أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2014
2147
التاريخ: 13-12-2014
1611
التاريخ: 18-11-2014
1475
التاريخ: 18-11-2014
1311
|
قال تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ} [البقرة: 89]
{وَلَمَّا جَاءَهُمْ} يعني اليهود {كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} القرآن {مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ} من التوراة التي بين فيها أن محمدا الأمي من ولد إسماعيل المؤيد بخير خلق الله بعده علي ولي الله وكانوا من قبل أن ظهر محمد بالرسالة يستفتحون يسألون الله الفتح والظفر على الذين كفروا من أعدائهم وكان الله يفتح لهم وينصرهم
{فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا} من نعت محمد وصفته {كَفَرُوا} به جحدوا نبوته حسدا له وبغيا عليه {فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ}.
في الكافي والعياشي عن الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : في هذه الآية كانت اليهود تجد في كتبها أن مهاجر محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ما بين عير وأحد فخرجوا يطلبون الموضع فمروا بجبل يسمى جبيل وبجبل يسمى حداد فقالوا حداد واحد سواء فتفرقوا عنده فنزل بعضهم بتيماء وبعضهم بفدك وبعضهم بخيبر فاشتاق الذين بتيماء [1] إلى بعض إخوانهم فمر بهم أعرابي من قيس فتكاروا منه ، وقال : أمر بكم ما بين عير [2] وأحد فقالوا له إذا مررت بهما فأذنا بهما فلما توسط بهم ارض المدينة قال لهم ذلك عير وهذا أحد فنزلوا عن ظهر إبله وقالوا قد أصبنا بغيتنا فلا حاجة لنا في إبلك فاذهب حيث شئت وكتبوا إلى إخوانهم الذين بفدك وخيبر أنا قد أصبنا الموضع فهلموا إلينا فكتبوا إليهم أنا قد استقرت بنا الدار واتخذنا الأموال وما أقربنا منكم فلما كان ذلك فما أسرعنا إليكم فاتخذوا بأرض المدينة الأموال فلما كثرت أموالهم بلغ تبع [3] فغزاهم فتحصنوا منه فحاصرهم وكانوا يرقون لضعفاء أصحاب تبع فيلقون إليهم بالليل التمر والشعير فبلغ ذلك تبع فرق لهم وأمنهم فنزلوا إليه فقال لهم :
إني قد استطبت بلادكم ولا أراني إلا مقيما فيكم فقالوا له إن ذاك ليس لك إنها مهاجر نبي وليس ذلك لأحد حتى يكون ذلك فقال لهم إني مخلف فيكم من أسرتي من إذا كان ذلك ساعده ونصره فخلف حيين الأوس [4] والخزرج [5] فلما كثروا بها كانوا يتناولون أموال اليهود وكانت اليهود تقول لهم : أما لو قد بعث الله فيكم محمدا لنخرجنكم من ديارنا وأموالنا فلما بعث الله محمدا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) آمنت به الأنصار وكفرت به اليهود وهو قول الله عز وجل وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين .
وفي الكافي عن الصادق ( عليه السلام ) أنه سئل عن هذه الآية فقال كان قوم فيما بين محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعيسى وكانوا يتوعدون أهل الأصنام بالنبي ويقولون ليخرجن النبي فليكسرن أصنامكم وليفعلن بكم كذا فلما خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كفروا به .
والقمي كانت اليهود يقولون للعرب قبل مجئ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أيها العرب هذا أوان نبي يخرج من مكة وكانت مهاجرته بالمدينة وهو آخر الأنبياء وأفضلهم في عينيه حمرة وبين كتفيه خاتم النبوة يلبس الشملة [6] ويجتزئ بالكسرة [7] والتميرات ويركب الحمار العري وهو الضحوك القتال يضع سيفه على عاتقه لا يبالي من لاقى يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر لنقتلنكم به يا معشر العرب قتل عاد فلما بعث الله نبيه بهذه الصفة حسدوه وكفروا به كما قال الله وكانوا من قبل ، الآية .
وفي تفسير الإمام ( عليه السلام ) قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ان الله تعالى أخبر رسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بما كان من إيمان اليهود بمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قبل ظهوره ومن استفتاحهم على أعدائهم بذكره ( والصلاة عليه وآله ) ، قال وكان الله عز وجل أمر اليهود في أيام موسى وبعده إذا دهمهم أمر أو دهمتهم داهية أن يدعوا الله عز وجل بمحمد وآله الطيبين وأن يستنصروا بهم ، وكانوا يفعلون ذلك حتى كانت اليهود من أهل المدينة قبل ظهور محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بسنين كثيرة يفعلون ذلك فيكفون البلاء والدهماء والداهية وكانت اليهود قبل ظهور محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعشر سنين يعاديهم أسد وغطفان وقوم من المشركين ويقصدون أذاهم فكانوا يستدفعون شرورهم وبلاءهم بسؤالهم ربهم بمحمد وآله الطيبين حتى قصدهم في بعض الأوقات أسد وغطفان في ثلاثة آلاف فارس إلى بعض قرى اليهود حوالي المدينة فتلقاهم اليهود وهم ثلاثمائة فارس ودعوا الله بمحمد وآله فهزموهم وقطعوهم وقال أسد وغطفان بعضهم لبعض تعالوا نستعين عليهم بسائر اليهود : هيهات بل قد أطعمنا ربنا وكنتم نياما جاءنا من الطعام كذا وكذا ولو أردنا قتلكم في حال نومكم ليهئ لنا ولكنا كرهنا البغي عليكم فانصرفوا عنا وإلا دعونا عليكم بمحمد وآله واستنصرنا بهم ان يخزيكم كما قد أطعمنا وسقانا فأبوا إلا طغيانا فدعوا الله بمحمد وآله واستنصروا بهم.
ثم برز الثلاثمائة إلى الثلاثين ألفا فقتلوا منهم وأسروا وطحطحوهم واستوثقوا منهم بأسرائهم فكان لا يبدأهم مكروه من جهتهم لخوفهم على من لهم في أيدي اليهود فلما ظهر محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حسدوه إذ كان من العرب وكذبوه ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هذه نصرة الله تعالى لليهود على المشركين بذكرهم لمحمد وآله ألا فاذكروا يا أمة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) محمدا وآله عند نوائبكم وشدائدكم لينصرن الله به ملائكتكم على الشياطين الذين يقصدونكم فان كل واحد منكم معه ملك عن يمينه يكتب حسناته وملك عن يساره يكتب سيئاته ومعه شيطانان من عند إبليس يغويانه فإذا وسوسا في قلبه ذكر الله تعالى وقال : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على محمد وآله خنس [8] الشيطانان واختفيا . الحديث .
[1] تيما اسم موضع . ص .
[2] عير جبل بالمدينة . ص .
[3] تبع كسكر واحد التبايعة من ملوك خمير سمي تبعا لكثرة أتباعه ، وقيل سموا تبابعة لأن الأخير يتبع الأول في الملك وهم سبعون تبعا ملكوا جميع الأرض ومن فيها من العرب والعجم وكان تبع الأوسط مؤمنا الخ . مجمع .
[4] الأوس أبو قبيلة من اليمن وهو أوس بن قيلة أخو الخزرج منهم الأنصار وقيلة أمهما .
[5] الخزرج قبيلة من الأنصار .
[6] الشملة بالفتح كساء دون القطيفة يشتمل به . ق
[7] الكسرة بالكسر القطعة من الشيء المكسور ، والجمع كسر كقطعة وقطع ، ومنه الحديث معه كسرة قد غمسها في اللبن . ص .
[8] يقال طحطحت الشئ إذا كسرته وفرقته . ص .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل: كلية الطب توفّر نظامًا تعليميًّا يواكب التطور العالمي في المجال الطبي
|
|
|