المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6857 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

William Henry Metzler
30-3-2017
الإنسان ومخاطر السمية بمبيدات الحشائش
8-12-2015
مصادر كتاب وسائل الشيعة.
2023-12-19
العلاقة بين الانضواء والاستلزام
25-4-2018
منبع الحرارة الأرضية عند فرنسيس بيكون (القرن 17م)
2023-05-20
أنواع وأشكال الاتصالات- حسب جهة الاتصال
21-8-2020


الاعمال العسكرية و العمرانية للمكاربيين  
  
914   01:39 مساءاً   التاريخ: 13-11-2016
المؤلف : جواد علي
الكتاب أو المصدر : المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام
الجزء والصفحة : ج1, ص323- 327
القسم : التاريخ / احوال العرب قبل الاسلام / مدن عربية قديمة / سبأ /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-11-2016 1100
التاريخ: 14-11-2016 1090
التاريخ: 13-11-2016 1101
التاريخ: 14-11-2016 1205

تخبر الكتابة الموسومة ب Glaser 514 إن المكرب "سمه على ينف" ثقب حاجزاً من الحجر، وفتح ثغرة فيه لمرور المياه منها إلى سد "رحبم" "رحاب"، لتسيل إلى منطقة "يسرن" "يسران"، وهي منطقة ورد اسمها في كتابات عديدة، و كانت تغذيها مسايل و قنوات عديدة تأتي بالماء من حوض هذا السد، وتبتلع ماءها من مسيل "ذلة" وهو من المسايل الكبيرة، فتغذي أرضاً خصبة لا تزال على خصبها، ومن الممكن الاستفادة منها فائدة كبيرة باستعمال الوسائل الحديثة في إيجاد المياه.

وكتابة هذا المكرب، هي أقدم وثيقة وصلت إلينا عن سدّ "مأرب"، إنها شهادة مهمة تشير إلى مبدأ تأريخ هذا السد، ولكنني لا أستطيع إن أقول إن السدّ كان من تفكر هذا المكرب وعمله، وانه أول من شق أساسه ووضع بني إنه، فقد يكون السد من عمل أناس غيره حكموا قبله، وما المشروع الذي أقامه هذا المكرب إلا تتمة لذلك المشروع القديم.

إن هذه "لكتابة هي وثيقة ترجع تأريخ السدّ إلى جملة مئات من السنين سبقت الميلاد. ترجعه إلى حوالي السنة "750 ق. م." على رأي بعض الباحثين. وقد ورد اسم هذا المكرب في عدد من الكتابات أكثرها متكسرة.

وسار المكرب "يثع أمر بين" على سنة أبيه المكرب "سمه علي ينف" في العناية بأمور الري، فأدخل تحسينات كبيرة على سد مأرب، وأنشأ له فروعاً جديدة، ففتح ثغرة في منطقة صخرية لتسيل منها المياه إلى أرض "يسرن" "يسران"، وزاد بعمله هذا في التحكم والسيطرة على مياه السيول، وفي تسخير الطبيعة لخدمة الإنسان، وعمل على تعلية سدّ "رحيم" "رحاب" القديم وتقويته، فوسع بذلك الأرضين الزراعية، وزاد في ثروة أهل "مأرب" الذين زاد عددهم، حتى تغلب على عدد سكان "صرواح" عاصمة المكربين، وتمكنت "مأرب" بذلك من منازعة هذه العاصمة، إلى إن تغلبت عليها، فصارت العاصمة للسبئيين ومقر حكام سبأ، وصاحبة معبد "المقه" إله سبأ الكبير.

وقد ذهب بعض الباحثين إلى إن المكرب "سمه علي ينف" والمكرب "يثع أمر بين" كانا المؤسسين الأصليين لسدّ مأرب. ويرجعون زمانهما إلى القرن السابع قبل الميلاد، فيكون إنشاء السد إذن في هذا الزمن على رأي هؤلاء الباحثين.

وقد استمر من جاء بعدهما في إصلاحه وفي إضافة زيادات إليه وفي توسيعه وترميمه، إذ أصيب مراراً بتلف اضطر الحكومات إلى إصلاحه. وقد أشر في الكتابات إلى تهدم جزء منه في سنة "450 ب. م." وسنة "542 ب. م." وقد كان آخر ترميم و إصلاح له في أيام "أبرهة". والظاهر أن تلفاً أصابه بعد ذلك فيما بين السنة "542ب. م." والسنة "570ب. م."، فلم يصلح فترك الناس مزارعهم، واضطروا إلى الهجرة منها، والى ذلك وردت الإشارة في القرآن الكريم.

والى هذا المكرب تعود الكتابة الموسومة بسمة Philby 77، وقد جاء فيها: أنه سوّر وحصن قلعة "حرب" "حريب". ويشير تحصين المدن و بناء القلاع والتوسع في الأرضين، التي تعود إلى شعوب أخرى مثل، قتبان ومعين، إلى توسع السبئيين في عهد المكربين، والى اتخاذ هذه الحصون مواقع هجومية تشب منها جيوشهم على جيرانهم الذين أصاب حكوماتهم الضعف والهزال. وقد هاجهم هذا المكرب القتبانيين كما يظهر من كتابة عثر عليها في مأرب، فقتل شهم زهاء أربعة آلاف جندي في عهد ملك قتبان الملك "سمه وتر"، ثم هاجم مملكة "معن"، ولا نعرف الخسائر التي لحقت بالمعينيين، للكسر الذي في الكتابة غير آن الظاهر يدل على انه انتصر عليهم، ثم عقب ذلك إخضاع القبائل والمدن التي لم تكن خاضعة لسبأ حتى أرض "نجران". و قد أوقع ب "مهأمرم" "مهامرم" و "أمرم" "امرم" خسائر كييرة، فقتل منها في المعارك التي نشبت قرب "نجران" زهاء خمسة وأربعين ألف رجل، وأسر "63" ألف أسير وغنم واحداً وثلاثين ألف ماشية، وأحرق ودمر عدداً من قراها ومدنها.

وذكر صاحا الكتابة أن من المدن التي أحرقت مدينة "رجمت" "رجمة" مدينة "لعذرايل" ملك "مهامرم" "مهأمرم". والظاهر أن هذه المدينة، كانت عاصمة الملك. وأحرقت أيضاً اكثر قرى هذه المملكة ومدنها وجميع المدن بين "رجمت" "رجمة" "رجمات" و "نجران".

وقد ذكر "الهمداني" موضعاً سماه "رجمة" في اليمن، وهو اسم يذكرنا بمدينة "رجمت" "رجمة". وقد يكون هو المكان المذكور.

وقد قام المكرب "يثع أمر بين". أعمال عمرانية عديدة. منها بناؤه بابين لمدينة "مأرب"، وتحصينه للمدينة ببروج بناها من "البلق" نوع من الحجر. وقد بنى "مرشوم" ومعبد "نسور"، ومعبد "علم"، ومعبداً في "ريدن" "ريدان"، ومعبداً آخر لعبادة "ذات بعدن" "ذات بعدان" في "حنن" "حنان"، وبنى "عدمن" "عدمان" وعدة أبنية بإزاء باب معبد "ذهبم" "ذهب"، وحفر مسيل "حببض" "حبابض"، و وسع مجرى "رحبم" "رحاب"، وعمقّه حتى غذّى مناطق واسعة جديدة من "يسرن" "يسران" ، وبنى سد "مقرن" "مقران"، وأوصل مياه "مقران" إلى "أبين"، وكذلك سد "يثعن" "يثعان" حيث أوصل مياهه إلى "أبين"، وسد "منهيتم" "منهيت" و "كهلم" "كهل" الواقع مقابل "طرقل".

هذه الأعمال الهندسية التي قام بها هذا المكرب وأسلافه من قبله، للاستفادة من مياه الأمطار، هي من المشروعات الخطيرة التي ترينا تقدم أهل العربية الجنوبية في فن الري والاستفادة من الأمطار في تحويل الأرض اليابسة إلى جنان. ولسنا نجد في التأريخ القديم إلا ممالك قليلة فكرت في مثل هذه المشروعات وفي التحكم في الطبيعة للاستفادة منها في خدمة الإنسان. لقد حوّل هذا السد ارض "أذنة" أو "ذنة" إلى جنان ترى آثارها حتى الآن. إنها مثل حي يرينا قدرة الإنسان على الإبداع متى شاء واستعمل عقله و سخر يده. وليست هذه القصص والحكايات التي رواها الإخباريون عن سد "مأرب" وعن جنان سبأ باطلاً، إنها صدى ذلك العمل العربي الكبير.

وقد ظل حكام سبأ الذين حكموا من بعدهما يجرون إصلاحات، و يحدثون إضافات على سد مأرب، و يرممون ما يتصدع منه كما يظهر ذلك من الكتابات. وقد تعرض مع ذلك للتصدع مراراً، وكان آخر حدث مهم وقع له هو التصدع الذي حدث فيه سنة "542ب. م." وذلك في أيام أبرهة.

ويظهر إن تصدعاً آخر وقع له بعد هذه السنة، فأتى عليه، و اضطر من كان يزرع بمائه إلى ترك أرضهم، والهجرة منها إلى ارضين جديدة.

ويظهر من كتابة ناقصة إن هذا المكرب أنشأ أبنية في مدينة "مأرب"، وقد أخذت عناية حكام سبأ بهذه المدينة تزداد، إلى إن صارت مقرهم الرسمي، وبذلك أخذ نجم "صرواح" في الأفول إلى إن زال وجودها.

وذكر اسم هذا المكرب في كتابة أخرى دونت عند تشييده "مذبحاً" عند باب "نومم" ".وم"، لاحتفاله بموسم الصيد المسمى باسم إلالة "عثتر" "صيد عثتر". ولا نعرف اليوم شيئاً عن هذا الصيد الذي خصص باسم الإلهَ "عثتر" لأن الكتابة قصيرة وعباراتها غامضة، ولكن يظهر منها إن مكربي سبأ كانوا يحتفلون في مواسم معينة للصيد، وانهم كانوا يجعلون صلة بينه وبين الآلهة، ولعلهم كانوا يفعلون ذلك تسمياً بأسماء تلك الآلهة، لتبارك لهم فيه، ولتمنحهم صيداً وفيراً. وقد عثر على كتابات حضرمية و غيرها، لها صلة بالاحتفالات التي كانت تقام للصيد.

وذكر في كتابة قصيرة اسم "يثع أمر بن سمه على"، فلم تعطنا شيئاً جديداً يفيد في استخراج مادة تاريخية منها.

وقد وضع "فلبي" اسم "ذمر علي ينف" "ذمر علي ينوف" بعد اسم المكرب السابق في قائمته لأسماء المكربين التي نشرها في مجلة: Le Museon. وأبوه، هو "يكرب ملك وتر"، أما "هومل"، فوضع اسم "ذمر علي" بعد اسم "يثع أمر بين"، وأشار إلى إنه غر متيقن من اسم أبيه، وذكر إن من المحتمل إن يكون أبوه المكرب "يثع آمر بين".

وقد ورد في النص: AF. 70 اسم "يكرب ملك وتر". لم يشر إلى إنه كان مكرباً. وقد دوّن "فلبي" أرقام عدة نصوص، لها - على رأيه - صلة ب "ذمر علي". منها النص: CIH 491، وهو نص سقطت منه أسطر وكلمات، ووردت فيه أسماء الآلهة "هبس" "هوبس" و "المقه" و "عثتر" و "ذت حمم" "ذات حمم". وأسماء: "كرب آل" و "ذمر علي" و "الكرب" و "نشاكرب" "كبراقين" أي "كبير أقيان".

ويعدّ "كرب ايل وتر" خاتمة المكرببن وفاتحة الملوك في سبأ. افتتح حكمه وهو "مكرب" على سبأ، ثم بدا له فغير رأيه في اللقب، فطرحه، ولقب نفسه "ملك سبأ". وسار من حكم بعده على سنته هذه، فلقب نفسه "ملك سبأ" إلى إن استبدل فيما بعد أيضاً به لقب "ملك سبأ وذي ريدان" كما سنرى فيما بعد.

أما إذا سألنا عن كيفية حصولنا على علمنا بأن "كرب ايل وتر" بدء حكمه مكرباً ثم ختمه ملكاً، فجوابنا: أننا حصلنا عليه من الكتابات المدوّنة في أيامه، فقد وجدنا إن لقبه في الكتابات القديمة الأولى هو "مكرب"، فعلمنا إنه تولى الحكم مكرباً، ثم وجدنا له لقباً آخر هو "ملك سبأ"، فعرفنا إنه لقب جديد حلّ محل اللقب القديم، ثم وجدنا من جاء بعده يحمل هذا اللقب الجديد، فصار "كرب ايل وتر" آخر مكرب و أول ملك في سبأ في آن واحد.

و يرجع "فلبي" زمان حكم "كرب آل وتر" إلى حوالي السنة "620" حتى "600 ق. م.". وقد زعم إنه حكم من "620" حتى سنة"610 ق. م." مكرباً، ثم حكم السنين الباقية ملكاً. ورأى بعض آخر إنه حكم في نهاية القرن الخامس قبل الميلاد، وذهب بعض أخر في التقدير مذهباً يخالف هذين التقديرين.

وقد كان "كرب ايل وتر" كما يتبين من بعض الكتابات التي دونت في أيامه مثل الكتابة الموسومة بكتابة "صرواح" و كتابات أخرى سأشير إليها في أثناء البحث محارباً سار على خطة المكرب "يثع أمر بين" في التوسع وفي القضاء على الحكومات العربية الجنوبية الأخرى أو إخضاعها لحكمه و لحكم السبئيين، بل زاد عليه في توسيع تلك الحروب، وفي إضافة أرضين جديدة إلى سبأ، زادت في رقعتها وفي مساحة حكومة السبئيين، ولكنها أنزلت خسائر فادحة بالأرواح، وأهلكت الزرع والضرع والناس في العربية الجنوبية، وان كان قد قام من ناحية أخرى بأعمال عمرانية و بإصلاح ما تهدم وخرب، فان الحرب ضرر، ينزل بالخاسر و بالرابح على حد سواء. وما الربح في هذه الحروب إلا للملوك وللمقربين إليهم من أقرباء وصنائع.

وكتابة "صرواح" التي أشرت إليها، هي من أخطر الوثائق التأريخية القديمة التي تتعلق بأخبار سبأ وبأعمال هذا المكرب الملك، دوّن فيها "كرب ايل وتر" كل ما قام به من أعمال حربية وغير حربية، فهي إذن سجل سطرت فيه بإيجاز أعمال المكرب الملك وأفعاله. ولذلك فهي بحق من الوثائق المهمة الخطرة القليلة التي وصلت إلينا في تأريخ الحكام الجاهليين، افتتحها بجملة: "هذا ما أسر بتسطيره كرب ايل وتر بن ذمر على مكرب سبأ عندما صار ملكاً، وذلك لإلهَه المقه ولشعبه شعب سبأ"، تعبيراً عن شكره له ولبقية الآلهة على نعمها وآلائها وتوفيقها له بأن صيّرته ملكاً، وأنعمت على شعبه بالمنن و البركات، بأن نحر ثلاث ذبائح إلى الإلَه "عثتر"، إظهاراً لشكره هذا وتقرباً إليه، وكسا صنمى الإلهين: "عثتر" و "هوبس" "هبس"، تقرباً إليهما وشكراً لهما على نعمهما عليه. ثم انتقل إلى تمجيد آلهته التي وحدت صفوف شعبه بأن جعلت أتباعه كتلة واحدة متراصة كالبنيان المرصوص، أدى واجبه على أحسن وجه، وقام بما عليه خير قيام، لا فرق في ذلك بن كبير وصغير، وبين طبقة وطبقة. ثم انتقل بعد هذا الحمد والثناء إلى حمد آْخر و ثناء جديد سطره لآلهته إذ باركت في أرضه وأرض شعبه، ووهبت أرض سبأ مطراً سال في الأودية، فأخذت الأرض زخرفها بالنبات، و إذ مكنته من إنشاء السدود، وحصر السيول حتى صار في الإمكان اسقاء الأرضين المرتفعة، و إحياء الأماكن التي حرما الماء، كذلك إحياء أرضين واسعة بإنشاء سد لحصر مياه الأمطار يتصل بقناة "عهل" لسقي "ماودن" "مأودن" و الأرضين الأخرى التي لم تكن المياه تصل إليها، فوصلت إليها بامتلاء حوض السدّ بالماء، حتى سقت "موترم" "موتر" التي جاءها الماء من "هودم" "هوديم" "هودي"، و بإنشائه مسايل أوصلت المياه إلى "ميدعم" "ميدع" و "وتر" و "وقه"، ونظم الري في "ريمن" "ريمان" حتى صارت المياه تسقي كل أرض.

وانتقل "كرب ايل وتر"، بعد ما تقدم إلى التحدث عن حروبه وانتصاراته، فأشار إلى إنه غلب "سادم" "سأد" و "نقبتم" "نقبت" "نقبة"، وأحرق جميع مدن "معفرن" "المعافر"، و قهر "ضبر" و "ضلم" "ضلم" و "أروى" وأحرق مدنهم، وأوقع فيهم فقتل ثلاثة آلاف، وأسر ثمانية آلاف، وضاعف الجزية التي كانوا يدفعونها سابقاً، وفي جملتها البقر والماعز.

ثم انتقل إلى الكلام على بقية أعماله، فذكر إنه أغار على "ذبحن ذ قشرم" "ذبحان ذو قشر" وعلى "شركب" "شرجب"، وتغلب عليها، فأحرق مدنهما، واستولى على جبل "عسمت" "عسمة" وعلى وادي "صير"، وجعلهما وقفاً لألمقه ولشعب سبأ، وهزم "أوسان" في معارك كلفتها ستة عشر ألف قتيل و أربعين ألف أسير، وانتهبت جميع "وسر" من "لجاتم" "لجأتم" حتى "حمن" "حمان"، وأحرقت جميع مدن "انفم" "أنف" و "حمن" "حمان" و "ذيب"، و نهبت "نسم".

ويرى بعض الباحثين إن "لجيت" "لجيأت" "لجيأة"، هو موضع "لجية" في الزمن الحاضر، وأن "حمن" هو موضع يقع على مدخل "وادي حّمان"، أو الموضع المسمى ب "هجر السادة".. وأما "وسر"، فإنها أرض "مرخة" أو جزء منها.

و أصيبت الأرضون التي تسقى بالمطر وهي "رشأى" و "جردن"، بهزيمة منكرة، ونزل بأرض "دئينة" ما نزل بغيرها من هزائم منكرة، وأحرقت مدنها وهتكت مدينة "تفض" واستبيحت ثم دمرت وأحرقت، و نهبت قراها وبساتينها التي تقع في الأرضين الخصبة التي تسقى بماء المطر، وفعلت جيوشه هذا الفعل في الأرضين الأخرى إلى إن بلغت ساحل البحر فأحرقت أيضاً كل المدن الواقعة عليه.

ويظهر من نص "كرب ايل" إن موقع مدينة "تفض"، يجب إن يكون بين أرض "دتنت" والبحر. ولما كانت "دهس" تتاخم "عود" من جهة و "تفض" من جهة أخرى، ذهب بعض الباحثين إلى إن أرض "دهس" هي أرض "يافع" في الزمن الحاضر. أما "تفض"، فأنها الخرائب الواسعة المتصلة بمدينة "خنفر". وقد عرفت "يافع" ب "سروحمير" في أيام "الهمداني". ولا زال أهل يافع يرجعون نسبهم إلى حصر.

وتكوّن الهضاب الواقعة وراء دلتا "أبين" أرض "يافع" في الوقت الحاضر. وقد رأى "فون وزمن" إن "دهس" "دهسم" التي يرد اسمها في النص: REP. EPIG. 3945، هي أرض "يافع".

وذكر "كرب ايل وتر" إنه ضرب "وسر" ضربة نكراء و استولى على كل مناطقها إلى أن بلغ أرض "أوسان" في أيام ملكها "مرتم" "مرتوم"، "مرتو"، "مرت"، "مرة"، فأمر جنوده بأن يعملوا في لشعبها أوسان السيف، واستذل رؤساءه، وجعل رؤساء "المزود" "المسود" وهم رؤساء البلد، رقيقاً للآلهة "سمهت" و قرابين لها، وقرر إن يكون مصير ذلك الشعب الموت والأسر، وأمر بتحطيم قصر الملك "مرتوم" "مرتم" "مرة" المسمى "مسور" "مسر"، ومعالم ما فيه من كتابات اوسانية، وازالة الكتابات الأوسانية التي كانت تزين جدران معابد اوسان، ولما تم له كل ما أراده ورغب فيه، أمر بعودة الجيش السبئي، من أحرار وعبيد من أرض اوسان ومن المقاطعات التابعة لها، إلى ارض سبأ، فعادة إِليها كما صدر الأمر.

وتذكر الكتابة: إن الملك "كرب ايل" أمر عندئذ بضم "سرم" "سرو" سروم" وتوابعها، وكذلك "حمدن" "حمدان" و لواحقها، إلى حكومة سبأ، و سلم ادارة "سرم" إلى السبئيين، وأحاط المدينة بسور، و أعاد الترع والقنوات و مسايل الماء إلى ما كانت عليه. وأما "دهسم" "دهس" و "تبنى" فقد حلت بسكانها الهزيمة، وقتل منهم ألفا قتيل وأسر خمسة آلاف أسر، وأحرقت أكثر مدنها، وأدمجتا ومعهما مقاطعة "دثينة" "دثنت"، في سبأ. أما مقاطعة "عودم" "عود"، فقد أبقيت لملك "دهسم" "دهس". وقد عدّ "العوديون" الذين انفصلوا عن أوسان حلفاء لسبأ، فأبقيت لهم أملاكهم و الأرضون التي كانت لهم.

وكانت "عود" من أرض "أوسان" في الأصل، ثم خضعت ل "مذحي" "مذحيم". ويرى بعض الباحثين إنها "عوذلة" في الزمن الحاضر.

وجاء في هذه الكتابة، وبعد الجملة المتقدمة: إن "انفم" "أنف" وكل مدنها وجميع ما يخصها من أرضين زراعية وما في مما من أودية ومراعي، وكذلك كل أرض "نسم" و "رشاي" "رشأي" وكل الأرضين من "جردن" "جردان" إلى "فخذ علو" و "عرمو"، وكذلك جميع المدن والنواحي التابعة ل "كحد" و "سيبن" "سيبان" والمدن "اتّخ" "أتخ" و "ميفع" و "رتحم" وجميع منطقة "عبدن" "عبدان" ومدنها وجنودها أحراراً وعبيداً، و "دثينة أخلفو" و "ميسرم" "ميسر" و "دثينة تبرم" "دثينة تبر" "وحرتو" وكل المدن والأودية والمناطق والجبال و المراعي في منطقتي "دث" "داث" وكل أرض "تبرم" "تبرم" وما فيها من سكان وأملاك وأموال حتى البحر، وكذلك كل المدن من "تفض" إلى اتجاه "دهس" والسواحل وكل بحار هذه الأرضين، ومناطق "يل أي" و "سلعن" "سلعان" و "عبرت" "عبرة" و "لبنت" "لبنة" ومدنها ومزارعها، وجميع ما يملكه "مرتوم" ملك أوسان وجنوده في "دهس" و "تبنى" و "يتحم" وكذلك "كحد حضنم" "كحد حضن"، وجميع سكان هذه المناطق من أحرار ورقيق وأطفال و كبار، كل هذه من بشر وأملاك جعلها "كرب ابل وتر" ملكاً لسبأ ولآلهة سبأ.

ويظن إن موضع "ميسرم" "ميسر"، وهو من مواضع ارض "دثينة" هو ارض قبيلة "مياسر" في الزمن الحاضر. وقد ذكر بعض السياح إن في أرض "مياسر" سبع آبار ترتوي منها القبيلة المذكورة التي تقطن ارض "دثينة القديمة.

ولفظة "سيبن" "سيبان" الواردة في النص، هي اسم قبيلة، ورد ذكرها في نص متأخر جداً عن هذا النص، هو نص "حصن غراب". و معنى ذلك إنها من القبائل التي ظلت محافظة على كيانها إلى ما بعد الميلاد. فقد أشير إلى "كبر" "كبراء" وإلى "أقيال" "سيبان". وورد "سيين ذ نصف" أي "سيبان" أصحاب "نصف" "نصاف". ويرى بعض الباحثين إن موضع "نصاف" "نصف"، هو الموضع الذي يقال له "نصاب" في الزمن الحاضر.

و اما "ميفع" "ميفعة"، فتقع في الزمن الحاضر في غرب "وادي نصاب" وفي غرب وادي "خورة". واما "رتح" "رتحم"، فهو اسم قبيلة واسم مدينة في ارض "سيبان". وقد ذكر أيضاً في جملة القبائل التي وردت أسماؤها في نصى "حصن غراب". و أما "عبدن" "عبدان"، فانه اسم موضع يقع في جنوب "نصاب" في الزمن الحاضر. وقد قال فيه "كرب أيل" في نصه: "وكل ارض عبدان ومدنها وواديها وجبلها ومراعيها وجنود عبدان احراراً وعبيداً". معبراً بذلك عن تغلبه على كل أهل هذه الأرض من مدنيين وعسكر، حضر وأهل بادية ومراعٍ.

وقد صير "كرب ايل وتر" كل ارض "عبدن" "عبدان" ارضاً حكومية، وتقع في الزمن الحاضر في سلطنة "العوالق العليا"، و يلاحظ إن "وادي عبدان" ما زال حتى اليوم بقراه وبمياهه من ارض السلطان، أي إنه أرض حكومية تخص السلطنة.

واستمر "كرب أيل وتر" مخبراً في كتابته هذه: إنه سجل جميع "كحد" وكل سكانها من أحرار ورقيق بالغين وأطفالاً، وكل ما يملكونه، القادرين على حمل السلاح منهم، وجنود "يل أي" و "شيعن" و "عبرت" "عبرة" وأطفالهم، غنيمة لسبأ. ثم ذكر أنه نظراً إلى تحالف ملك حضرموت الملك "يدع ايل" وشعب حضرموت مع لشعب سبأ في هذا العهد ومساعدتهم له، أمر بإعادة ما كان لهم من ملك في "أوسان" إليهم، وأمر بإعادة ما كان للقتبانيين ولملك قتبان من ملك في "أوسان" إليهم كذلك، للسبب نفسه. فأعيدت تلك الأملاك إلى الحضارمة وإلى القتبانيين.

ثم عاد "كرب ايل" فتحدث عن عداء أهل "كحد سوطم" لسبأ وعن معارضتهم له، فقال: إنه أمهر جيشه بالهجوم عليهم، فأنزل بهم هزيمة منكرة وخسائر جسيمة، فسقط منهم خمس مئة قتيل في معركة واحدة، واخذ منهم ألف طفل أسير وألقي حائك ما عدا الغنائم العظيمة والأموال النفيسة الغالية وعدداً كبيراً من الماشية وقع في أيدي السبئيين.

وتحدث "كرب ايل" بعد ذلك عن "نشن" "نشان"، وقد عارضته كذلك وناصبت " العداء، فذْكر إنها أصيبت بهزيمة منكرة، فاستولت جيوشه عليها، و أحرقت كل مدنها ونواحيها وتوابعها، ونهبت "عشر" و "بيحان" وكل ما يخصها من أملاك وارضين. وذكر إن "نشان" "نيشان" عادت فرفعت راية العصيان للمرة الثانية، لذلك هاجمها السبئيين و حاصروها وحاصروا مدينة "نشق" معها ثلاثة أعوام، كانت نتيجتها ضم "نشق" وتوابعها إلى دولة سبأ، وسقوط آلف قتيل من "نيشان" "نشان" "نشن" وهزيمة الملك "سمه يفع" هزيمة منكرة، وانتزاع كل ما كانت حكومة سبأ قد أجرته من أرضين ل "نشن" و إعادتها ثانية إلى سبأ، وتمليك مملكة سبأ المدن: "قوم" و "جوعل"، و "دورم" و "فذم" و "أيكم"، وكل ما كان ل "سمه يفع" ول "نشن" من ملك في "يأكم" "ياكم"، وكذلك كل ما كان لمعبد الأصنام الواقع على الحدود من أملاك وأوقاف حتى "منتهيتم"، فسجلها باسمه وباسم سبأ.

وصادرت سبأ أرض "نشن" الزراعية وجميع السدود التي تنظم الري فيها، مثل، "ضلم"، و "حرمت"، وماء "مذاب" الذي كان يمون "نشن" وأماكن أخرى بالماء، وسجلت ملكاً لسبأ، وخرب سور "نشن" ودمره حتى أساسه. أما ما تبقى من المدينة، فقد أبقاه، ومنع من حرقه. وهدم قصر الملك المسمى "عفرو" "عفر"، وكذلك مدينته "نشن". وفرض كفارة على كهنة آلهة المدينة الذين كانوا ينطقون باسم الآلهة، ويتكهنون باسكما للناس، وحتم على حكومة "نشن" إسكان السبئيين في مدينتهم وبناء معبد لعبادة إِلَه سبأ الإلهَ "المقه" في وسط المدينة، وانتزع ماء "ذو قفعن" و أعطاه بالإجارة ل "يذمر ملك" ملك "هرم" "هريم"، وانتزع منها كذلك السدّ المعروف ب "ذات ملك وقه" وأجره ل "نبط على" مللك "كمنه" "كمنا"، ووسع حدود مدينة "كمنه" "كمنا" من موضع سدّ "ذات ملك وقه" إلى موضع الحدود حيث النصب الذي يشير إليه، وسوّر "كرب ايل" مدينة "نشق" وأعطاها سبأ لاستغلالها، وصادر "يدهن" و "جزيت" و "عربم"، وفرض عليها الجزية تدفعها لسبأ.

وانتقل "كرب ايل" بعد هذا الكلام إلى الحديث عن أهل "سبل" و "هرم" "هربم" و "فنن"، فذكر إن هذه المدن غاضبته و عارضته، فأرسل عليها جيشاً هزمها، فسقط منها ثلاثة آلاف قتيل، وسقط ملوكها قتلى كذلك، وأسر منهم خمسة آلاف أسير، وغنم منهم خمسين و مئة ألف من الماشية، وفرض الجزية عليهم عقوبة لهم، ووضعهم تحت حماية السبئيين.

وكان آخر من تحدث عنهم "كرب ايل" في كتابته هذه أهل "مهامر" "مه أمر" "مها مرم" "مهأمر"، و "أمرم" "أمر"، فذكر انه هزمهم وهزم كذلك كل قبائل "مه امرم" "مهأ مرم"، و "عوهبم" "عوهب" "العواهب"، حيث تكبدوا خمسة آلاف قتيل، وأسمر منهم اثني عشر آلف طفل، وأخذ منهم عدداً كبيراً من الجمال والبقر والحمير والغنم يقدر بنحو مئتي آلف رأس، وأحرقت كل مدن "مه أمرم" وسقطت "يفعت" "يفعة"، فدمرت وصادر "كرب أيل" مياه "مه أمرم" في "نجران" و فرض على أهل "مه أمر" الجزية يدفعونها لسبأ.




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).