أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-26
840
التاريخ: 18-1-2023
1449
التاريخ: 2023-05-23
1756
التاريخ: 2024-08-23
243
|
الوارث: هي صفة من صفات الله عزّ وجل حيث هو الباقي الدائم الذي يرث الخلائق ويبقى بعد فنائهم، والله عزّ وجل يرث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين، أي يبقى بعد فناء الكل ويفنى مَن سواه، فيرجع ما كان ملك العباد إليه وحده لا شريك له ([1]).
والوارث فيما سواه تعالى: هو الذي يبقى بعد موت آخر مع استحقاقه لتركته بقيامه مقامه ونزوله منزلته فكأنه هو.
والمواريث: جمع ميراث من الارث وياؤه مقلوبة من الواو من الورث ، وهو على الأول على ما قيل: استحقاق انسان بنسب أو سبب شيئاً بالأصالة، وعلى الثاني: ما يستحقه بحذف الشيء ([2]).
فإن الله تعالى أعطى الإمام الحسين (عليه السلام) مواريث الأنبياء والأوصياء كما أشارت الزيارة إلى ذلك فهي من الكرامات التي منحها الله تعالى لأبي عبد الله الحسين (عليه السلام) حيث تدل على مقامه ومنزلته عند الله تعالى أي أن جميع خواص الأنبياء وآثارهم ومتروكاتهم المختصة بهم لأحد عناوين النسب من الاخوة والابوة مثلاً أو المختصة للابلاغ والتعريف واقامة الدين وغيرها مما اعدوه لطاعة الله نحو عصا موسى وعمامة هارون والتابوت والسكينة وخاتم سليمان وغيرها مما يأتي ذكره، فجميعها للإمام الحسين (عليه السلام) بالوراثة حيث هو القائم مقامهم والنازل منزلتهم .
وكذلك وراثته (عليه السلام) لهم في العلم، أي ورث جميع ما عندهم من العلوم مما أدركوه من الوحي بواسطة الملك أو الالهام أو الفهم، وما فيه من القوة التي بها كانوا يخاطبون الحيوانات ويعرفون بها نطق الجمادات والنباتات وهفيف الرياح وجريان المياه... .
والخلاصة: أن جميع ما فرّقه الله تعالى في جميع أنبيائه وأوليائه وخلقه مما هو مزية إلهية وكمال معنوي قد جمعها وأعطاها للإمام الحسين (عليه السلام)، ويدل على ذلك ما ورد في زيارته (عليه السلام) في النصف من رجب: « اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِلْمِ الْأَنْبِياءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ صَفْوَةِ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللهِ ...»، وقد اشترك بهذه الوراثة جميع الأئمة (عليهم السلام) كما تشير إلى ذلك كثير من الروايات التي وردت عنهم (عليهم السلام) في هذا المقام، نشير إلى بعض منها.
ففي البحار عن بصائر الدرجات عن عبد الله بن عامر عن ابن أبي نجران قال: كتب أبو الحسن الرضا (عليه السلام) رسالة وأقرأنيها قال: قال علي بن الحسين (عليه السلام): «إن محمداً (صلى الله عليه وآله) كان أمين الله في أرضه، فلما قبض محمد (صلى الله عليه وآله) كنا أهل البيت ورثته، فنحن أُمناء الله في أرضه، عندنا علم البلايا والمنايا وأنساب العرب ومولد الإسلام، وإنا لنعرف الرجلإذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق.
وإن شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم، أخذ الله علينا وعليهم الميثاق، يردون موردنا ويدخلون مدخلنا، نحن النجباء ، وأفراطنا إفراط الأنبياء ، ونحن أبناء الأوصياء ونحن المخصوصون في كتاب الله، ونحن أولى الناس بالله، ونحن أولى الناس بكتاب الله ، ونحن أولى الناس بدين الله ، ونحن الذين شرع لنا دينه، فقال في كتابه([3]) ( شَرَعَ لَكُم ( يا آل محمد ) مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا ( فقد وصّانا بما وصّى به نوحاً ) وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ( يا محمد ) وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ ( وإسماعيل ) وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ( وإسحاق ويعقوب فقد علّمنا وبلغنا ما علمنا واستودعنا علمهم )، ( نحن ورثة الأنبياء ونحن ورثة أُولي العزم من الرسل ) أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ( يا آل محمد ) وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ( وكونوا على جماعة ) كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ( من أشرك بولاية علي (عليه السلام) ) مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ( من ولاية علي ) اللَّـهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ ( يا محمد ) وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ) ( من يجيبك إلى ولاية علي (عليه السلام) ) »، وعن الكافي باسناده عن ابان ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : لما حضرت رسول الله (صلى الله عليه وآله) الوفاة دعا العباس بن عبد المطلب وأمير المؤمنين (عليه السلام) فقال للعباس: « يا عم محمد تأخذ تراث محمد وتقضي دينه وتنجز عداته؟ فردّ عليه فقال: يا رسول الله شيخ كثير العيال قليل المال من يطيقك وأنت تباري الريح ([4])؟! قال: فأطرق رسول الله (صلى الله عليه وآله) هنيئة ثم قال: يا عباس أتأخذ تراث محمد وتنجز عداته وتقضي دينه؟ فقال: بأبي أنت وأُمي شيخ كثير العيال قليل المال وأنت تباري الريح!! قال: أما إني سأعطيها من يأخذها بحقّها ثم قال: يا علي يا أخا محمد أتنجز عداة محمد وتقضي دينه وتقبض تراثه؟ فقال: نعم، بأبي أنت وأُمي، ذلك علي ولي، قال: فنظرت إليه حتى نزع خاتمه من إصبعه فقال: تختم بها في حياتي، قال: فنظرت إلى الخاتم حين وضعته في إصبعي، فتمنيت من جميع ما ترك الخاتم، ثم صاح يا بلال عليّ بالمغفر والدرع والراية والقميص وذي الفقار والسحاب والبرد والأبرقة والقصيب، قال: فوالله ما رأيتها قبل ساعتي تلك يعني الأبرقة، فجيء بشقة كادت تخطف الأبصار فإذا هي من أبرق الجنة، فقال : يا علي إن جبرئيل آتاني بها وقال: يا محمد اجعلها في حلقة الدرع، واستزفر بها مكان المنطقة، ثم دعا بزوجي نعال عربيين جميعاً، إحداهما مخصوف والآخر غير مخصوف، والقميصين القميص الذي أسرى به فيه ليلة المعراج والقميص الذي خرج به يوم أُحد، والقلانس الثلاث قلنسوة السفر وقلنسوة العيدين وقلنسوة كانت يلبسها ويقعد مع أصحابه، ثم قال: يا بلال عليّ بالبغلتين الشهباء والدلدل، والناقتين الغضباء والقصواء، والفرسين الجناح كانت تتوقف بباب المسجد لحوائج رسول الله (صلى الله عليه وآله) يبعث الرجل في حاجته فيركبه فيركضه في حاجة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وحيزوم وهو الذي كان يقول: أقدم يا حيزوم، والحمار عفير، فقال: أقبضها في حياتي، فذكر أمير المؤمنين (عليه السلام) : أن أول شيء من الدواب توفي عفير، ساعة قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقطع خطامه ، ثم مرّ يركض حتى أتى بئر بني حطمة بقبا فرمى بنفسه فيها فكانت قبره ».
قال الفيض رحمه الله في الوافي في تقديم ذكر أخذ التراث على قضاء الدين، وإنجاز العدات في مخاطبة العباس وبالعكس في مخاطبة أمير المؤمنين (عليه السلام) لطف لا يخفى، قوله : فنظرت الضمير لعلي (عليه السلام) بنحو الالتفات في الحكاية، والسحاب اسم عمامته (صلى الله عليه وآله)، الاستزفار شدّ الوسط بالمنطقة، الشهباء والدلدل اسمان للبغلتين، الغضباء بالعين المهملة والضاد المعجمة الناقة المشقوقة الأُذن، والقصواء بالقاف والصاد المهملة المقطوع طرف أُذنها وليس ناقتاه (صلى الله عليه وآله) كذلك، ولكنهما لقبا بذلك ، وعفير كزبير اسم لحماره (صلى الله عليه وآله)، والخطام بالحاء المعجمة والطاء المهملة الرفام، وحيزوم اسم فرس جبرئيل ، فخاطب (صلى الله عليه وآله) فرسه بما كان خاطب جبرئيل فرسه بذلك يوم بدر([5])، وفي البحار([6]) عن السرائر باسناده عن حمران بن أعين، قال، قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): عندكم التوراة والانجيل والزبور وما في الصحف الأُولى صحف إبراهيم وموسى؟ قال: نعم، قلت: إن هذا لهو العلم الأكبر!! قال: «يا حمران لو لم يكن غير ما كان، ولكن ما يحدث بالليل والنهار علمه عندنا أعظم».
وفيه، عنه([7]) بإسناده عن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: « إن عندنا لصحيفة طولها سبعون ذراعاً إملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخطّ علي بيده، ما من حلال ولا حرام إلّا وهو فيها حتى إرش الخدش».
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|