أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-08
711
التاريخ: 2024-06-02
921
التاريخ: 2024-07-03
564
التاريخ: 2024-08-21
289
|
تقع بقايا معبد «مرنبتاح» الجنازي في شمال معبد «أمنحتب الثالث» على حافة الصحراء. والظاهر أنه أقام هذا المعبد على مقربة من معبد «أمنحتب الثالث» عن قصد؛ لأن الفقر الذي كان ضاربًا أطنابه في البلاد بحالة مزعجة بعد أن أنهكها والده بإقامة مبانيه الضخمة في كل جهات القطر وخارجه؛ جعله يقيم معبده الجنازي في جوار معبد «أمنحتب الثالث» الفخم ليستعمل أحجاره في إقامة معبده، فهشم ما فيه من لوحات وتماثيل، وانتزع أحجاره وأقام بها معبده، وقد ظهر ذلك بصورة مشينة عندما أخذ لوحة «أمنحتب الثالث» العظيمة (راجع مصر القديمة ج6) واستعمل ظهرها لنقش أنشودة انتصاراته العظيمة التي ذكر فيها مفاخره وما أحرزه من انتصارات على الأعداء وهي اللوحة المعروفة بلوحة بني إسرائيل، ويبلغ ارتفاعها نحو عشر أقدام، وعرضها خمس أقدام. وقد بالغ «مرنبتاح» في إسرافه في استعمال مواد معبد «أمنحتب الثالث» حتى إنه استعمل اللبنات في بناء معبده.
وقد قلد النظام الذي اتخذه والده في بناء معبده الجنازي وهو المعروف باسم الرمسيوم، غير أنه لفقره لم يبلغ به إلا نصف حجم معبد والده. ومن عظات التاريخ وسخرية القدر وانتقامه أن نرى «مرنبتاح» يخرب في معبد «أمنحتب الثالث» ويعبث به إلى هذا الحد، بيد أن ذلك ليس إلا مثلًا سبقه إليه «أمنحتب الثالث» نفسه، إذ قد أظهرت الكشوف الحديثة أنه ارتكب مثل هذه الجريمة مع أسلافه من فراعنة مصر، ولا أدل على ذلك من أن البوابة التي أقامها «أمنحتب الثالث» هذا في معبد الكرنك، وهي المعروفة الآن بالبوابة الثالثة قد حشى داخلها بأحجار معبدين من أجمل المعابد التي خلفها لنا الفراعنة. فالأول: للملك «سنوسرت الأول» أحد فراعنة الأسرة الثانية عشرة، والثاني: للملكة «حتشبسوت» من فراعنة الأسرة الثامنة عشرة (راجع ج5). وقد وُجد لحسن الحظ معظم أحجارها وأُقيم واحد منها في جهة من الكرنك ثانية، والثاني وشيك أن قام هناك، وهكذا يكون انتقام التاريخ، وسنرى أن ما جناه «رعمسيس الثاني» على آثار غيره من الملوك قد جناه «مرنبتاح» ابنه على آثار والده وجده، وقد كانت هذه هي الحال في كل عصور التاريخ المصري.
ولم يبقَ من معبد «مرنبتاح» إلا بعض أحجار وأكوام من الخرائب. والطريق من مدينة «هابو» إلى معبد الرمسيوم تمر الآن في وسط خرائب هذا المعبد، وقد كان في الأصل يشمل بوابتين أمام البناء، وقد اختفتا الآن، وخلفهما كانت توجد قاعة ذات ستة عمد على كل من جانبيها، وفي هذه القاعة لوحة «بني إسرائيل» المشهورة، وبعد هذه القاعة يمكن رؤية بقاياها حتى الآن، وخلفها كان الجزء الأصلي للمعبد، وقد كشف عن بقاياه الأستاذ «بتري» عام 1896م،ولم يبقَ لنا منه سوى اللوحة التي اغتصب حجرها من معبد «أمنحتب الثالث» وإلا بقايا تمثالين من الجرانيت الرمادي حفظ لنا في واحد منهما أحسن صورة لهذا الفرعون. ومن الأشياء التي تلفت النظر في هذا المعبد وجود صهريج كبير خارج المعبد في الجهة الجنوبية يوصل إليه باب من المعبد نفسه.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|