المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

ما الذي تستطيع الحشرات تذوقه؟
12-2-2021
تعريف الزراعة العضوية من وجهة نظر الدليل CODEX ALIMENTARIUS
14-6-2016
Electrocyclic Reactions
28-8-2018
الناس والخصائص الموروثة
2023-11-26
علم الإدارة و التخطيط في الإذاعة و التلفزيون
19-12-2020
بشار
7-10-2015


الجرأة والشجاعة في عاشوراء  
  
418   10:36 صباحاً   التاريخ: 2024-08-14
المؤلف : معهد سيد الشهداء عليه السلام للمنبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : دروس عاشوراء
الجزء والصفحة : ص237-244
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

شهر محرّم يذكّر بالبطولة والشجاعة

يصادف في هذا العام أن تلتقي الذكرى السنويّة لأسبوع الدفاع المقدّس مع أيّام محرّم الحرام. وهذا يشكّل مدعاة لنا لنعود بذاكرتنا إلى هؤلاء العظماء الذين سطّروا لنا دروساً خالدة في العزيمة والإرادة والشجاعة والبصيرة الثاقبة.

وبالرغم من أنّ الإمام الحسين عليه السلام انتهى الأمر به في ساحة القتال الظاهريّ بالقتل والشهادة, إلّا أنّه هو الذي فاز وحقّق النّصر واقعاً.

شعبنا أيضاً استطاع أن ينتصر, وسيكون قادراً أيضاً - بعون الله وتوفيقه وفضله - على أن يمرِّغ أنوف أعدائه بالتراب, حتّى في ساحة القتال الظاهريّ أيضاً, وسيتسنّى لأبناء شعبنا في الوقت عينه أن يأخذوا بثأر أسلافهم الماضين.

المنطق الحسينيّ يعني عدم الخوف من الموت

عندما نقول إنّ الحسين بن عليّعليهما السلام قد انتصر, فدليل هذا الكلام وتوجيهه أنّ كلّ من جعل المنطق الحسينيّ, على طول التاريخ, محور عمله قد انتصر ولا شكّ, المنطق الحسينيّ يعني عدم الخوف من الموت. المنطق الحسينيّ يعني ترجيح الحقّ على الباطل بأيّ ثمن كان. المنطق الحسينيّ يعني عدم تقليل أصحاب الحقّ وعدم تكثير أهل الباطل في أيّ حجم وعدد كانوا[1]. المنطق الحسينيّ يعني الأمل اللانهائيّ حتّى لو كانت الآمال تبدو ضئيلة في الظاهر.

عاشوراء درس الصمود والفداء والشجاعة

اعرفوا قدر أيّام محرّم وعاشوراء, اغتنموا هذه الأيّام أيّما اغتنام. إنّ ذكر الحسين بن عليّ عليهما السلام وشهامته وتضحيته تهب لنا قوّة القلب والإرادة. لا نجد في كلّ التاريخ مثيلاً لتلك الشجاعة وتلك التضحية. وعلى الإخوة الأعزّاء قرّاء العزاء والعلماء المحترمين، إذا خطبوا وتحدّثوا بذكر المصيبة، أن يهتمّوا أكثر بجنبة التضحية والفداء وأن يستندوا إلى الدرس الذي يؤخذ منها.

إنّ عمل الإمام عليه السلام هو في الأساس درس لنا. يعلّمنا، نحن المسلمين، كيف ندافع عن ديننا. لم يقع أيّ واحد منّا حتّى الآن في ظروف الإمام الحسين عليه السلام. فهناك فرق كبير بين كربلاء (الحسين) وكربلاء خوزستان وإيران. ولا ترقى حادثة ولا قضيّة مرّ فيها الشعب الإيرانيّ مهما كانت مؤلمة ومرّة إلى شدّة وعظمة ومرارة واقعة الإمام الحسينعليه السلام ولن ترقى, لكن الإمام عليه السلام قاوم وصمد واستشهد بشجاعة ولم يتراجع. ينبغي أن نتعلّم ذلك. لقد تخلّى الإمام الحسين عليه السلام عن كلّ شيء في سبيل الإسلام. وهذا درس علينا أن نتعلّمه.

أهمّيّة الشجاعة في مواجهة نظام الظلم

توجد نقطة مهمّة - برأيي - ما لم نفهمها فإنّنا لن نقف على أهمّيّة عمل الإمام الحسين عليه السلام في أبعاده المختلفة, وهي أنّ ذلك النظام لم يكن له في ذلك اليوم نظير في الشدّة والقسوة, ولم يتوانَ عن ذلك - فيما لو نظرنا من جهة الاستقرار والاطمئنان الداخليّ لذلك النظام -, ولهذا السبب ترون أنّه في زمن معاوية، كان هناك من يعترض ويرفع الصوت, ولكن في حكومة ابنه يزيد التي دامت سنوات ثلاثاً[2] أشاحوا بوجوههم - وخاصّة في السنة الأولى - عندما بدأ الإمام الحسينعليه السلام حركته العظيمة ولم ينبسوا ببنت شفة!

لماذا كان لدى بعضهم، الجرأة على رفع الصوت ومواجهة تلك القدرة السياسيّة التي كانت لمعاوية السياسيّ المحنّك والقويّ والذي كان يتّسع نفوذه ليشمل بلاداً واسعة مترامية الأطراف من أوروبا إلى أقصى آسيا الوسطى أي أطراف خراسان[3]؟ لماذا عُرف أشخاص في المراحل السابقة - أي في عهد الخلفاء السابقة ما خلا عهد أمير المؤمنين عليه السلام - قد استفادوا من امتيازات استثنائيّة, إلّا أنّهم سكتوا في زمن يزيد؟!

هذه الظاهرة جديرة بالتأمّل والاهتمام على الرغم من أنّ أشخاصاً - بعد ثورة كربلاء - كعبد الله بن الزبير كانوا قد نهضوا في مكان ما[4]، أو جماعة المدينة الذين ذهبوا إلى يزيد بهدف القضاء عليه[5], إلّا أنّ كلّ ذلك قد حصل بعد ثورة الإمام الحسين عليه السلام, فمع أنّ هؤلاء تحرّكوا, لكن قد قُضي عليهم وأُبيدوا.

حدثت واقعة "الحرّة" بعد سنتين، أو ثلاث[6] حيث هجموا على المدينة - التي هي مركز الإسلام وفيها بيت الرسول وبيوت الخلفاء - بهذا الشكل. كان الرعب والإرهاب والقسوة في عهد يزيد - خاصّة في السنة الأولى لعهده - شيئاً لا يوصف. لذلك نرى أشخاصاً لم يحرّكوا ساكناً أمثال العبادلة الثلاثة - ابن عبّاس، وابن جعفر، وابن الزبير نفسه - وغيرهم وغيرهم. ففي ظلّ ظروف كهذه - ومن المهمّ هنا فهم الظروف - نرى نظاماً بهذا الاستقرار والقوّة والنفوذ والانتشار، بحيث لم يجرؤ شخص ولو في أقصى الأطراف النائية، أن يرفع رأسه بوجهه, ولكن فجأة نرى شخصاً واحداً فقط يقف في مقابله ويدعوه للمواجهة بشجاعة. هذا هو الواقع السياسيّ الذي كان سائداً في قضيّة الإمام الحسين عليه السلام.

جوّ الرعب الحاكم وثورة الإمام الحسين عليه السلام

كانت سطوة النظام السلطويّ الباطل تزداد قسوة وفظاظة ووقاحة يوماً بعد يوم. لم يكن هناك مجال لأيّ أمر بالمعروف ونهي عن المنكر. كان جوّ الرعب مسيطراً إلى الحدّ الذي جعل الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ينأون بأنفسهم عنه. حتّى إنّ أشخاصاً كـ "عبد الله بن الزبير نفسه"،- من المعروفين بالجرأة والجسارة - كانوا يسعون إلى عدم الاصطدام بجهاز الخلافة, أي أنّ الأوضاع والأجواء كانت صعبة وقاسية جدّاً, بحيث إنّ شخصاً كعبد الله بن جعفر ابن أخي أمير المؤمنين عليه السلام وصهره وزوج زينب عليها السلام[7] كان يسعى للتقرّب من جهاز الخلافة, إذ لم يكن - أصلاً - غير هذا الشيء متصوّراً, وكذلك الأمر شخص كـ "عبد الله بن عبّاس" الذي انزوى ونأى بنفسه عن النّاس واختار الجلوس في زاوية. بمعنى أنّهم كانوا من أصحاب الفصاحة في اللسان ومن الشخصيّات البارزة وأبناء كبار "بني هاشم وقريش" ومن الشباب المعروفين في صدر الإسلام, وكلّ واحد منهم له تاريخ طويل من الإنجازات, هؤلاء لم يكن لديهم الجرأة لينزلوا إلى الميدان, فما بالك بعامّة النّاس؟!

ولم يكن الأمر كذلك في الشام فحسب, بل كان كذلك في المدينة أيضاً - فلكم أن تقارنوا وضع المدينة ببقيّة المناطق الأخرى التي لم يكن لها تلك الموقعيّة المركزيّة. هكذا كانت أوضاعها، ذلك الاختناق العجيب والغريب.

كانت حركة الإمام الحسين عليه السلام ونهضته في ذلك الوقت لقمع تلك السلطة.

عدم اضطراب الإمام الحسين عليه السلام في ظروف الغربة

في كربلاء ذلك اليوم, عندما حاصره ثلاثون ألفاً من الأراذل والأوباش مع أصحابه الذين لم يبلغوا المائة[8], وهدّدوه هو ومن معه من أعزّائه بالموت, كما هدّدوا نساءه وحرمه بالأسر, لم تبدُ على هذا الرجل الإلهيّ والعبد الربّانيّ العزيز في الإسلام ذرّةٌ من الاضطراب.

 

[1] أي عدم اعتبار الحجم والعدد معياراً في الحركة والانتصار.

[2] تاريخ الطبريّ، ج4، ص383-384.

[3] أطلس العالم، ص176.

[4] أنساب الأشراف، ج5، ص319-320, تاريخ الطبريّ، ج4، ص348.

[5] تاريخ اليعقوبيّ، ج2، ص250-251, أنساب الأشراف، ج5، ص332, إعلام الورى، ج1، ص96.

[6] الفتوح، ج5، ص156, تذكرة الخواص، ص259-260.

[7] الطبقات الكبرى، الخامسة2، ص5-6, الغارات، ج2، ص694.

[8] الفتوح, ج5, ص101, الإرشاد, ج2, ص95, بحار الأنوار, ج45, ص4.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.