضل وجه ممكن، تعلمه كيفية استغلال اقل رقعة من الارض للحصول على اكبر كمية من المنفعة، وكيف يمكن استخراج المعادن بادنى جهد ممكن وتحويلها إلى مواد مفيدة؟، وكيف يمكن استثمار الجو لتحسين مستوى العيش وتطوير الصناعة وللحفاظ على سلامة الانسان وصحته؟ وأخيراً كيف يمكن استثمار البحار واستغلال خيراتها على أفضل صورة ممكنة؟

فخيرات كل بلد لا تقتصر على ما فيه من معادن وغابات ومناجم. بل تشمل أبضاً العقول المستنيرة لابناء ذلك البلد والقادرة على استغلال تلك الخيرات على افضل وجه، فنحن كثيراً ما نرى بلداناً يعيش اهلها في منتهى درجات التعاسة مع وفرة ما فيها من الخيرات والثروات، وما اكثر البدان التي يعيش ابناؤها في بحبوحة من الرفاه والنعيم مع افتقارها للموارد الاقتصادية الهامة.

٤ -على الصعيد الثقافي: إذ اعتبرنا الثقافة هي مجموعة المعارف والعلوم والاخلاق والفنون والآداب

الأخرى، فلابد لنا من القول ان للتربية دوراً فاعلاً في الاستفادة من هذ الشؤون؛ فعن طريق التربية يمكن اداء ثلاث مهام كبيرة وهي:

أ- نقد الثقافة:

ومعنى هذا هو لقدرة على تحليل ونقد الابعاد والجوانب الثقافية التى نراها سواء كانت خاصة بمجتمعنا أم من الثقافة الوافدة علينا من المجتمعات الاخرى، لنتحقق من صحة أو سقم كل بعد من ابعادها.  

ب- نقل الثقافة:

يمكن نقل القيم الثقافية الصحيحة إلى الجيل الجديد أو إلى فئات معينة من الناس عن طريق التربية، لنجعل منهم اناساً يتصفون بنفس تلك القواعد والقيم ويتقبلون نفس تلك العادات والتقاليد، وهذ ما ينطبق أيضاً على الدلالات والصور الاجتماعية التي تنقل إلى الآخرين عن طريق التربية والتخطيط لنقلهم إلى حالة التمدن.

ج- الاثراء الثقافي:

والتربية قادرة أيضاً على تنضيج الثمار الثقافية واغناء التراث الثقافي، وذلك عن طريق هضم الثقافة الموروثة من الاجيال السالفة ووضعها على محك النقد والتقييم، واغنائها وتحويلها إلى الاجيال اللاحقة.

٥ -على الصعيد الاخلاقي والمعنوي: وتلعب التربية دوراً هاماً في صياغة الشخصية أو الشخصيات المثالية والانسان القدوة. فهي قادرة من خلال انتهاج بعض الاساليب على صياغة الانسان الذي يتحلى بالفضائل ومكارم الاخلاق، ليكون نصيراً وفياً للانسانية، ومعيناً للمحرومين والضعفاء وعنصراً اجتماعياً صالحاً ومحباً للحق والشرف. ويتسم بالكرامة والعزة و... الخ.

وبامكان التربية ان تعلم الناس كيفية توثيق صلتهم بالله تعالى، وكيفية الخضوع له الانصياع لاحكامه ونيل رضاه وكيف يكونوا موضعاً لرعايته ورحمته.

التربية تخلق للمرء صديقاً صالحا، وللزوج زوجاً رؤوفاً، وللابن أباً صالحاً أو أماً حنوناً، وللتلميذ معلماً حريصاً، وللدائرة موظفاً مخلصاً، وللوطن ابناً باراً، وللحكومة مسؤولاً صادقاً، وللجيش جندياً مخلصاً، وفي المجموع تخلق عباداً صالحين لله تعالى

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي