المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



أدرس خطواتك الى هدفك  
  
1151   09:31 صباحاً   التاريخ: 2023-12-31
المؤلف : إيهاب كمال
الكتاب أو المصدر : كيف تكون مديراً ناجحاً
الجزء والصفحة : ص107ــ109
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /

لبلوغ قمة الجبل لابد أن تكون الخطوة التالية متقدمة على سابقتها وفى النزول منها لابد أن يتحقق العكس.

ولا قامة بناية شامخة ينبغي أن نبني اللبنة الجديدة فوق اللبنة السابقة بينما لحفر البئر ينبغي العكس.

وهذا يعنى أن المسير الى الهدف ليس دائماً باتجاه الاعلى ولا باتجاه الاسفل وانما الذي يحدد الاتجاه الذي تسير فيه هو الهدف الذي تسعى للوصول اليه.

من هنا لابد ان تعرف ما الذي نريد تحقيقه فهذه هي المسالة الرئيسية التي على أساسها تتحدد بقية الأمور والذي لا يعرف ماذا يريد أن يحقق من هدف.

فكيف يحقق ما لا يعرفه ولا يريده؟

اذ لا شك أن فاقد الهدف يفقد الإرادة ايضاً وفاقد الارادة لا يملك خطة في الحياة وفاقد الخطة سيكون بالتأكيد جزءاً من خطط الآخرين والة بأيديهم ولن يتحكم بعد ذلك بمصيره حيث ان غيره هو الذي ينوب عنه في قراراته عنه في اتخاذ القرار وليس له الا أن يرضخ لتلك القرارات وحسنة كانت ام سيئة وغالباً ما تكون تلك القرارات في غير مصلحته.

ان فقدان الهدف يعني فقدان محور الحياة ومن دور المحور يكون وضع الانسان مشتتا في داخل نفسه وفى تصرفاته وفي علاقاته مع الآخرين مثلما الامر في الذرة عندما تفقد نواتها تضطرب الالكترونات حينئذ في حركتها وتضل مسيرها فتصطدم وتفجر بقية الذرات.

ان الضياع في حركة الحياة تساوى الانفجار في حركة الزمن والامم الضائعة ستصطدم يوماً ما بالأمم الأخرى عندما سيقع الانفجار وتذهب تلك الامم في الريح لا من منقذ ولا من معين.

في مثل هذه الامم قد تكون الحركة سريعة والنشاط عالياً ولكن من دون تحقيق أي تقدم لان النشاط والحركة لا تنفعان امة لا تعرف اهدافها في الحياة بل قد يكون النشاط المتزايد سبباً لانهيار تلك الامة.

من هنا كان تحديد الهدف امراً اساسيا في حياة الانسان والامة والانشغال عن ذلك خطأ فظيع لأنه سيفوت الفرصة على جميع الفرص على صاحبها.

فمن أنت؟ وماذا تريد؟ امران مترابطان بل لا تستطيع أن تعرف من انت اذا لم تعرف ماذا تريد.

ومن دون معرفة ماذا تريد فلست انت نفسك؟

لقد خلق الله الانسان قادراً على صنع التاريخ وذلك بشرط ان يحدد أهدافه اولاً والا فانه إذا فقد الهدف فانه سيصبح حينئذ منفعلاً بالحياة لا فاعلاً فيها.

أن الفشل أنما يصيب الانسان بسبب عدم التخطيط او الغفلة أو البعد عن المنهج العلمي المبنى على البصيرة ولكي يتجنب الفشل في الحياة ويحقق اهدافه لابد له من مرشد یرشده في كل خطوة من خطواته. لذلك جاءت الروايات مؤكدة على مسألة الاستشارة ففي أي خطوة يستبد فيها المرء في عمله فان الهلاك هو مصيره.

وباختصار يمكن القول ان النجاح يتوقف على الخطوات التالية:

أولا: تحديد الهدف النهائي.

ثانياً: تحديد الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك الهدف.

ثالثاً: الاستشارة في جميع الأمور.

رابعاً: دراسة خطوات العمل بالقياس إلى الهدف. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.