اليائس شخص يركز على المهمة، ويحفزه هدف إنجازها بشكل صحيح عن طريق تجنب الأخطاء. الكمال هو معياره: وعندما تعترضه بعض الأخطاء، فإنه يشعر باليأس ويبحث عن السلبيات والعيوب في جميع الناس وجميع الأشياء الموجودة حوله.

عند التعامل مع اليائس، تتلخص مهمتك في التحول من البحث عن الأخطاء إلى حل المشكلات. قد يكون من المستحيل أن توقف طوفان السلبية تماماً، ولكنك قد تستطيع تحويل اتجاهه. إليك خمس خطوات للتعامل بنجاح مع اليائس.

اسبح مع التيار: أسوأ شيء يمكن أن تفعله مع اليائس هو أن تحاول إقناعه بأن الأمور ليست بالسوء الذي يعتقده. أولى خطوات التعامل مع اليائس هي أن تسمح له بأن يكون سلبياً بالقدر الذي يشاءه.

استخدم اليائس كمصدر: الشخص اليائس يستطيع القيام بدورين غاية في الأهمية في حياتك. أولاً: هو قد يكون من أحجار البناء الأساسية في شخصيتك. إنك ترفع أوزاناً ثقيلة حين ترغب في بناء قوة جسدك. فإذا كنت ترغب في تبني موقف إيجابي في الحياة، فاقض بعض الوقت وأنت تحاول أن تكون إيجابيا مع شخص يائس.

الشخص اليائس يستطيع أيضاً أن يقوم بدور نظام إنذار مبكر. ففي وسط السلبية، عادة ما تكون هناك بذور للحقيقة. أحيانا يكون اليائس مدركاً للمشكلات الكبيرة التي أغفلها الآخرون ولم ينتبهوا إليها. إننا نعرف شركة كانت إحدى التنفيذيات الكبار فيها شخصاً من نوع اليائس. وعن طريق تمرير كل خطة جديدة عليها، كانت الشركة كثيراً ما تكتشف أخطاء ما كانت لتنتبه إليها بدونها.

اترك الباب مفتوحاً: اليائس يميل إلى العمل في واقع زمني مختلف عن الآخرين. وأي جهد تبذله لمحاولة استعجالهم قد يؤدي في الواقع إلى زيادة بطئهم. أفضل مسار تتبعه مع اليائس هو أن تعطيه وقتا للتفكير، ثم تترك له الباب مفتوحاً حتى يمكنه العودة إليك عندما يكون مستعدا.

استخدم سياسة الاستقطاب: أحياناً يمكنك قلب الطاولة على اليائس عن طريق طرح السلبيات قبل أن يفعل هو ذلك. في هذه الأحوال، قد يستجيب اليائس بإيجابية إما لأنه يكون مقتنعاً من أسلوبك أنك تتعامل مع المشكلة بواقعية وإما لأنه سلبي بشكل عضال يجعله يرغب في إثبات أنك مخطئ حتى إذا كان يتفق معك.

قدر الهدف الإيجابي: افترض وجود نية إيجابية صادقة وراء السلوك الإيجابي وتعامل بناء على هذا، كأن تقول مثلاً: (أشكرك على الإشارة للمشكلات حتى نستطيع جميعاً العمل على إيجاد حلول لها)، أو (أقدر لك رغبتك في أن يسير الأمر بالشكل الصحيح). ومن خلال ظاهرة (قوة بيجماليون)، قد يصدق اليائس تقديرك له. ويمكن أن يؤدي هذا باليائس إلى استخدام قدراته التحليلية المثالية بطريقة أكثر إيجابية، وأقل إزعاجاً.

غير موقفك:

حافظ على منظورك: عادة ما تكون هناك خبرات تاريخية سيئة وراء تصرف الناس بسلبية. إنك لست بحاجة لمعرفة الظروف، ولكن حاول أن تضع تصرفات اليائس في المنظور الصحيح.

كن صبوراً: قد يبدو أحيانا أن التغييرات تحدث ببطء شدید. ولكن إذا تحليت بالصبر، فإنك ستشعر في النهاية بشعور غامر بالرضا مستمد من قدرة الناس على هزيمة سلوكياتهم السلبية.

قدر اليائس: قد يثير هذا الشخص نقاطاً تستحق الاهتمام، إذا كنت حكيماً بما يكفي لتصنيف السلبيات التي يثيرها. إن مجرد كون اليائس يبالغ أحياناً لا يعني بالضرورة أنه مخطئ دائماً.

(اليائس أشد فتكاً بالمعنويات من الطلقات النارية، وأكثر تأثيراً من الأمل، وقادر على نسف الأفكار الجديدة بكلمة واحدة اليائس شخص يتخفى في ثوب شخص صاحب سلوكيات معتدلة، ويقاتل في معركة لا تنتهي أبداً من أجل العبث، واليأس والقنوط).