لماذا تفضّل الشيعة السادة على غيرهم؟ والله تعالى يقول : {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } [الحجرات: 13] ؟ |
781
06:51 صباحاً
التاريخ: 2024-05-13
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-03
621
التاريخ: 2024-06-01
695
التاريخ: 2024-07-03
604
التاريخ: 29-8-2020
2155
|
الجواب : إنّ الناس في الشريعة الإسلامية لا يتفاضلون إلاّ بالتقوى ، {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} ، فمن أخلّ بالتقوى وتعدّى حدود الله لم يفلت من طائلة القانون ، مهما كانت مكانته ، أو منزلته ، أو حسبه ، أو نسبه ، أليس أبو لهب عمّ النبيّ صلى الله عليه وآله ، ومع ذلك جاء {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد: 1] .
فليس في الإسلام عنصرية يختلّ بها ميزان العدالة ، ولا محسوبية يتذبذب بها القانون ، فالنسب الحقيقيّ عند الله تعالى إنّما هو التقوى ، ويؤيّده الوحي المحفوظ : {يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} [هود: 46] ، فأرجع الباري تعالى البنوّة الحقيقيّة إلى العمل الصالح.
ولكن مع ذلك ، فهناك وجهة نظر أُخرى ، لا تغيّر من هذا المبدأ العام أي شيء ، ولكنّها تدخل الفضل في حسابها ، والفضل لا يمنع الحقّ لمن طلب العدل.
بل إنّ الله تعالى ضرب لنا أمثلة لنسلك سبيل الفضل فيما لا يعطّل حداً من حدود الله ، ولا يؤدّي إلى الإضرار بأحد من خلقه.
قال تعالى : {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا} [الكهف: 82] ، أراد الله ذلك لا لشيء إلاّ لأنّ أباهما كان صالحاً.
بل إنّ الله تعالى رغّبنا في سلوك طريق الفضل ، قال تعالى : {وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [التغابن: 14] ، قال أهل البيان : في الآية إطناب ، لأنّ تعفوا وحدها ، أو تصفحوا وحدها ، أو تغفروا وحدها كانت تكفي ، ولكن الله تعالى كرّر هذه الأفعال ترغيبا لنا في الفضل ، وحثا لنا عليه.
وعليه ، فلا غرابة أن تحترم الشيعة الإمامية السادة من ذرّية رسول الله صلى الله عليه وآله على غيرهم ، إكراماً لرسول الله صلى الله عليه وآله ـ ولأجل عين ألف عين تُكرم ـ وإطاعة لما جاء في القرآن الكريم من قوله تعالى : {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23] .
وهذه الآية وإن نزلت في حقّ أهل البيت عليهم السلام إلاّ أنّها بعموم اللفظ دلّت على مودّة ذرّية رسول الله صلى الله عليه وآله ، فاحترامهم وتفضيلهم وتقديمهم كما في إمامة صلاة الجماعة مصداق من مصاديق المودّة.
هذا من جهة ، ومن جهة أُخرى وردت روايات عن النبيّ وأهل بيته عليهم السلام تحثّنا على احترام ذرّية رسول الله صلى الله عليه وآله ، وإكرامهم ، وقضاء حوائجهم ، و .. ، منها مثلاً :
1 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: « إنّي شافع يوم القيامة لأربعة أصناف ، ولو جاءوا بذنوب أهل الدنيا : رجل نصر ذرّيتي ، ورجل بذل ماله لذرّيتي عند المضيق ، ورجل أحبّ ذرّيتي بالقلب واللسان ، ورجل سعى في حوائج ذرّيتي إذا طردوا أو شرّدوا »(1).
2 ـ قال الإمام الصادق عليه السلام : « إذا كان يوم القيامة نادى مناد : أيّها الخلائق أنصتوا فإنّ محمّداً صلى الله عليه وآله يكلّمكم.
فتنصت الخلائق ، فيقوم النبيّ صلى الله عليه وآله ويقول : يا معشر الخلائق ، من كان له عندي يد ، أو منّة ، أو معروف ، فليقم حتّى أكافيه.
فيقولون : فأيّ يد وأيّ منّة؟ وأيّ معروف لنا؟ بل اليد والمنّة والمعروف لله ولرسوله على جميع الخلائق.
فيقول : من آوى أحداً من أهل بيتي ، أو برّهم ، أو كساهم من عرى ، أو أشبعهم ، فليقم حتّى أكافيه.
ويقوم أناس قد فعلوا ذلك ، فيأتي النداء من عند الله عزّ وجلّ : يا حبيبي يا محمّد ، قد جعلت مكافاتهم إليك ، فأسكنهم حيث شئت من الجنّة ، فيسكنهم في الوسيلة ، حيث لا يحجبون عن محمّد » (2).
فعلى هذا ، نحن نحترم ونقدّر أولاد رسول الله صلى الله عليه وآله » والمرء يحفظ في ولده » مادام سائراً على سيرة النبيّ وأهل بيته الطاهرين وإلاّ فلا.
____________
1 ـ الكافي 4 / 60 ، من لا يحضره الفقيه 2 / 65.
2 ـ شجرة طوبى 1 / 10.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|