أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-24
700
التاريخ: 2024-03-01
789
التاريخ: 2024-03-13
713
التاريخ: 2024-01-02
912
|
وقد نقش «تحتمس الثالث» منظرَ تتويجه على جدران معبد الكرنك في حفلٍ رائعٍ مثل بوصف تمثيلي تتضاءل أمامه تلك القصص الخيالية التي نقرؤها أو نشاهدها على الشاشة البيضاء. وقبل أن نتكلم عن أعمال هذا الملك الفذِّ، سنضع أمام القارئ ترجمةَ تلك النقوش العجيبة التي برَّرَ بها «تحتمس الثالث» وراثته لعرش الملك أمام شعبه الذي كان يقدِّسه. وهذه النقوش ما تزال موجودةً حتى الآن على الجدار الجنوبي الخارجي من المباني، التي أقامها في معبد الإله «آمون» بالكرنك قبالة سلسلة الحجرات الجنوبية، التي كانت تقام فيها الشعائر الدينية «لتحتمس الثالث» وأمنحتب الأول»، ويُحتمَل أنه نقشها في العام الثاني والأربعين من حكمه بعد أن عاد مظفرًا من آخِر حملة سار على رأسها إلى بلاد آسيا، (1) وهاك ترجمة النص على ما فيه من تهشيم: السنة الثانية والأربعون، عقد الملك جلسة … حضر السمار … أمر ملكي لأصدقاء الفرعون … إنه الإله «آمون» والدي وأنا ابنه حينما كنت لا أزال فرخًا في عشه، ولقد أحبني حقًّا من لبه (وخصني بالملك)، وليس في ذلك مبالغة ولا مين، وكنت وقتئذٍ صبيًّا؛ إذ كنتُ لا أزال طفلًا حدثًا في معبده، ولم أكن قد أصبحتُ بعدُ كاهنًا … في جانب جلالتي، وكنتُ في هيئة الكاهن الذي يلقب عمود أمه، أيْ كنت مثل الإله «حور» الطفل في بلدة «خميس» (وتقع «خميس» في المكان المعروف الآن «كوم الخبيزة» في شمال الدلتا)، وقد كنتُ واقفًا في القاعة ذات العمد البردية الشكل الواقعة في الجهة الشمالية من المعبد (وهذه القاعة قد بناها «تحتمس الأول» بين البوابتين الرابعة والخامسة)، وعندئذٍ خرج الإله «آمون» من بهاء أفق(2) مثل إله الشمس، وكانت السماء والأرض في عيدٍ لجمال طلعته، وعندئذٍ أتى بمعجزة عظيمة، فقد كانت أشعته في أعين الشعب كأنه «حور» إله الشمس عندما يشرق في الأفق، وعندئذٍ أخذ الشعب يبتهل إليه بالدعاء رافعين أيديهم … ثم قرب له جلالته (يقصد الملك الحاكم وقتئذٍ) البخور على النار، وقدَّمَ له قربانًا عظيمة من الثيران الكبيرة والصغيرة ومن صيد الصحراء … ثم طاف حول القاعة ذات العمد البردية الشكل مارًّا بكلا جانبيها، ولم يكن يدور في خلد الناس الذين شاهدوا عمل الإله هذا أنه يبحث عن جلالتي في كل مكان في القاعة، ولكنه عرفني عندما كنت واقفًا … وعندئذٍ انبطحت على بطني ساجدًا أمامه، فعرفني ثانيةً وأنا على الأرض، ثم انحنيت أمامه … فوقفني أمام جلالته ثم جعلني أقف في مكان السيد (وهو مكان خاص في المعبد لا يدخله إلا الملك) … وتعجَّبَ مني … وإن ما أقوله ليس ببهتان، وكان ذلك … على مرأًى من الناس، وقد حفظ سرًّا في قلوب الآلهة الذين يعرفون هذه … ولم يكن هناك ما يدل عليها … وفتح لي أبواب السماء، وفتح لي بوابات الأفق (السماء والأفق يدلان على مسكن الإله في المعبد، وهو قدس الأقداس الذي لا يدخله أحد إلا الملك)، وطرت إلى السماء بوصفي صقرًا إلهيًّا لأطَّلِع على سره الذي في السماء، ودعوت لجلالته … ورأيت المخلوقات سكان الأفق في طريقهم السري في السماء، وأجلسني «رع» نفسه وزينت بتيجانه التي كانت على رأسه وصله الفريد الذي كان على جبينه … ثم حليت بكل فضائله، وأعانني كل علية الآلهة ثم … «حور» عندما يقدم بشخصه نحو معبد والده «آمون رع». وكذلك حليت بشرف الآلهة … وألبسني تيجاني، ونقش لي ألقابي، وثبت صقري على البوابة (شعار الملك)، وصيَّرني مظفرًا مثل الثور المنتصر، وجعلني أشرق في طيبة بوصفي «حور الثور المظفر» الذي يضيء في «طيبة»، وجعلني أتوج بتاج السيدتين (العقاب والصل، وهما رمزا الوجه القبلي والبحري)، وبارك مملكتي بوصفها مملكة «رع» في السماء وباسمي هذا صاحب السيدتين (أي: مملكة مباركة مثل «رع» في السماء)، وقد صورني صقرًا من الذهب ومنحني قوته وشدة بأسه، وكنتُ بهيًّا بتيجاني هذه وباسمي هذا «حور الذهبي» (أي: القوي صاحب البأس الفخم التيجان)، وقد جعلني أشرق بوصفي ملكًا على الوجه القبلي والوجه البحري (منخبرع)، وإني ابنه الذي خرج كريم الولادة مثل الإله صاحب «حسوت» (أي: «تحوت» إله العلم)، وإنه يضمُّ كل صوري، بوصفي ابن الشمس «تحتمس سما خبر» له الحياة أبد الآبدين، وقد جعل كل الأراضي الأجنبية تأتي خاضعةً لقوة جلالتي؛ لأن الفزع مني كان في قلوب قبائل الأقواس التسعة، وكل البلاد وُضِعت تحت موطئ قدمي، وكذلك جعل النصر في ساعدي، وبذلك أمد حدود مصر. وقد فعل ذلك والدي «آمون»؛ لأن حبي كان عظيمًا من لدنه، وكذلك فرح بي كثيرًا أعظم من فرحه بأي ملك آخَر وُجِد على الأرض منذ خلقت، وإني ابنه محبوب جلالته وما ترغب فيه نفسي يُنفَّذ.ومما سبق نعلم أن «تحتمس الثالث» أراد أن يقابل أقصوصة تولي حتشبسوت عرش الملك بمثلها، ويثبت للعالم أن الإله ووالده هما اللذان وضعاه على عرش مصر، وأن ما فعلته «حتشبسوت» كان اغتصابًا.
...........................................
1- راجع: Urkunden IV, p. 155.
2- أي: في احتفال كان يحمل فيه تمثال الإله «آمون» في سفينته المقدسة على الأعناق.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|