أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-18
396
التاريخ: 2024-06-01
794
التاريخ: 2024-01-25
1144
التاريخ: 2024-03-02
1012
|
وتدل شواهد الأحول على أن «تحتمس الثالث» لم يتوانَ طويلًا في مصر بعد اعتلاء أريكة العرش، فقد كان الخلاف القائم في مصر على تولية عرش البلاد، والجفاء بين «تحتمس الثالث» و«حتشبسوت» معروفًا في الأقطار الآسيوية العامرة بالجمِّ الغفير من الهكسوس، الذين شتَّت شملهم أسلاف «تحتمس الثالث» وطردوهم من مصر جملةً، والذين ما زال حب الانتقام والأخذ بالثأر يأكل صدروهم، وبخاصة أنهم أصبحوا هم المحكومين، ويدينون لمصر بالطاعة؛ ولذلك لما تولَّتْ «حتشبسوت» اتخذوا على ما يظهر هذا الحادث ذريعةً لإعلان الثورة؛ ليتحرَّروا من ربق الاستعباد المصري. وقد أعلنت «سوريا» كلها العصيان على مصر في تلك الفترة، وقامت بثورة محبوكة الأطراف، حتى أصبح لزامًا على هذا الفرعون الفتي الجسور أن يقابل حلفًا قويًّا مؤلَّفًا من قبائل آسيا والولايات التي وطدت العزم على خلع النير المصري الذي أثقل عاتقهم به «تحتمس الأول» وسلفه من قبله، منذ خمسين سنة مضَتْ، ولا شك في أن أكثرهم تحمُّسًا كان أولئك الأقوام الذين طُرِدوا من مصر من غير رجعة، وكان كل أولئك قد ألفوا حلفًا بقيادة ملك «قادش»، وهي بلدة على نهر الأرنت (نهر العاصي) على مسيرة مائة ميل تقريبًا شمالي دمشق، وقد زحف الفرعون لمقابلة أولئك العصاة، يحدوه غرض معين وهو منازلة ملك «قادش» والقضاء عليه، فإذا تمَّ له ذلك، كان كل شيء عداه سهلًا ميسورًا نسبيًّا؛ وذلك لأن سوريا لم تكن وقتئذٍ مملكة واحدة متحدة الكلمة بطبيعتها، بل كانت مقسَّمةً ولاياتٍ صغيرةً يحكم كلًّا منها أميرٌ أو ملك، كما كان لها «بعل» أو إله خاص بها، وكانت أقوى هذه الممالك الصغيرة وأغناها مملكة «قادش»، وقد أفلح ملكها في أن يضمَّ مؤقتًا الولايات الأخرى تحت قيادته، فإذا كان في الاستطاعة هزيمته، فإن الحلف لا يفتأ أن تنحلَّ عراه، وتعود كل دويلة سيرتها الأولى من الاستقلال الذاتي؛ ولذلك يصبح من السهل على «تحتمس» الاستيلاء على ولايات هذا الحلف الواحدة تلو الأخرى، والظاهر أن «تحتمس» قد صمَّم على الزحف بسرعة خاطفة إلى «قادش» مباشَرةً ليضرب ضربته الحاسمة هناك.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|