لعب التاريخ الجيولوجي للوطن العربي دوراً هاماً في تشكيل سطح الأرض فالسهول الفيضية ساعدت على استقرار السكان وقيام الحضارات القديمة التي سكنت حوض النيل والسهول الفيضية حول كل من نهر دجلة ونهر الفرات. كما ساعدت السهول الفيضية لبعض الانهار الصغيرة على قيام مجتمعات زراعية صغيرة ايضاً كما هو الحال في نهر بردى والعاصي وانهار لبنان وبلاد المغرب العربي. اما المناطق الصحراوية فكانت باستمرار عامل طرد لسكانها إلى مناطق الزراعة في المناطق المذكورة سابقاً حول الانهار وفي المناطق الجبلية من الوطن العربي وبسبب وعورتها فقد حددت حركة السكان فيها إلا أنها ساعدت بسبب غزارة ينابيعها على استقرار مجتمعات فلاحية في كل من بلاد الشام والجبل الاخضر وجبال اطلس وقد اثر التكوين الجيولوجي للوطن العربي على تشكيل سطحه من خلال مجموعة من العوامل اهمها:

- الحركات الصدعية، وتتمثل في اكبر صدع في العالم وهو الصدع الأفريقي الاسيوي، والذي شطر الوطن العربي إلى قسمين شرقي وغربي وتشغل الاغوار اليابسة والمسطحات المائية كالبحر الميت والبحر الاحمر هذا الصدع وارتفعت حول هذا الصدع على طول امتداده سلاسل جبلية في القسم الاسيوي والقسم الافريقي. الحركات الالتوائية الحديثة، حيث يظهر الرها في الاطراف الشمالية الشرقية والشمالية القريبة للوطن العربي، وشبه الجزيرة العربية على شكل سلاسل جبلية.

- الثورات البركانية التي رافقت الحركات الصدعية والانكسارية كما هو الحال في بعض جبال اليمن أو في جبال الهجار والحرات الواقعة في غرب شبه الجزيرة العربية وجنوب سوريا وشمال الاردن وغرب وجنوب السودان وبعض الجهات في صحارى ليبيا والجزائر.

ادت عوامل الحت والارساب الريحي في المناطق الصحراوية إلى تكوين مساحات رملية واسعة كالكلبان والعروق والسلاسل الجبلية المتقطعة. كما ساهمت عوامل الحت والارساب المائي في تغيير سطح الأرض في بعض اجزاء الوطن العربي، فتكونت السهول الساحلية والسهول الفيضية كالسهول الفيضية حول كل من النيل ودجلة والفرات بالاضافة إلى ما عمله الحت المائي في الأودية الدائمة والمؤقتة الجريان في بلاد الشام وبلاد المغرب العربي.