أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-18
![]()
التاريخ: 2024-04-06
![]()
التاريخ: 2025-02-05
![]()
التاريخ: 25-9-2016
![]() |
ويُخَيَّل لي أن «تحتمس الثالث» لم يُظهِر حبَّ الانتقام مباشَرةً من «حتشبسوت» وآثارها في البلاد، بل لا بد أنه كان يساير الرأي العام الذي كان على ما يظهر لا يبغض «حتشبسوت»، وبخاصة إذا كانت هي التي أبعدت «سنموت» عن إدارة دفة الحكم، وبذلك كفَّرت عن أغلاطها معه أمام الشعب المصري، ومن المحتمل جدًّا أن «تحتمس الثالث» لم يَرَ أن مركزه كان بعيدًا عن الخطر لدرجةٍ تسمح له بمهاجمة أعمال سلفه بعنفٍ منذ بداية الأمر، بل ربما اتبع سياسة الانتظار، ثم الانقضاض. وفي خرائب الكرنك نجد بقايا مقصورة جنازية قد أُهدِيت للملكة «حتشبسوت»، وقد عثر عليها «الجران«(1)، وفي النقوش التي على جدرانها قد مُثِّل الاحتفال بجنازتها، على أنه من المحتمل أن هذا المبنى قد أقامته «حتشبسوت» نفسها ليكون لها بعد وفاتها، كما نشاهد مثل هذه المناظر في قبور الأشراف، وربما أُقِيمت هذه المقصورة في وقت الاحتفال بعيدها الثلاثيني؛ لأنه في الواقع عيد يرمز به لإحياء الفرعون ثانيةً بعد حكم ثلاثين سنة، وتجديد جسده ليحكم مدة غيرها، وهذا العيد بلا نزاع عيد أوزيري الصبغة؛ وعلى أية حال فإنَّا نرى في المناظر التي على جدران هذه المقصورة، «تحتمس الثالث» يشترك في الاحتفال بدفنها، فيُرَى وهو يتقدَّمها في هيئة «أوزير» عابرًا النيل إلى الجبانة الغربية كأنه يسير في جنازتها، ومن المحتمل أن هذه المقصورة قد أُقِيمت بعد موتها مباشَرةً،(2)ولكنَّا مع ذلك نرى بعد مدة لا يمكن تحديد مقدارِها على وجه التأكيد أن العمل كان يسير بجدٍّ ونشاط في معبد الدير البحري كرَّةً أخرى بعد ممات «حتشبسوت»، غير أنه في هذه المرة كان عمل تهديم لا عمل بناء، فهُشِّمت تماثيلها ومُحِي اسمها واسم من اشترك معها في إبعاد «تحتمس» عن أريكة الملك، ولا غرابةَ في ذلك إذا عرفنا أنه كان من الأمور التي تثير الحقد، وتوري نار البغضاء، أن يضطر شاب طموح في مقتبل العمر أن يعيش عيشة خمول مستمرة، وكذلك ممَّا لا شك فيه أن تقاليد البلاط لم يتراخَ في أمرها عندما تشبَّثَتِ الملكة بحقوقها بشدة في شيخوختها، ولم تسمح لهذا الملك الفتي بأية سلطة، ولا شك في أن «تحتمس» عندما رأى السنين تمرُّ سراعًا، وأنه قد دخل على الثلاثين دون أن يرخى له العنان، كل ذلك كان لا بد ممَّا يجعله ثائرًا هائجًا حتى أصبح يحقد على كل شيء خاص بهذه المرأة المُسِنَّة، غير أن كل شيء كان يأتي طوعًا لمَن ينتظر ويتأنى. والواقع أن مصر قد نَمَتْ نموًّا عظيمًا في خلال العشرين عامًا التي قضتها البلاد في سلام، وبفضل تجارتها وحسن تدبير مواردها، واستغلال تربتها؛ ولذلك فإنه عندما ذهبت الملكة إلى السماء، وهي تربي على الخمسين، وكان تحتمس في السنة الأولى من العقد الرابع من سني حياته، عندما أخذ مقاليد الأمور في يده جميعًا، وجد أداة عظيمة في يدَيْه استطاع بها بعد بضعة أسابيع من تولِّيه العرشَ منفردًا أن يقذف بجيش عرمرم في ساحة القتال، في سلسلةٍ من الحملات ارتفعت مكانة مصر في نهايتها، وامتدَّ سلطانها وعظمتها، وعلى رأسها أول بطل فاتح في تاريخ العالم القديم، يغزو ويفتح بقوة لا تعرف الكلل، وجيش أصبح مدرَّبًا مثابرًا مدة تربي على الثمانية والعشرين ربيعًا.
...............................................
1- راجع: Legrain and Naville, “Annales du Musee Guimet”, XXX.
2-راجع: Weigall, “History” , Vol. II, p. 339.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|