صحيح أننا تحرَّينا سيرورات نشوء مكونات التربة العضوية واللاعضوية في فئات منفصلة، إلا أن المهم هو إدراك أن ثمة تأثيرات متبادلة فيما بين تلك المكونات، وأن مفاعيل السيرورات والخواص المختلفة ليست جَمْعيَّة أو تضافرية بالضرورة. على سبيل المثال، تستطيع معدنيات الحديد (III) وأكسيد الألمنيوم (III) في التربة القيام بالامتزاز النوعي، ومن ثُمَّ شل حركة بعض المعادن الموجودة في محلول التربة. ومع ذلك ثمة حالات تكون فيها مادة التربة الدُّبالية مرتبطة بقوة ببعض الأكاسيد. إلا أن تغشية المواد الدبالية للسطوح الأكسيدية تمنع تفاعلات الامتزاز النوعي، وتصبح نتيجة لذلك حركية أيونات المعدن أكبر من تلك التي في حالة تربة تحتوي على معدنيات غير مغطاة. لذا فإن المعرفة التفصيلية لمقادير الأكاسيد المعدنية وتوزعها في التربة ليست كافية للتنبؤ بدرجة احتفاظ التربة بالمعدن سوف نتحرى حالات أخرى تؤدي فيها التأثيرات المتبادلة إلى مفاعیل شاذة من هذا النوع.

تؤدي المجموعة المعقدة من السيرورات الفيزيائية والكيميائية (الحيوية واللاحيوية) المتنوعة، الفاعلة في الصخور الأصلية والمادة العضوية، إلى تكوين مادة مسحوقة دقيقة هي التربة. وتتصف التربة بطيف واسع من الخواص التي تعكس أصل وطبيعة المواد الأصلية التي تتكون منها ، والبيئة الجيولوجية التي أدت العوامل الجوية فيها إلى تكوينها ونقلها من مكان إلى آخر.

إن اختلافات التربة واضحة في الاتجاهين الشاقولي والأفقي، والتغيرات مستمرة فيها مع الزمن أيضاً. ومع ذلك، توجد سمات مشتركة بين جميع أنواع التربة منها:

• التربة هي مادة مسامية غير متجانسة مسحوقة دقيقة تتألف من معدنيات و/أو مادة عضوية

• تمتلئ فراغات مسامات التربة بالهواء و / أو الماء، تبعاً لظروف الرطوبة.

يُري الشكل 2.17 السمات الرئيسية المشتركة بين معظم أنواع التربة.

إن التربة مزيج من ثلاثة أطوار، ويتطلب الوصف الكامل لدورها في التفاعلات والدورات البيئية استقصاء التأثيرات المتبادلة فيما بين تلك الأطوار الثلاثة.

النقطة الرئيسية 2.17 تكونت التربة على مدى أحقاب جيولوجية بواسطة مجموعة من السيرورات الفيزيائية والكيميائية والحيوية تعمل تلك السيرورات على تفتيت الصخور الصلبة لإنتاج مكونات معدنية، وعلى تفكيك المواد الحيوانية والنباتية لإنتاج الجزء العضوي من التربة وناتج مفاعيل تلك العوامل الجوية هو مادة مسحوقة دقيقة تحتوي على هواء و/أو ماء في مساماتها. وتتصف مكونات أي تربة وطبيعتها بالتغير المستمر، ويمكن أن يتأثرا كثيراً بنواتج الأنشطة البشرية.