المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الإسلام واهمية الغريزة الجنسية  
  
287   12:06 صباحاً   التاريخ: 2024-05-28
المؤلف : الأستاذ مظاهري
الكتاب أو المصدر : الأخلاق البيتية
الجزء والصفحة : ص46ــ48
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-06 317
التاريخ: 2023-03-08 1088
التاريخ: 2024-05-16 326
التاريخ: 13/11/2022 1242

أن الغريزة الجنسية تختلف كثيراً عن باقي الغرائز، فعندما تطغى هذه الغرائز، أو تثار شعلتها وتؤجج تبدو المسكنة والذلة على حاملها.

أما الغريزة الجنسية فهي شكل آخر، وهي لوحدها مقابل جميع تلك الغرائز، وهي التي جعلت يوسف يفر من زليخا - بالرغم من مقامه الشامخ - كيلا تتمكن منه.

وعلى حد قول القرآن الكريم.

{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف: 24].

أي لو لم تكن العصمة موجودة في يوسف، ولو لم تكن تلك الإرادة القوية في كوامن نفسه، لمال إلى تلك المرأة.

إن نبي الله يوسف عليه السلام - بالرغم من إرادته القوية تلك - قال بعد أن رأى نفسه وسط تلك النساء المغرمات به واللائي قطعن أيديهن من شدة تولههن به.

{وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [يوسف: 33].

ومعنى الجهل هنا هو: غلبة الغريزة على العقل؛ وهذه الآية المباركة المنقولة عن لسان يوسف «عليه السلام»: اللهم، إنك أنت الذي أعنتني بلطفك وعنايتك وجعلتني أتمكن من التغلب على هذه الغريزة الجنسية.

إن هاتين الآيتين المرتبطتين بما جرى ليوسف «عليه السلام»، تفهمنا بأن الغريزة الجنسية لها حساب غير حساب باقي الغرائز، وأن الإسلام فتح لها حساباً خاصاً بها، وباقي الغرائز في حساب آخر، وأن هذا الحساب الخاص يرتبط بمسألة مهمة وحساسة الا وهي مسألة دفع خطر هذه الغريزة بعيداً عن التنكر لها أو رفعها بشكل كلي، وأن هذا الدفع جاء من أجل أن لا تثور هذه الشهوة فتدمر الأخضر واليابس، لذا حث الإسلام العظيم على عدم مد النظر صوب ما حرم الله، وكما تعلمون أن النظر إلى الأجنبية شهوة يهيج الغريزة الجنسية ويؤدي بصاحبها إلى حيث لا تحمد عقباه.

لذا حرم الإسلام النظر بشهوة إلى ما حرم الله النظر إليه، كون ذلك النظر يتفاقم شيئاً فشيئاً فيضحى عشقاً أسوأ من السرطان الساري.

وحرم الإسلام أيضاً على المرأة أشياء تدخل في تهيج شهوة الرجل، وتذهب بعقله ولبه وهي: التحدث بغنج، أو المشي بدلال، أو ارتداء الملابس المبتذلة الخليعة، أو محاولة إطالة الأحاديث مع الرجال، والنظر في صميم عيونهم، وما إلى ذلك من الأعمال التي تدخل في إثارة غريزة الرجل الجنسية.

أيتها السيدة المسلمة! إن القرآن الكريم يحرم عليك التحدث إلى الرجال إلاً إذا كانت هناك ضرورة تستوجب ذلك، وإذا ما ذهبت إلى إحدى المحلات التجارية لا ينبغي لك أن تبتسمي بوجه البائع أو التاجر من أجل تخفيض الثمن، ولا يجدر بك وأنت المسلمة أن تطيلي في الكلام مع هذا وذاك، واعلمي بأن هناك من يتصيد في الماء العكر، ممن كان قلبه مريضاً.

أيتها السيدة الخيرة! حاولي أن لا ترتدي إلا الإزار الأسود، وابتعدي عن لبس الإزار الملون الذي يجلب الأنظار إليك، ولا تنتعلي الأحذية المثيرة، واحذري أن تكون طريقة مشيتك جاذبة لقلوب الآخرين، فلو كان إزارك مثيراً عد ذلك من الظلم، وظلم كبير لأنه حرك الشهوات الخامدة، ولو أثير شاب بسبب طريقة مشيك، او بسبب لون حذاءك البراق كان عليه صعباً أن يلجم غريزته الجنسية.

من هذا نفهم - وسبق أن ذكرنا ذلك - بأن الغريزة الجنسية تختلف كثيراً عن باقي الغرائز وأنها لتقول للشاب وللأبوين بأنها تتفتح ابتداء من عمر (17) إلى عمر «28» سنة، وبعد ذلك تخبو شيئا فشيئا عندها لا ينفع ذلك الشاب للزواج.

إن الشاب في العادة يمكن أن يتلذذ جنسياً في ظرف هذه الأعوام العشرة، فلا بأس أن يقدم له النصح باتخاذ المرأة بعنوان زوجة حليلة له.

إن ما نراه اليوم من عُقَدٍ في مجتمعاتنا الإسلامية ترجع في أساسها إلى إغفال الشباب تلك السنوات العشر من اعمارهم التي كان ينبغي أن تستثمر في الحلال دون الحرام والمقاطعة، والانزواء بعيدا عن الناس؛ مما حدا ببعض المجتمعات أن تفسد نتيجة تلك المقاطعة للزواج، وطفو الحالات الجنائية، وحالات الهم والغم، وبروز عُقَدِ الحقارة والشعور بالعظمة.

سيدتي الجليلة! سيدي الفاضل! إن الإسلام يعلم بهذه المسائل أفضل مني ومنكم.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.