كيفية تزويج رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) وخطبة العقد، وصيغتها |
265
12:32 صباحاً
التاريخ: 2024-09-17
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-25
237
التاريخ: 28-8-2017
1941
التاريخ: 18-4-2022
2265
التاريخ: 14-1-2016
3027
|
جابر: لما أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يزوج فاطمة (عليها السلام) عليا (عليه السلام) قال له: أخرج يا أبا الحسن إلى المسجد، فإنّي خارج في أثرك ومزوّجُك بحضرة الناس، وذاكر من فضلك ما تقر به عينك. قال علي (عليه السلام): فخرجت من عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا لا أعقل فرحاً وسروراً؛ فاستقبلني أبوبكر وعمر قالا: ما وراك يا أبا الحسن؟ فقلت: يزوجني رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة، وأخبرني أن الله قد زوّجنيها، وهذا رسول الله (صلى الله عليه وآله) خارج في أثري ليذكر بحضرة الناس. ففرحا وسُرا ودخلا معي المسجد قال علي: فوالله ما توسّطناه حتى لَحِق بنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإن وجهه يتهلل فرحاً وسروراً، فقال: أين بلال؟ فأجاب: لبيك وسعديك يا رسول الله، ثم قال: أين المقداد؟ فأجاب: لبيك يا رسول الله، ثم قال: أين سلمان؟ فأجاب: لبيك يا رسول الله، ثم قال: أين أبو ذر؟ فأجاب: لبيك يا رسول الله. فلما مَثَلوا بين يديه قال: انطلقوا بأجمعكم فقوموا في جنبات المدينة واجمعوا المهاجرين والأنصار والمسلمين. فانطلقوا لأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فجلس على أعلى درجة من منبره، فلما حشد المسجد بأهله قام رسول الله فحمد الله وأثنى عليه فقال: الحمد لله الذي رفع السماء فبناها، وبسط الأرض فدحاها، وأثبتها بالجبال فأرساها، أخرج منها ماءها ومرعاها، الذي تعاظم عن صفات الواصفين، وتجلّل عن تحبير لغات الناطقين، وجعل الجنة ثواب المتقين، والنار عقاب الظالمين، وجعلني نقمةً للكافرين ورحمة ورأفة على المؤمنين. عباد الله، إنكم في دار أمل، وعَدْوِ أجَل، وصحةٍ وعلل دار زوال وتقلب أحوال، جُعِلَت سبباً للارتحال، فرحم الله امرءاً قصر من أمله، وجد في عمله، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوته، قدم ليوم فاقته، يوم يُحشر فيه الأموات وتخشع له الأصوات، وتُذكر الأولاد والأُمهات، وترى الناس سكاری وما هم ،بسكاری يوم يوفّيهم الله دينهم الحق، ويعلمون أنّ الله هو الحق المبين... (إلى أن قال): إن الله عزّ وجلّ أمرني أن أزوج كريمتي فاطمة بأخي وابن عمّي وأولى الناس بي، علي بن أبي طالب، وأن قد زوجه في السماء بشهادة الملائكة، وأمرني أن أزوجه وأشهدكم على ذلك. ثم جلس رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم قال: قم يا علي فاخطب لنفسك.
قال: يا رسول الله، أخطب وأنت حاضر؟! قال أخطب، فهكذا أمرني جبرئيل أن آمرك أن تخطب لنفسك، ولولا أن الخطيب في الجنان داود لكنت أنت يا علي ثم قال النبي (صلى الله عليه وآله): أيها الناس، اسمعوا قول نبيكم، إن الله بعث أربعة آلاف نبي، لكل نبي وصي، وأنا خير الأنبياء، ووصيي خير الأوصياء. ثم أمسك رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وابتدأ عليّ فقال: الحمد لله الذي ألهم بفواتح علمه الناطقين، وأنار بثواقب عظمته قلوب المتقين، وأوضح بدلائل أحكامه طرق الفاصلين، وأنهج بابن عمّي المصطفى العالمين، وعَلَت دعوته لدواعي الملحدين، واستظهرت كلمته على بواطل المبطلين، وجعله خاتم النبيين وسيد المرسلين، فبلغ رسالة ربه، وصدع بأمره، وبلغ عن الله آياته. والحمد لله الذي خلق العباد بقدرته، وأعــزهم بدينه، وأكرمهم بنبيه محمد (صلى الله عليه وآله) ورحم وکرم وشرف وعظم، والحمد لله على نعمائه وأياديه، وأشهد أن لا إله إلا الله شهادةً تبلغه وتُرضيه وصلى الله على محمّدٍ صلاة تُربحه وتحظيه. والنكاح مما أمر الله به وأذن فيه، ومجلسنا هذا ما قضاه ورَضِيَه، وهذا محمّد بن عبد الله زوّجني ابنته فاطمة على صداق أربعمائة درهم ودينار، قد رضيتُ بذلك، فاسألوه واشهدوا. فقال المسلمون: زوّجته يا رسول الله؟ قال: نعم، قال المسلمون: بارك الله لها وعليهما، وجمع شملها(1).
الإمام الصادق (عليه السلام) ـ لما سُئل عن التزويج بغير خِطبة - : أو ليس عامة ما يتزوج فتياننا ونحن نَتَعرَّق(2) الطعام على الخُوان(3) نقول: يا فلان زوّج فلاناً فلانة، فيقول: نعم قد فعلت(4).
وعنه (عليه السلام): أن علي بن الحسين (عليه السلام) كان يتزوّج وهو يتعرق عرقاً يأكل، ما يزيد على أن يقول: الحمد الله، وصلى الله على محمّد وآله ويستغفر الله عزّ وجلّ، وقد زوّجناك على شرط الله ثم قال علي بن الحسين (عليه السلام): إذا حَمِدَ الله فقد خَطَب(5).
لما تزوّج أبو جعفر محمد بن علي الرضا (عليه السلام) ابنة المأمون، خطب لنفسه فقال: الحمد لله مُتِمَّ النِّعَمِ ب برحمته، والهادي إلى شكره بمنه وصلى الله على محمّد خيرِ خَلْقِه، الذي جمع فيه من الفضل ما فرّقه في الرُّسل قبله وجعل تراثه إلى من خصه بخلافته، وسلم تسليماً. وهذا أمير المؤمنين زوجني ابنته على ما فرض الله عزّ وجلّ للمسلمات على المؤمنين، من إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، وبذلتُ لها من الصداق ما بذله رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأزواجه، وهو اثنتا عشرة أُوقية ونَشّ(6)، وعليّ تمام الخمسمائة، وقد نحلتها من مالي مائة ألف. زوّجتني يا أمير المؤمنين؟ قال: بلى، قال: قبلت و رضیت(7).
_________________________________
(1) البحار 103: 269/21.
(2) نتعرق، أي: نأكل (اللسان).
(3) الخُوان: الذي يُؤكل عليه (اللسان).
(4) الكافي 5: 368/1، عنه في الوسائل 14: 66/1.
(5) الكافي 5: 368/2، عنه في الوسائل 14: 66/2.
(6) النش: نصف أوقية و الأوقية: أربعون درهماً، فيكون خمسمائة درهم (اللسان).
(7) الفقيه 3: 398/10.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|