المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

التكامل بين المدرسة والبيت
26-7-2016
The three types of cubic lattices
2-5-2020
زهرة الساعة Passion flower (Passiflora incaranta)
2023-04-18
تحقيق قواعد الانضباط لدى الطفل
17-1-2016
أنواع الري وأساليبه
2023-04-27
العمل في الفكر الاقتصادي الاسلامي
28-9-2020


الشباب ومشكلة الغرور  
  
696   01:08 صباحاً   التاريخ: 2024-05-28
المؤلف : السيد مرتضى الحسيني الميلاني
الكتاب أو المصدر : الى الشباب من الجنسين
الجزء والصفحة : ص 155 ــ 156
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

الإعجاب بالنفس والغرور حالة مرضية تعتري الإنسان بسبب الشعور بالتفوق على الآخرين، والإعتداد بما عنده من قوة أو جمال أو مال أو سلطة أو موقع إجتماعي أو مستوى علمي.

وتلك الظاهرة المرضية هي من أخطر ما يصيب الإنسان، ويقوده إلى المهالك، ويورطه في مواقف قد تنتهي به إلى مأساة مفجعة صورها القرآن الكريم بقوله: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 6، 7].

وحذر من تلك الظاهرة في إيراده لوصية لقمان لابنه: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 18].

وقال أيضاً: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا} [الإسراء: 37].

وتعتبر مرحلة الشباب لاسيما مرحلة المراهقة من أكثر مراحل حياة الإنسان شعوراً بالغرور، والإعجاب بالنفس، وربما الإستهانة بالآخرين، أو بالمخاطر والدخول في المغامرات. وكم كان لهذا الشعور المرضي من أثر سيء على سلوك الشباب بما يجلبه عليهم من مآسٍ فكم يكون للغرور مثلا عند الفتى أو الفتاة من آثار سلبية على التعامل مع عملية إختيار الزوج، أو الزوجة أو التعامل من قبل أحدهما مع الآخر، أو مع أسرته؟ فالشاب المعجب بنفسه لا يرى زوجة ملائمة له إلا نادراً. وكم شابة بقيت عانساً لم تتزوج بسبب الغرور حتى فقدت شبابها، وربما تتحول الحياة الأسرية إلى جحيم وربما تنتهي بالفراق بسبب غرور أحد الزوجين أو كلاهما. ونجد بعض الشباب المغرور بقوته الجسدية يتعامل بتحدٍ واستهتار مع الآخرين. وكم إنتهى الغرور إلى السجن، والنبذ الإجتماعي، بل كم هي حوادث السير التي يذهب ضحيتها عشرات الآلاف من الشباب كل عام، وإنما تحدث بسبب الطيش والمجازفات. ومن الجدير ذكره إن الإحصاءات تفيد: أن عدد من تقضي عليه حوادث السير يزيد على عدد من يقضي عليه مرض الإيدز أو السل وأمراض أخرى، وأن (53) مليار دولار تفقدها دول العالم الثالث بسبب حوادث السير، وهي تساوي مجموع المساعدات المقدمة إليها من الدول الغنية.

بل قد يستولي الغرور على بعض الشباب فيخجل من الانتساب إلى أسرته أو مدينته أو قريته عندما يتوهم أن ذلك لا يلائم موقعه المغرور به، بل وربما يتعالى على والديه عندما يرى نفسه أصبح بوضع إجتماعي غير الوضع الذي ينتسب إليه ويعيش فيه والداه. وربما يكون الشعور بالتفوق العلمي لدى بعض الشباب حالة من الاستخفاف بفكر الآخرين وآرائهم. ولقد قاد الغرور العلمي قطاعات كبيرة إلى الاستخفاف بالإيمان بالله سبحانه، وبما جاء به النبيون (عليهم السلام)، ولهذا لا بد من التثقيف المركّز لجيل الشباب ثقافة أخلاقية تجنبهم مخاطر الغرور والإعجاب بالنفس. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.