المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الشباب ولباس الشهرة  
  
820   09:04 صباحاً   التاريخ: 2024-05-16
المؤلف : السيد مرتضى الحسيني الميلاني
الكتاب أو المصدر : الى الشباب من الجنسين
الجزء والصفحة : ص 196 ــ 197
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

إن الإنسان مجبول على حب نفسه، وقد يتفاقم هذا الحب عند البعض حتى يقود صاحبه إلى إرتكاب المحرمات، ولكي يتميز بعض الشباب عن أقرانهم تراه يلبس ثياباً غير متعارفة عند المجتمع. وهو ما نسميه: لباس الشهرة، وقد عرفه بعض علمائنا بأنه: المراد به أن يلبس الشخص خلاف زيه من حيث جنس الثوب أو لونه، أو من حيث هيئته في خياطته أو كيفية لبسه. وهذا مما فيه إجمال من حيث الموضوع والحكم والدليل. نعم لا يبعد ذلك فيما إذا كان لبس المؤمن له هتكاً لحرمة نفسه واذهاباً لمروّيِه، أو كان سببا لاغتياب الناس له، أو وقوعهم في معاصي أُخر، أو كونه ممنوعاً في قوانين الدولة الإسلامية كلبس غير العسكري لباس العسكري.

وقد جاء في الحديث الشريف: (رحم الله من جب الغيبة عن نفسه) (1). أي دفعها عنها.

روي أن عبّاد بن كثير البصري دخل على أبي عبد الله (عليه السلام) بثياب الشهرة، فقال (عليه السلام): (يا عبّاد ما هذه الثياب؟) قال: (يا أبا عبد الله تعيب عليّ هذا؟) قال: نعم، قال رسول الله (صلى الله عليه وآلله): (من لبس ثياب شهرة في الدنيا، ألبسه الله لباس الذل يوم القيامة). قال عبّاد: (من حدثك بهذا؟) قال (عليه السلام): (يا عبّاد تتهمني؟ حدثني والله أبي عن آبائي عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ)، ومثل هذه الملابس عادة تجلب النظر وربما تقود إلى السخرية. والله سبحانه أراد حفظ شخصية المؤمن. فإذا أراد أن يتميز عن أقرانه فليس عن طريق لبس الملابس أو نوع فصالها أو لونها، وإنما بحصوله على مؤهل علمي عالٍ في تخصصٍ من التخصصات، أو الإبداع في مجال عمله، أو الإخلاص في أداء واجبه خدمة لوطنه ومجتمعه. والله الهادي إلى سواء السبيل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ كشف الخفاء، 1 / 426. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.