{اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ} [الرعد: 2]  

قَولُهُ تعَالَى: {اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} {اللهُ} مُبتَدَأ، وَ: {الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ} خَبَرُهُ، بِدَلِيلِ: {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ} وَيَجُوزُ أَن يَکُونَ صِفَةً، وَقَولُهُ: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ} خَبَرٌ بَعدَ خَبَرٌ: {تَرَوْنَهَا} کَلَامٌ مُستَأنَفٌ، بِمَعنَى: وَأَنتُم تَرَونَهَا کَذَلِكَ، لَيسَ دُونَهَا دَعَامَةٌ، وَلَا فَوقَهَا عُلَّاقَةٌ، وَقِيلَ: {تَرَوْنَهَا} صِفَةٌ لِـ: {عَمَدٍ}[1].

وَيُرِيدُ بَالعَمَدِ: وَهوَ جَمعُ عِمَاد؛ السَّوَارِي وَالدَّعَائم، وَمَعنَاهُ: رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيرِ عَمَدٍ، وَأَنتُم تَرَونَهَا کَذَلِكَ، يَعنِي: لَيسَ مِن دُونِهَا دَعَامَةٌ تَدعَمُهَا، وَلَا فَوقَهَا عُلَّاقَةٌ تُمسِکُهَا [2].