أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2017
2894
التاريخ: 8-3-2022
1685
التاريخ: 17-12-2017
3286
التاريخ: 30-3-2017
2804
|
من هو النبي صلى الله عليه وآله وما حققه للبشرية
بمناسبة العشرة الأخيرة من شهر صفر ، أيام رحلة الشخصية الأولى في عالم الوجود صلى الله عليه وآله ، وبمناسبة سفر العديد من العلماء ، من أهل الجد في تحصيل مرضات الله تعالى ، أسأل الله أن يوفقهم في سفرهم التبليغي إلى هداية أيتام آل محمد صلى الله عليه وآله .
تصل أخبار من عدة مناطق أن الملحدين وأصحاب الشبهات يعملون بشكل واسع لنشر دعاياتهم المسمومة ، بين الناس البعيدين عن المناطق العامرة بالعلماء والمبلغين ! وفي مثل هذه الظروف يجب على القادرين من الفضلاء العجم والعرب ، أن يؤدوا ما عليهم من مسؤولية في المناطق التي يؤثرون فيها ، مسؤولية إنقاذ النفوس وصيانة عقائد الإسلام .
نعم إن راحة الإنسان ببقائه في بيته عند أهله وعياله ، لأن سفره إلى المناطق الأخرى خاصة النائية فيه تعب ومشقة ، لكن ينبغي لأحدكم أن يفكر أن هجرته وسفره لكي يبلغ الدين بعيداً عن عائلته ، ويهدي الضائع ويرشد الجاهل ، سفره لكي يقيم معروفاً ، أو يزيل منكراً ، هو بلا شك حركةُ سير في سبيل الله تعالى ، وقد قال الله تعالى عن أهل هذه الحركة : ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَطَأُونَ مَوْطِئاً يُغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ . ( سورة التوبة : 120 ) .
فكل ما يصيبكم ، من أدنى تعب إلى أشده ، مكتوبٌ في سجل أعمالكم عند الله تعالى ، وقد بلغت أهمية المسألة عنده سبحانه أنه هو كاتب الأجر فيها ، وهو الضامن لصلاح هذا العمل وجزائه ! وفي مقابل هذا الأجر العظيم ، فإن الإنسان يتقبل متاعب سفره وعمله .
وبهذه المناسبة أذكر أموراً ينبغي مراعاتها لتحقيق الإخلاص في النية الذي هو الجهاد الأكبر ، وتحقيق التوفيق في عملكم في إخراج الناس من الضلال إلى الهدى ، الذي هو التأويل الأعظم لقوله تعالى : وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً . ( سورة المائدة : 32 ) .
الأمر الأول : كونوا على وضوء في كل مجلس تبليغ أو خطابة ، فالوضوء بنفسه نور ، ومضافاً إلى ذلك فإن لمجالسكم خصوصية فيمن يحضرها ، فقد يحضر في المجلس شخصٌ كادٌّ على عياله يعمل من الصبح إلى المغرب لكي يوفر لقمة عيش لزوجته وأطفاله ، وهذا كالمجاهد في سبيل الله بكد يمينه وعرق جبينه ، يأتي إلى مجلسكم مدفوعاً بالإيمان والعشق لرسول الله صلى الله عليه وآله ، أو سبطه الإمام الحسن عليه السلام أو الإمام الرضا عليه السلام . أو تحضر مجلسكم عجوزٌ مستضعفة ، تحملت المتاعب في حياتها ، وجاءت إلى هذا المجلس مع ضيق معيشتها ، بسبب محبتها وعشقها للصديقة الطاهرة الزهراء عليها السلام .
أو يحضره طفل يتيم فقد والديه ، وجاء ضيفاً إلى مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله .
في مثل هذه الحالات يستحيل على الشخص الأول في العالم صلى الله عليه وآله أن لا ينظر إلى ذلك المجلس بعين عطفه ، ليس من أجلي وأجلك بل من أجل هؤلاء ! وإذا نظر إلى المجلس فسوف يشملك شعاع نظره ، فكن في كل مجلس على وضوء . . هذا أولاً .
والأمر الثاني : بعد أن تفتتحوا مجلسكم بالقرآن ، إفتتحوه بزيارة آل ياسين ، فاقرؤوا أصل الزيارة وإن لم تقرؤوا الدعاء الذي بعدها ، لأن صاحب الزمان عليه السلام يقول : ( إذا أردتم التوجه بنا إلى الله والينا ، فقولوا كما قال الله تعالى : سلام على آل ياسين ) .[1]
إن هذه الزيارة إذا قرئت في مجلس وتلي فيها التسليم على صاحب الزمان عليه السلام ، فإن أثرها أن تتوجه القلوب اليه ، والله تعالى يقول : فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ . ( سورة البقرة : 152 ) وصاحب الزمان صلوات الله عليه حجة الله علينا ، ومركز نور الله في أرضه ، وهو متخلق بأخلاق الله تعالى ، فلا يمكن أن نذكره ولا يذكرنا .
والأمر الثالث : لا تختموا أي مجلس من مجالسكم إلا بعد أن تكونوا ذكرتم فيه الإمام صاحب الزمان عليه السلام فهو واسطة فيض الوجود ، ونحن به نستيقظ من نومنا ، وبه نريد ، وبه نفهم ، وبه نقول ، وبه نحيا ، وبه نموت . . نعم عقيدتنا أن كل ذلك وكل النعم من الله تعالى ، والإمام عبدٌ مخلوقٌ مملوكٌ لله تعالى ، لا يملك بذاته لنفسه نفعاً ولا ضراً ، ولكن هذه الجزئيات من الله به عليه السلام . . وما دامت منه بهذا المعنى فإن شكر واسطة الفيض تستوجب عقلاً ونقلاً أن تتوجه اليه القلوب في المجالس .
والأمر الرابع : أقدم لكم حديثاً عن الإمام الباقر عليه السلام ، أنا عاجزٌ عن شرحه ، وكل أفكار البشر أصغر من أن تدرك عمقه ! ففي الكافي : 3 / 220 ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال لعمرو بن سعيد الثقفي : ( إن أُصبتَ بمصيبة في نفسك ، أو في مالك ، أو في ولدك ، فاذكر مصابك برسول الله ، فإن الخلائق لم يصابوا بمثله قط ) . والذي يحير العقل هنا هو تعليله ووصفه عليه السلام للمصاب بالنبي صلى الله عليه وآله بأن الخلائق لم تصب بمثله ! والخليقة عنوان عام يشمل كل مخلوق ، فكيف بجمعه الخلائق ؟ وهو محلى بألْ ، فهو يشمل حتى الملائكة المقربين والأنبياء والمرسلين عليهم السلام وما يرى وما لا يرى فكل هؤلاء لم يصابوا بمثل رسول الله صلى الله عليه وآله
وهو تعليل لا يفهمه إلا خواص العلماء ، الذين يدركون من هو النبي ، وماذا فعل ، وما هي مصيبة فقده ، ومن الذين أصيبوا به صلى الله عليه وآله ؟ !
توجد كلمتان تعرفان كل وجود الشخص هما : من كان ، وماذا فعل ؟ والإمام الباقر نفسه عليه السلام يعلم ويدرك أن هذه المصيبة كانت مصيبة بشخص لم يكن أحدٌ مثله ، ولم يكن عملُ أحد مثل عمله ، لأنه هو الذي قال : فإن الخلائق لم يصابوا بمثله قط ، يعني لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل ! فماذا كان عمل النبي صلى الله عليه وآله ، وماذا أعطى للعالم ؟ !
هذا بحر محيط لا يمكننا التوصل إلى قعره ، فخوضه مقصور على الأنبياء والأوصياء عليهم السلام ، فهم يدركون أي أمواج انطلقت من بحره صلى الله عليه وآله ؟ !
سأقدم لكم أربع كلمات ، تقال في كل صلاة ، تكفي لأن نفهم ما عمله رسول الله صلى الله عليه وآله ، وهي : ( سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ) .
إن لكل واحدة من هذه الكلمات قدرها وحسابها الخاص . . ولنتأمل في أول كلمة منها : سبحان الله ، ولنتجول بفكرنا في شرق العالم وغربه وشماله وجنوبه في كل الأديان والمذاهب بلا استثناء . . لندرك أنه لو لم تكن هذه الكلمة موجودة ، فلا يوجد ارتباط في العالم بين الخالق والمخلوق !
العمل الذي قام به رسول الله صلى الله عليه وآله : أنه ربط الخلق بخالقهم ! فلو لم يكن النبي موجوداً ، ولا دينه ، فلا وجود لحرف يربط بين الخالق وخلقه ! ولكان العالم كله يدور في زوبعةٍ من الضلال ، ما بين مشبهٍ وملحدٍ وعابدٍ لغير الله تعالى !
يقول أمير المؤمنين عليه السلام :
( إلى أن بعث الله سبحانه محمداً صلى الله عليه وآله رسولاً لإنجاز عدته ، وتمام نبوته ، مأخوذاً على النبيين ميثاقه ، مشهورةً سماته ، كريماً ميلاده . وأهل الأرض يومئذ مللٌ متفرقة ، وأهواءٌ منتشرة ، وطوائفُ متشتتة ، بين مشبِّهٍ لله بخلقه ، أو ملحدٍ في اسمه ، أو مشيرٍ إلى غيره . . فهداهم به من الضلالة ، وأنقذهم بمكانه من الجهالة ) . ( نهج البلاغة : 1 / 24 )
كان العالم كله في تلك الدوامة العاصفة ، بين مشبِّهٍ لله بخلقه ، أو ملحدٍ في اسمه ، أو مشيرٍ إلى غيره ، فجاء صلى الله عليه وآله وأخذ منجله النبوي فحصد كل ذلك الحشيش التافه ، وغرس بدله شجرة التسبيح الطيبة ، وأضاء شجرة التهليل والتوحيد ، وأنار في العالم مشعل التسبيح والتحميد وأوصل البشر إلى مستوى أن يقولوا : ( الله أكبر . . من أن يوصف ) !
نفس : سبحان الله ، ماذا تعني ؟ هنا تتحير عقول الكمَّل من البشر . . فقد أوصل النبي المعرفة إلى هنا ! أوصل التنزيه إلى هنا . . تنزيهٌ عن الجسم ، وتنزيهٌ عن صفات عالم الكون ، وهذا هو التنزيه الابتدائي لعامة الناس !
قال النبي سبحان الله ، فهدى عقول الألوف كعقل ابن سينا ، بل إن ابن سينا لا قيمة له هناك ، لقد هدى النبي صلى الله عليه وآله ألوف العقول النيرة كعقول الأنبياء عليهم السلام إلى أقصى ما يمكنهم أن يجدوا اليه طريقاً في دائرة الوحي وإمكانيات العقل البشري ، والى أدق معاني قوله : كلما ميزتموه بأوهامكم في أدق معانيه ، فهو مخلوق مصنوع مثلكم ، مردود إليكم ! ولا غرو فهو صلى الله عليه وآله نبي الأنبياء عليهم السلام ![2]
نعم ، هذه هي كلمة : سبحان الله التي أتى بها ! وهذا هو العمل الذي عمله في تعريف البشر بالله تعالى ! فكل ما في هذا العالم من تسبيح لله تعالى ، فإنما هو من كلمات شفتيه ، وكل ما في العالم من تحميد لله تعالى ، فأصله من لفظ لسانه الشريف . وكل ما فيه من توحيد فمنبعه من نطق فمه المبارك . وكل ما فيه من تكبير ، فمنطلقه من صوته النبوي .
هذا ما عمله النبي صلى الله عليه وآله في تعريف الخلق بخالقهم تبارك وتعالى .
أما ما عمله مع خلق الله تعالى ، فإن النموذج الواحد منه يحتاج شرحه إلى كتاب ! في ذلك الوقت الذي انهزم المسلمون في أحد ، وتركوا النبي صلى الله عليه وآله وحده مع علي أمام سيوف قريش الحاقدة ، فقاتل صلى الله عليه وآله ومعه علي عليه السلام فقط ، قاتلا بعد أن جرح أبو دجانة لساعات يردَّان هجمات المشركين المستميتة لقتل النبي صلى الله عليه وآله حتى جرح في جبهته الشريفة وكسرت مقدمة أسنانه ، وهذا ما لم يحدث له في كل حياته ، فأي جبهة جرحت يومئذ ، وأسنان أي فم كسرت ؟ لقد تزلزلت أركان العالم ، فالعالم قشرٌ والنبي لبه ، وإذا تضرر اللب فما قيمة القشر ؟ !
في ذلك الظرف ، قالوا له : يا رسول الله أدع عليهم . . في ذلك الوقت وقد سال ذلك الدم المقدس من جبهته وفمه ، فوق قميصه الخام ، ذلك القميص الذي لم يفتح إلا عندما لبسه النبي صلى الله عليه وآله يومها ، ثم طواه ليفتحه بيده ولده الموعود الإمام المهدي عليه السلام ! قيل له : أدع عليهم فرفع يديه إلى السماء وقال : اللهمَّ اهْدِ قومي ، فإنهم لا يعلمون !
هذا ما عمله للخلق : إلهي أريد منك لهؤلاء بدل العذاب الذي يستحقونه أن ترحمهم وتنعم عليهم ! بأي نعمة ؟ بنعمة الهداية التي هي أغلى جوهر في العالم ! ولمن طلبها النبي صلى الله عليه وآله ؟ لهؤلاء الذين أصروا وما زالوا مصرين على قتله ، وجرحوه في جبهته وفمه الشريف !
ثم لم يقل صلى الله عليه وآله : اللهم اهدهم فقط ، بل قال : إهْدِ قومي ! فأضافهم إلى نفسه ليجر الرحمة الإلهية من المضاف اليه إلى المضاف !
أيها الرسول العظيم ! ماذا فعلت ، ومن كنت ؟ ! وبماذا جئت ؟ !
قال : يا رب هؤلاء قومي ، وبحث لهم عن عذر أمام الله : فإنهم لا يعلمون ، فاقبل مني يا رب عذر هؤلاء الجهال ، لعلهم يعلمون ! !
هذا ما فعله النبي لمعرفة الخالق ، ولخدمة الخلق !
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ . ( سورة الأنبياء : 107 )
وأختم حديثي بهذه الحادثة :
عند رحلته صلى الله عليه وآله جاءته أحب عترته اليه الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام وجلست عنده ، وقد روت مصادر الحديث عند الفريقين أجزاء من الحديث الذي دار بينهما ، منها هذا الرواية ، أرجو أن تتأملوا في كلماتها خصوصاً في ختامها ، واشرحوا للناس وبينوا لهم أن النبي صلى الله عليه وآله هو هذا ، وأن دينه الإسلام هو هذا ، عرفوهم بالدين وبصاحب الدين صلى الله عليه وآله ، حتى يشملكم صاحب الزمان عليه السلام برضاه وعنايته . عرفوهم من هو نبينا صلى الله عليه وآله ، وكيف كان يعيش ، وما حققه وأنجزه للبشرية ، وأبعدوا الأوهام عن وجه هذا الدين الجميل المشرق ، حتى يعرف الناس ما هو ، ومن هو الذي أتى به صلى الله عليه وآله ؟ !
قالت له فاطمة عليها السلام : يا أبَهْ ، أنا لا أصبر عنك ساعة من الدنيا ، فأين الميعاد غداً ؟ لا أصبر عنك ساعة ، يعني أستطيع أن أفارق الحسن ، وأن أفارق الحسين ، وزينب ، لكني لا أستطيع فراقك !
فبشرها بأنها ستلتحق به عما قريب . . قال لها : أما إنك أول أهلي لحوقاً بي . . . قالت : يا أبت فأين ألقاك يوم القيامة ؟ قال : انظري عند الميزان وأنا أنادي : رب أرجح من شهد أن لا إله إلا الله . قالت : فإن لم أرك هناك ؟ قال : على جسر جهنم . قالت : يا أبه أليس قد حرم الله عز وجل جسمك ولحمك على النار ؟ قال : بلى ، ولكني قائم حتى تجوز أمتي . قالت : فإن لم أرك هناك ؟ قال : تريني عند القنطرة السابعة من قناطر جهنم ، أستوهب الظالم من المظلوم . قالت : فإن لم أرك هناك ؟ قال : تريني في مقام الشفاعة وأنا أشفع لأمتي ) .[3]
إن العقل ليتحير لهذا الرسول الشفيع الشفيق !
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ . ( سورة الأنبياء : 107 ) .
هذا ما فعله ويفعله رسول الله للبشر صلى الله عليه وآله !
وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً . ( الإسراء : 79 )
[1] في الإحتجاج للطبرسي رحمه الله : 2 / 315 : ( وعن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري أنه قال : خرج التوقيع من الناحية المقدسة حرسها الله ، بعد المسائل :
بسم الله الرحمن الرحيم ، لا لأمره تعقلون ، ولا من أوليائه تقبلون ، حكمةٌ بالغةٌ فما تغني النذر عن قوم لا يؤمنون . السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين .
إذا أردتم التوجه بنا إلى الله وإلينا ، فقولوا كما قال الله تعالى : سلام على آل يس . السلام عليك يا داعي الله ورباني آياته . السلام عليك يا باب الله وديان دينه . السلام عليك يا خليفة الله وناصر خلقه . السلام عليك يا حجة الله ودليل إرادته . السلام عليك يا تالي كتاب الله وترجمانه . السلام عليك يا بقية الله في أرضه . السلام عليك يا ميثاق الله الذي أخذه ووكده . السلام عليك يا وعد الله الذي ضمنه . السلام عليك أيها العلم المنصوب ، والعلم المصبوب ، والغوث والرحمة الواسعة وعداً غير مكذوب . السلام عليك حين تقعد . السلام عليك حين تقوم . السلام عليك حين تقرأ وتبين . السلام عليك حين تصلي وتقنت . السلام عليك حين تركع وتسجد . السلام عليك حين تكبر وتهلل . السلام عليك حين تحمد وتستغفر . السلام عليك حين تمسي وتصبح . السلام عليك في الليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى . السلام عليك أيها الإمام المأمون . السلام عليك أيها المقدم المأمول . السلام عليك بجوامع السلام .
أشهدك يا مولاي أني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، لا حبيب إلا هو وأهله ، وأشهد أن أمير المؤمنين حجته ، والحسن حجته ، والحسين حجته ، وعلي بن الحسين حجته ، ومحمد بن علي حجته ، وجعفر بن محمد حجته ، وموسى بن جعفر حجته ، وعلي بن موسى حجته ، ومحمد بن علي حجته ، وعلي بن محمد حجته ، والحسن بن علي حجته ، وأشهد أنك حجة الله .
أنتم الأول والآخر ، وأن رجعتكم حق لا شك فيها ، يوم لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً ، وأن الموت حق ، وأن ناكراً ونكيراً حق ، وأشهد أن النشر والبعث حق ، وأن الصراط والمرصاد حق ، والميزان والحساب حق ، والجنة والنار حق ، والوعد والوعيد بهما حق .
يا مولاي شقي من خالفكم وسعد من أطاعكم ، فاشْهَدْ على ما أشهدتك عليه ، وأنا وليٌ لك ، برئٌ من عدوك ، فالحق ما رضيتموه ، والباطل ما سخطتموه ، والمعروف ما أمرتم به ، والمنكر ما نهيتم عنه . فنفسي مؤمنةٌ بالله وحده لا شريك له ، وبرسوله ، وبأمير المؤمنين ، وبأئمة المؤمنين وبكم يا مولاي ، أولكم وآخركم ، ونصرتي معدة لكم ، فمودتي خالصة لكم . آمين ، آمين .
الدعاء للإمام عقيب الزيارة
بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم إني أسألك أن تصلي على محمد نبي رحمتك ، وكلمة نورك ، وأن تملأ قلبي نور اليقين ، وصدري نور الإيمان ، وفكري نور الثبات ، وعزمي نور العلم ، وقوتي نور العمل ، ولساني نور الصدق ، وديني نور البصائر من عندك ، وبصري نور الضياء ، وسمعي نور وعي الحكمة ، ومودتي نور الموالاة لمحمد وآله صلى الله عليه وآله ، حتى ألقاك وقد وفيت بعهدك وميثاقك ، فلتسعني رحمتك يا ولي يا حميد .
اللهم صل على حجتك في أرضك ، وخليفتك في بلادك ، والداعي إلى سبيلك والقائم بقسطك ، والثائر بأمرك ، ولي المؤمنين ، وبوار الكافرين ، ومجلي الظلمة ومنير الحق ، والساطع بالحكمة والصدق ، وكلمتك التامة في أرضك ، المرتقب الخائف والولي الناصح سفينة النجاة ، وعلم الهدى ، ونور أبصار الورى ، وخير من تقمص وارتدى ، ومجلي العمى ، الذي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، إنك على كل شئ قدير .
اللهم صل على وليك وابن أوليائك ، الذين فرضت طاعتهم ، وأوجبت حقهم ، وأذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا .
اللهم انصره وانصر به أولياءك وأولياءه ، وشيعته وأنصاره ، واجعلنا منهم . اللهم أعذه من كل باغ وطاغ ، ومن شر جميع خلقك . واحفظه من بين يديه ومن خلفه ، وعن يمينه وعن شماله ، واحرسه وامنعه من أن يوصل إليه بسوء ، واحفظ فيه رسولك وآل رسولك ، وأظهر به العدل وأيده بالنصر ، وانصر ناصريه واخذل خاذليه ، واقصم به جبابرة الكفرة ، واقتل به الكفار والمنافقين ، وجميع الملحدين ، حيث كانوا في مشارق الأرض ومغاربها ، برها وبحرها ، واملأ به الأرض عدلاً ، وأظهر به دين نبيك . واجعلني اللهم من أنصاره وأعوانه ، وأتباعه وشيعته ، وأرني في آل محمد ما يأملون ، وفي عدوهم ما يحذرون . إله الحق آمين ، يا ذا الجلال والاكرام ، يا أرحم الراحمين ) .
[2] في بحار الأنوار : 66 / 292 : وفي كلام الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر صلى الله عليه وآله إشارة إلى هذا المعنى حيث قال : كلما ميزتموه بأوهامكم في أدق معانيه مخلوق مصنوع مثلكم مردود إليكم .
[3] ما أورده الأستاذ مد ظله عن الزهراء عليها السلام قسم من رواية في بحار الأنوار : 22 / 535 نقلاً عن كشف الغمة للإربلي ص 148 . وفي البحار : 7 / 110 أيضاً : إن فاطمة صلوات الله عليها قالت لأبيها : يا أبت أخبرني كيف يكون الناس يوم القيامة ؟ قال : يا فاطمة يشغلون فلا ينظر أحد إلى أحد ، ولا والد إلى ولده ولا ولد إلى أمه . قالت : هل يكون عليهم أكفان إذا خرجوا من القبور ؟ قال : يا فاطمة تبلى الأكفان وتبقى الأبدان ، تُستر عورة المؤمن ، وتبدى عورة الكافرين . قالت يا أبت ما يستر المؤمنين ؟ قال : نورٌ يتلألأ لا يبصرون أجسادهم من النور . قالت : يا أبت فأين ألقاك يوم القيامة ؟ قال : انظري عند الميزان وأنا أنادي : رب أرجحْ من شهد أن لا إله إلا الله . وانظري عند الدواوين إذا نشرت الصحف وأنا أنادي : رب حاسب أمتي حساباً يسيراً . وانظري عند مقام شفاعتي على جسر جهنم ، كل إنسان يشتغل بنفسه وأنا مشتغل بأمتي أنادي : يا رب سلم أمتي ، والنبيون عليهم السلام حولي ينادون : رب سلم أمة محمد ) .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|