المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

“Short” vowels STRUT
2024-07-03
Selling sea water
14/10/2022
صلة الأرحام
22-10-2017
أهمية التعاون الدولي في تنفيذ الأحكام الصادرة في الجريمة المنظمة
1-7-2019
التكييف القانوني لضمان المدين القوة القاهرة والحادث المفاجئ
13-1-2019
Ernest William Brown
2-4-2017


إجعل ظاهرك مرآة حقيقتك  
  
1693   04:07 مساءً   التاريخ: 5-5-2022
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تتربع على القمة؟
الجزء والصفحة : ص37ـ43
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-1-2023 1098
التاريخ: 2024-08-28 258
التاريخ: 29-6-2016 6792
التاريخ: 24-11-2016 2160

من المطلوب أن يكون الظاهر عنوانا للباطن، بأن يكون المرء صادقاً مع نفسه سراً وعلانية. والأفضل من ذلك أن يكون الظاهر حسناً والباطن أحسن منه.

أما الأسوأ فأن يكون الظاهر قناعاً جميلاً، يتستر به صاحبه، حيث يصبح حينئذٍ منافقاً يخدع الناس بجلبابه الجميل الذي يسر الناظرين، ليمارس الفساد في سره بشخصه الخبيث.

وكما أن للإيمان درجات، فإن للنفاق أيضاً درجات، وكما أن للصدق مراتب، فإن للكذب دركات، ولعل بعض الشر أهون من بعض، كما أن الخير بعضه أفضل من غيره.

ويصدق ذلك في جميع مجالات حياة الإنسان الاجتماعية، والدينية، والسياسية، والاقتصادية.

فلربما يكون المنافق عاملاً في المجال السياسي، حيث يتظاهر بالخير، ويبطن الشر، ويوزع على الناس الوعود المعسولة والشعارات البراقة، ويتظاهر بالدفاع عن الحقوق العامة حتى ينتخبه الناس، فإذا جلس على أريكة السلطة بدأ يظلم العباد، ويجمع الأموال على حساب الفقراء، ويستخدم وعوده ومظهره قناعاً مزيفاً لهدف أناني يتجسد في حب السلطة.

ولربما يكون المنافق عاملاً في المجال الديني، حيث يتظاهر بالالتزام بالتقوى، ويبطن الفسق والفجور، فيتحدث للناس عن الزهد، ولكنه يطمح في المزيد من الدنيا، ويطلب من الناس القناعة، بينما كل خلية من خلايا جسمه متعلقة بمصالحها أكثر من تعلق الطفل بثدي أمه. يقول للناس الحسنى ويفعل بخلاف ما يقول، يأمرهم بالمعروف، وهو يعمل المنكر، يلبس قناع الدين، ليخفي حب الشهوات.

وهذا النوع من الرجال أخطر على حياة الناس ومصالحهم من أي نوع آخر، والسبب أن النفاق الديني يخرب ضمائر الناس، ويمنعهم من الإيمان بالله.

فإذا كان النفاق السياسي يخرب العلاقات الاجتماعية بين آحاد الناس، فإن النفاق الديني يخرب العلاقات العبادية بين العباد وربهم، وحسب تعبير الحديث القدسي: «أولئك قطاع طريق عبادي المريدين»(1) لأن مَن يقف في طريق الله ويتظاهر بالإيمان، لكنه يعمل بخلاف ذلك، سيمنع السائرين في هذا الطريق من مواصلته، لأنهم يجدون أمامهم نموذجاً سيئاً للغاية.

وفي الحقيقة فإن النفاق لا يسود بلداً إلا وتنعدم الثقة بين المواطنين فيه، ويؤدي الأمر إلى التفكك الاجتماعي من جهة، وانتشار ظاهرة (النفاق) عند جميع شرائح المجتمع.

فحينما ينافق الحاكم فإن المحكوم سينافق معه، وحينما ينافق التاجر فإن العملاء أيضاً ينافقون معه، وحينما ينافق رجل الدين فإن أتباعه ينافقون معه أيضاً.

وهكذا يأخذ الشك مكان الثقة، والنفاق مكان الإيمان، والعمل السيئ مكان العمل الصالح. من هنا فإن مشكلة النفاق أخطر من مشكلة الكفر، لأن الذين يكفرون يكشفون عن هويتهم علناً، فيعرفهم الناس على حقيقتهم. أما الذين ينافقون فإنهم مثل فاكهة فاسدة في صندوق من الفواكه الصالحة. إنهم يتغلغلون بين صفوف الناس، ويثبطون من عزائمهم، ويضلونهم عن الصراط السوي، ويزورون عليهم المبادئ والمعتقدات.

فالنفاق مرض مُعدٍ بلا علامات ظاهرة، وهو مثل مرض قاتل لا ألم فيه، فهو لا يكشف إلا بعد القضاء على صاحبه. يقول الشاعر:

يلقاك والعسل المصفى يجتنى          من قوله، ومن الفعال العلقم

فكم من «ممثل» لإبليس وهو يلبس مسوح القديسين. يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «مثل المنافق كالحنظلة الخضرة أوراقها، المرّ مذاقها»(2).

ويقول عليه السلام: «المنافق قوله جميل، وفعله الداء الدخيل»(3)، ففعل المنافق هو داء يضر مثلما يضر المرض الخفي، ويقول الإمام عليه السلام أيضاً «قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: إني لا أخاف على أمتي مؤمناً ولا مشركاً، أما المؤمن فيمنعه الله بإيمانه، وأما المشرك فيقمعه الله بشركه، ولكني أخاف عليكم كل منافق الجنان، عالم اللسان. يقول ما تعرفون ويفعل ما تنكرون»(4).

إن المنافق يعاني من انفصام في شخصيته، وهو بذلك يظهر غير ما يبطن، ويعيش حالة من التمزق الداخلي، والفساد (الجوّاني) فيحاول التستر عليه بالنفاق (البرّاني)، ولذلك فهو يكذب، ويخلف، ويغدر، ويفجر، وتلك هي علامات المنافق.

يقول رسول الله صلى الله عليه وآله: «أربع من كن فيه كان منافقاً، وإن كانت فيه واحدة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذ خاصم فجر»(5).

إن من أظهر مصاديق النفاق هو أن يكون للمرء شخصية كذوبة، فلا يكون مظهره هو العنوان الصحيح لمخبره وهذا من أظهر مصاديق الكذب، يقول الإمام الحسن العسكري عليه السلام: «جُعلت الخبائث في بيت وجُعل مفتاحه الكذب»(6).

وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن الحياة قائمة على الحق لا على الباطل، وأن النفاق هو عين الباطل، عرفنا أن لا تقدم مع النفاق، ولا نجاح لمن لم يكن صادقاً مع نفسه ومع الناس.

من هنا فإنا لم نجد عظيماً واحداً من عظماء التاريخ كان ينافق مع نفسه أو مع الناس، كما لم نجد حضارة واحدة قامت على أساس النفاق، بل لم نجد قرية أصبحت آمنة يأتيها رزقها رغداً، إذا سادها النفاق وحكمها المنافقون.

فلكي تنجح : فلابد أن يكون مظهرك عنوان مخبرك، ولابد أن تصلح جوّانيك كما تُصلح برّانيك، وتزيّن نفسك كما تزين جسمك.

________________________________

(1) الكافي، ج١، ص٤٦، باب المستأكل بعلمه.

(2) غرر الحكم، ج ٦، ص ١٥٢.

(3) المصدر السابق.

(4) نهج البلاغة، ص ٣٨٥، كتاب ٢٧.

(5) بحار الأنوار، ج ٧٥، ص ٩٤.

(6) المصدر السابق، ج ٧٢، ص ٢٦٣. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.