المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

استنجاد عائشة بأم سلمة
1-5-2016
معايير لاختيار الدهانات
2023-05-28
الغلاف الجوي الأرضي
2023-04-01
Oxides, peroxides, superoxides, suboxides and ozonides of group 1
15-1-2018
Tetragonal Antiwedge Graph
19-5-2022
سرعة دوران الأرض حول محورها
13-12-2019


العطر  
  
948   10:55 صباحاً   التاريخ: 2024-02-07
المؤلف : مركز نون للتأليف والترجمة
الكتاب أو المصدر : مظهر المؤمن
الجزء والصفحة : ص 47 ــ 48
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

العطر من الأمور المستحبّة في الإسلام، حيث كان الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) يهتمّ بالتعطّر ويأمر أصحابه به. ولشدّة ما كان (صلى الله عليه وآله) يحافظ على التعطّر الدائم، كان إذا أتى يوم الجمعة ولم يُصْب طيبًا، دعا بثوب مصبوغ بزعفران فرشّ عليه الماء، ثمّ مسح بيده ثم مسح به وجهه (1)، وممّا يُروى أنّه كان (صلى الله عليه وآله) (ينفقُ في الطيبِ أكثرَ ممّا يُنفِقُ في الطعام) (2).

وقد تظافرت الرِّوايات الشريفة في الدعوة إلى التعطّر، فعن الإمام الرضا (عليه السلام): (الطيبُ من أخلاقِ الأنبياءِ) (3).

وقد اعتبر بعض الروايات أنّ المال الّذي يُنفقه الإنسان في العطر مهما كثر لا يعدّ إسرافاً، ترغيبًا للمؤمنين في المحافظة على هذه السنّة المباركة، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (ما أنفقْتَ في الطيبِ فليسَ بِسرفٍ) (4).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ سنن النبي (صلى الله عليه وآله) ـ السيد الطباطبائي، ص 150.

2ـ المصدر السابق.

3ـ المصدر السابق.

4ـ مكارم الاخلاق، الشيخ الطبرسي، 41. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.