المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



هل ان اسلام علي عليه السلام إسلام تبعية لا عقيدة ووعي لانه كان صغيرا؟  
  
1640   08:53 صباحاً   التاريخ: 23-1-2022
المؤلف : مركز الابحاث العقائدية
الكتاب أو المصدر : موسوعة الاسئلة العقائدية
الجزء والصفحة : ج2 , ص 7-13
القسم : العقائد الاسلامية / أسئلة وأجوبة عقائدية / الأئمة الإثنا عشر / الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام /

السؤال : لقد وردت هذه الشبهة في الموسوعة البريطانية تحت عنوان « علي » :

« علي » فتى أسلم على يد ابن عمّه محمّد صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله ، لكن إسلامه إسلام تبعية طفل لشخص أكبر منه ، كعادة الأطفال ، يأخذون الأشياء بشكل عفويّ ، وليس تعقليّ ، فلا فضل له.

ووردت شبهة للجاحظ في الرسالة العثمانية : أنّ أبا بكر وعمر أفضل من علي ، والدليل : إنّ أبا بكر سنين طويلة يعبد الأصنام ، ويشرب الخمر ، حتّى تأصّلت في نفسه هو وجماعته ، فتركه للأصنام والخمر صعب ، فعندما تركها فَعَلَ أمراً صعباً ، والإمام علي لم يواجه صعوبة ؛ لأنّه لم يعبد صنماً ، ولم يشرب خمراً.

فنريد منكم التفضّل بالإجابة.

الجواب : ينحلّ السؤال إلى سؤالين :

أمّا الأوّل : إنّ إسلام أمير المؤمنين عليه‌ السلام كان في صباه ، وهو صرف تعبّد ، وتبعية محضة ليس فيها أيّ نوع تعقّل أو تدبّر.

وثانياً : إنّه لا فضيلة ثمّة في إسلامه ، إذ هو عليه‌ السلام لم يعان مصائب الشرك ، وذلّ المعصية و ....

ولنقدّم مقدّمة مختصرة ثمّ ندخل البحث ، وهي : إنّنا لا نحسب السائل بحاجة لسرد النصوص النبوية والعلوية ، وكلمات الأصحاب والعلماء في كون أمير المؤمنين عليه‌ السلام أوّل القوم إسلاماً ، وأقدمهم إيماناً ، وأوّل من استجاب لرسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله وصدّقه ، ودخل في الإسلام ، وأوّل من صلّى وركع وسجد لله سبحانه ، بعد رسول الله صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله ، وأوّل من وحّد الله سبحانه وعبده ، وأوّل السابقين إلى الدين ، و ....

كلّ هذه أُمور تناقلتها رواة العامّة أكثر من الخاصّة ، وأُلّفت فيها المؤلّفات ، وأثبتها الثقات ، وعلينا إثبات ذاك إن لزم.

ثمّ بعد ذاك ، لماذا كان يأخذ صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله بيد أمير المؤمنين عليه‌ السلام في الملأ الصحابيّ ، ويقول : « إنّ هذا أوّل من آمن بي ، وهذا أوّل من يصافحني يوم القيامة ... » (1).

أو قوله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله : « أوّلكم وارداً على الحوض أوّلكم إسلاماً علي بن أبي طالب ... » (2)؟! أو غير ذلك.

وكذلك الحديث الصحيح الذي رواه ابن ماجة في سننه عن علي بن أبي طالب عليه ‌السلام إذ يقول : « أنا الصدّيق الأكبر ، صلّيت قبل الناس بسبع سنين ، لا يقولها بعدي إلاّ كذّاب ».

فهو يفتخر بإسلامه وصلاته قبل الناس ، وذاك لوحده دليل على أنّ تلك منقبة وفضيلة ، وإلاّ لو لم تكن كذلك لما كان لاستدلاله بها معنىً.

كلّ هذا مهمّ جدّاً ، إلاّ أنّا نطوي عنه صفحاً فعلاً ، ونضطرّ ـ من باب المثال ـ لسرد واقعتين صغيرتين ، أقرّها القرآن الكريم ، وتسالمت عليها السنّة النبوية ، كلّ ذلك بشكل مجمل جدّاً ومختصر ، نطوي تفاصيله ونجمل لفظه وتأويله ، كي نستنتج ما نبغيه منه.

الأُولى : هو حديث العشيرة في بدء الدعوة ، حيث أخرجه غير واحد من الأئمّة الحفّاظ ، ونقلته كتب الصحاح والمسانيد عند العامّة ، وتلقّي بالقبول ، بل أرسل إرسال المسلّمات.

وحاصله : إنّه لمّا نزل قوله سبحانه : {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] ، قال أمير المؤمنين عليه‌ السلام : « دعاني رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله فقال لي : يا علي ، إنّ الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين ... وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه ، فأيّكم يوازرني على هذا الأمر؟ على أن يكون أخي ووصيي ، وخليفتي فيكم؟

قال : فأحجم القوم عنها جميعاً ، وقلت وإنّي لأحدثهم سنّاً ، وأرمصهم عيناً ، وأعظمهم بطناً ، وأحمشهم ساقاً : أنا يا نبيّ الله ، أكون وزيرك عليه ، فأخذ برقبتي ثمّ قال : إنّ هذا أخي ، ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا ، قال : فقام القوم يضحكون ، ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع ... » (3).

والثانية : حديث ليلة المبيت ، ولبس أمير المؤمنين عليه ‌السلام بُرد النبيّ صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله الحضرمي الأخضر ، ونومه على فراشه ليلة خروج رسول الله صلى ‌الله‌ عليه وآله من مكّة بعد أذية المشركين له ، وفداه عليه‌ السلام بنفسه ، ونزول قوله عزّ من قائل : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} [البقرة: 207].

ويكفينا قول ابن أبي الحديد نقلاً عن أُستاذه أبي جعفر الإسكافي قال : « لأنّه ثبت بالتواتر حديث الفراش ، فلا فرق بينه وبين ما ذكر في نصّ الكتاب ، ولا يجحده إلاّ مجنون ، أو غير مخالط لأهل الملّة » (4).

وقد روى المفسّرون كلّهم : أنّ قول الله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي ... ) نزلت في الإمام علي عليه ‌السلام ليلة المبيت على الفراش.

ولا نودّ التفصيل فيها أو ذكر مصادرها ، إذ كفانا العلاّمة الأميني ( قدس سره ) في الغدير (5) ، فقد ذكر لها أكثر من ثلاثين مصدراً ، وأسهب في الحديث عنها مفصّلاً.

والمهمّ عندنا ليس نقل الواقعة ، ولا لفظها ومدلولها ، إذ ـ كما قلنا ـ هناك تواتر إجمالي على معناها ، والمهمّ فيها عندنا أنّنا نتساءل بحقّ جميع المقدّسات ، ليرجع كلّ عاقل منصف إلى ضميره ، ويرى هل يؤتمن على سرّ النبوّة والنواميس الإلهيّة ومقدّسات الأُمّة طفل ابن خمس سنين ، أو سبع سنين؟ وهو ليس أهل لحمل أعباء أمانة السماء وشؤون الوصاية؟!

وكيف نفسّر وضع رسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله يده في يده ، ويعطيه صفقة يمينه بالأخوّة والوصاية والخلافة ، إلاّ وهو أهل لذلك؟ وهل أنّ رسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله ـ لا سمح الله ـ يتجاهل؟ أو ـ والعياذ بالله ـ يفعل ما لا يرضاه الله سبحانه؟ أو ينطق عن الهوى؟! وما بال هذا الطفل لم يأنس بأقرانه ، ولم يلصق بأشكاله ، ولم يلاعب الصبيان ، أو يشكّك أو يتذبذب طوال مسيره الرسالي؟!

ولماذا قبلت منه السماء هذه المعاملة المقدّسة ( يَشْرِي )؟! وهل تصحّ المعاملة مع ليس هو أهل لذلك؟! أم هل يكون مثل هذا من صبي؟! والرسول يعامله معاملة الوزارة والوصاية آنذاك ، بحيث إنّ ذاك أصبح مرتكز الجميع ، وعيّر أبو طالب بذاك! ألا يفهم من هذا أنّه فوق كلّ الرجال؟

ثمّ لنا أن نتساءل : لو لم يقبل إسلامه فمتى إذاً أسلم وقُبل إسلامه؟ هل حدّثنا التاريخ بمثل هذا؟!

وإذا لم يكن ثمّة فضيلة لإسلام أمير المؤمنين عليه‌ السلام فلماذا باهى القوم بذاك؟ وصرّح الرسول صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله به ، ولم يخالفه أحد ، ولا ردّ عليه ، وتأتي حثالة حاقدة مريضة بعد قرون كي تنفث سمومها ونصبها بكلمات معسولة؟! وما أحسن ما قيل : إنّ القول الباطل لا حدّ له ولا أمد.

وبعد كلّ هذا ، فإنّ الكلّ يعلم : إنّ تاريخ النصب والحقد وقف أمام أمير المؤمنين عليه ‌السلام طوال ما بعد الرسالة ، حتّى أوصله إلى اللعن سبعين سنة على المنابر ، وقتل كلّ من يتسمّى باسمه ، ولم ينبز أحد بمثل هذا الذي أولده الفكر البريطاني في موسوعته ، و ...

ويعجبنا هنا ذكر ما وجدناه بعد ذلك عن نصّ ما أورده الحافظ محمّد بن جرير الطبري في كتابه المسترشد ، حيث هو أجمع وأدق ممّا ذكرناه ، قال : « زعمت البكرية أنّ إسلام علي عليه ‌السلام إسلام الصبيان ، ليس كإسلام المعتقد العارف المميّز ..!

فقلنا لهم : هل لزم علياً اسم الإسلام وحكمه أم لا؟ فلابدّ من نعم.

ثمّ قلنا لهم : فما معنى قولكم : إسلام علي؟! أقلتم على المجاز أم على الحقيقة؟ فإن قالوا على الحقيقة بطلت دعواهم ، وإن قالوا على المجاز فقد سخفوا قول رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله أن يكون دعا إلى الإسلام من لا يعقل ، ولا تقوم حجّة الله عليه!

ثمّ يقال لهم : فعلي عليه ‌السلام عرف وأقرّ ، أو لم يعرف ولم يقرّ؟ فإنّ قالوا : عرف وأقرّ ، فقد بطل قولهم ، وإن قالوا : أقرّ ولم يعرف ، قيل لهم : فلِم سمّيتموه مسلماً ولمّا يسلم؟! فإن اقترف ذنباً هل يقام على من يلزمه هذا الاسم حدّ أو لا يقام عليه؟! فلابدّ من الجواب!

ثمّ يسألون : هل انتقل عن حالته التي هو عليها مقيم؟ فإن قالوا : انتقل ، فقد أقرّوا بالإسلام ، وإن قالوا : لم ينتقل ، فمحال أن يسمّوه باسم لم ينتقل إليه ، ولا يجوز أن يسمّى غير المسلم مسلماً.

ويقال لهم : فهل دعاه رسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله أو لم يدعه؟ فإن قالوا : قد دعاه ، قيل لهم : دعا من يجب أن يدعوه ، أو من لم يجب أن يدعوه؟ فان قالوا : من طريق التأدّب لا من طريق الفرض ، قيل لهم : فهل يجب هذا في غيره من اخوته وبني عمّه ، أو في أحد الناس؟ ولم يخصّ النبيّ صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله علياً عليه ‌السلام بالدعوة ، وأفرده من بين العالم إلاّ لعلّة فيه خاصّة ، ليست في غيره ... ».

ثمّ ذكر شواهد لذلك وقال : « أفما وقفت على أنّ هذا الرجل ـ يعني أمير المؤمنين عليه ‌السلام ـ مخصوص بأشياء هي محظورة على غيره ، كسدّ أبواب الناس ، وفتح بابه؟ أو ليس قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله له أن يجنب في هذا المسجد ، وليس ذلك لغيره ، وهذه أسباب لا يدفعها من آمن بالله إلاّ من جرى على العناد!

ويقال لهم : أخبرونا عن علي عليه‌ السلام حيث دعي ، لو لم يجب إلى ما دعي إليه أكانت تكون حالته كالإجابة إلى ما دعي إليه؟ فإن قالوا : الحالتان واحدة ، فقد أحالوا تسميتهم إيّاه مسلماً ، وإن قالوا : حالته خلاف حالته الأُولى ، فقد أقرّوا أيضاً بما أنكروه ».

وختم كلامه بقوله : « ثمّ يسألون عن علي عليه‌ السلام فيقال لهم : أليس كان في أمره مصمّماً ، وعلى البلايا صابراً ، ولملازمة رسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله والرغبة في خدمته مؤثراً ، ولأبويه مفارقاً ، ولأشكاله من الأحداث مبايناً ، ولرفاهية الدنيا ولذّاتها مهاجراً ، قد لصق برسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله يشاركه في المحن العظام ، والنوازل الجسام ، مثل حصار الشعب ، والصبر على الجوع ، والخوف من احتمال الذلّ ، بل هو شبيه يحيى بن زكريا عليه‌ السلام في الأشياء كلّها غير النبوّة ، وأنّه باين الأحداث في حال حداثته ، والكهول في حال كهالته.

ويقال لهم : أخبرونا هل وجدتم أحداً في العالم من الأطفال والصغار والكبار من قصّته كقصّة علي عليه‌ السلام؟ أو تعرفون له عديلاً أو شبيهاً؟ أو تعلمون أنّ أحداً أخصّ بما خصّ به؟ كلا ، ولا يجدون إلى ذلك سبيلاً ، فلذلك جعله المصطفى صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله أخاه ، ووزيراً لنفسه ، ومن بعده وزيراً ووصيّاً وإماماً » (6).

أمّا السؤال الثاني ، فهو أكثر طرافة من الأوّل وأوقع ، إذ لم نكن نعرف أنّ عدم عبادة الصنم ، وشرب الخمر ، أصبح رذيلة وتركها فضيلة! إلى أيّ حدّ تنقلب المقاييس ، وتمزّق الموازين ، وتنحطّ المُثل ، ويصبح المعروف منكراً ، والمنكر معروفاً ، ولو صحّ مثل هذا ، فهو في رسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله أشكل ، إذ لم نعرف منه أنّه عبد صنماً ، ولا شرب خمراً!

وأخيراً : لو كان مثل هذا فضيلة عند القوم ، وعدّوها كرامة لهم ، لتبجّجوا بها ، وطبّلوا وزمّروا عليها ، وناشدوا أصحاب رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله بذلك ، خصوصاً يوم السقيفة ، حيث لم يجدوا لهم فضيلة سوى كونهم من قريش ، أو الهجرة ، مع لحى طويلة! وعمر أكبر!

ويعلم الله ويشهد أنّه يعزّ علينا أن نشغل أوقاتنا بردّ مثل هذه السفاسف والسفسطات لولا خوفنا من أن تنطلي على بعض ضعفاء العقول من المسلمين ، والبسطاء من المؤمنين ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم.

_________________

1 ـ الأمالي للشيخ الصدوق : 274 ، الإرشاد 1 / 32 ، مجمع الزوائد 9 / 102 ، المعجم الكبير 6 / 269 ، شرح نهج البلاغة 13 / 228 ، نظم درر السمطين : 82 ، كنز العمّال 11 / 616 ، فيض القدير 4 / 472 ، تاريخ بغداد 9 / 460 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 41 ، أُسد الغابة 5 / 287 ، سير أعلام النبلاء 23 / 79 ، الإصابة 7 / 294 ، ينابيع المودّة 1 / 195 و 244 و 387.

2 ـ المستدرك 3 / 136 ، شرح نهج البلاغة 4 / 117 ، كنز العمّال 11 / 616.

3 ـ تاريخ الأُمم والملوك 2 / 62 ، كنز العمّال 13 / 114 ، شرح نهج البلاغة 13 / 211 ، جواهر المطالب 1 / 80 ، جامع البيان 19 / 149 ، شواهد التنزيل 1 / 486 ، تفسير القرآن العظيم 3 / 364 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 49 ، السيرة النبوية لابن كثير 1 / 459.

4 ـ شرح نهج البلاغة 13 / 261.

5 ـ الغدير 2 / 47.

6 ـ المسترشد : 479.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.