المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

ابرز ملوك كيش
1-12-2016
القوارض واضرارها
5-2-2016
Nicolaus(II) Bernoulli
31-1-2016
الاستخارة
1-8-2022
vocal folds
2023-12-05
تحديد الجهة التي توجه اليها الدعوى
18-1-2023


المؤمن مبتلى في الدنيا بشكل خاص  
  
688   11:22 صباحاً   التاريخ: 2024-06-17
المؤلف : الشيخ علي رضا بناهيان
الكتاب أو المصدر : النظام التربوي الديني
الجزء والصفحة : ص 143 ــ 145
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-27 779
التاريخ: 2024-09-22 227
التاريخ: 2024-07-03 614
التاريخ: 15/9/2022 1527

هناك آية في القرآن تقول: {وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ} [الزخرف: 33].

يعني لو لا مخافة أن يكفر الناس جميعا ولا يبقى منهم مؤمن، لجعلنا حياة الكافرين حياة فخمة جدا. ولكن خفف الله علينا وغيّر قانون العالم وجعل الكبد والمعاناة لكل الناس دون أن يختص به المؤمنين دون الكافرين.

وفي هذا المجال هناك رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) يقول: (لَوْ لَا إِلْحَاحُ هَذِهِ الشَّيعَةِ عَلَى اللَّهِ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ لَنَقَلَهُمْ مِنَ الْحَالِ الَّتِي هُمْ فِيهَا إِلَى مَا هُوَ أضيقَ مِنْهَا) (الكافي، ج 2، ص 264). وقد روي (أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَحِبُّكَ فَقَالَ اسْتَعِد للفقر فَقَالَ إِنِّي أُحِبُّ اللَّهَ فَقَالَ اسْتَعِدَّ لِلْبَلاء) (مجموعة ورام، ج 1، ص 223)، ويقول أحد الرواة سألت الإمام الصادق (عليه السلام): (أ يُبْتَلَى الْمُؤْمِنُ بِالْجُذَامِ والْبَرَصِ وأشْبَاهِ هَذَا؟ قَالَ: وهَلْ كُتِبَ الْبَلَاءُ إِلَّا عَلَى الْمُؤْمِنِ) (الكافي، ج 2، ص 258) يبدو أن هؤلاء الرواة كانوا يعانون من نفس مشكلتنا، فلعلهم لم ينظروا إلى الدنيا برؤية صائبة ولم يرونها كدار مخالف لأهوائنا. إن مجمل هذه الروايات تفرض على الإنسان المؤمن أن ينظم حياته على أساس مخالفة الهوى.

واسمحوا لي أن أنقل لكم هذه الرواية أيضا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ لَيَطْلُبُ الْإِمَارَةَ والتجارة) يعني يطلب شأنا من شؤون الدنيا ويطمح إليه حَتَّى إِذَا أَشْرَفَ مِنْ ذَلِكَ عَلَى مَا كَانَ يَهْوَى) يعني يبرمج ويخطط ويعمل ويشتغل حتى إذا اقترب إلى هدفه بَعَثَ اللَّهُ مَلَكًا وَ قَالَ لَهُ عُقْ عَبْدِي وَ صُدَّهُ عَنْ أَمْرٍ لَوِ اسْتَمْكَنَ مِنْهُ أَدْخَلَهُ النَّارَ) إذ كان هذا المؤمن يخطط لشيء بضرره (فَيُقْبِلُ الْمَلَكُ فَيَصُدُّهُ بلطف الله) يأتي الملك ويخرب شغله واللطيف أن هذا التخريب جاء بلطف الله. (فيُصْبِحُ وهُوَ يَقُولُ لَقَدْ دُهِيتُ ومَنْ دَهَانِي فَعَلَ اللَّهُ بِهِ...) (التمحيص، ص 56) فيبدأ بالبحث عن المقصر. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.