يشغل إقليم وسط أوربا الجزء الأوسط من القارة إلى الغرب من روسيا الأوربية ( شرقي أوربة ) وإلى الشرق من فرنسا والأراضي المنخفضة ، وإلى الشمال من جبال الألب ، وإلى الجنوب من ساحل البحر البلطي . ويتألف وسط أوربا من سهل فسيح في الشمال يشغل الأجزاء الشمالية من بولندا وألمانيا وهو استمرار للسهل الروسي ، وإلى الجنوب من النطاق السهلي يمتد في الوسط مجموعة من التلال والهضاب الهرسينية - التي هي امتداد للهضاب الفرنسية والبلجيكية - في كل من ألمانيا وتشيكوسلوفاكيا وبولندا ، ويفصل بين تلك الهضاب أحواض رسوبية تراكمت فيها الرواسب القادمة من الكتل المحيطة بها ، وفي جنوبي وسط أوربا تنتصب مجموعة الجبال الألبية بارتفاع يبلغ أشده في الإقليم - في أراضي سويسرا والنمسا - وفي الأجزاء الجنوبية الشرقية منـه تنتصب جبال الكربات والألب الترنسلفانية حاصرة بينها وبين مرتفعات شبه جزيرة البلقان سهلاً حوضياً فسيحاً هو سهل هنغاريا .

هذا ويسود وسط أوربا مناخا انتقاليا بين مناخ غربي أوربا البحري ومناخ شرقي أوربا القاري ، وهذا ما يتضح من درجات الحرارة المتدنية شتاء ـ دون الصفر درجة مئوية - والمرتفعة صيفا - أكثر من 18 درجة مئوية - والتهطال المستمر طوال العام تظهر قمته في فصل الصيف، ويكثر هطول الثلج في فصل الشتاء وينتمي سكان وسط أوربا إلى مجموعتين بشريتين هما ، المجموعة الجرمانية ، والمجموعة الصقلبية ، حيث وقع هذا الجزء من أوربا تحت سيطرة الغرب حينا والشرق حينا آخر ، فقد وصل الرومان إلى نهر الراين ومشارف الألب ونهر الدانوب ، ثم اكتسحت الهجرات الجرمانية وسط القارة حتى غربها من ناحية وعبرت الألب من ناحية أخرى ، وبعد ذلـك وفـدت القبائل السلافية التي احتلت شرقي أوربا وتداخلت في العالم الجرماني في منطقة بولندا في الشمال وتشيكوسلوفاكيا في الجنوب ، ويتوجه جزء من هذا الإقليم حـاليـاً نحو الغرب ( ألمانيا الغربية ، النمسا ، سويسرا والجزء الآخر يتوجه نحو الشرق إلى الاتحاد السوفييتي  .