تتولد الرذاذات الغبارية بسيرورات فيزيائية بسيطة، تقوم فيها تيارات الريح بحمل مواد صلبة ذات أقطار صغيرة جدا، من قبيل المعدنيات الصلصالية والمواد العضوية المسحوقة الدقيقة، ورفعها إلى الغلاف الجوي. وحينما تدفع تيارات الرياح هذه الجسيمات عند سطح الأرض، تتصادم مع جسيمات صلبة أخرى مؤدية إلى تشظيها إلى جسيمات أصغر منها يمكن أن تصبح قابلة للحمل جواً والانضمام إلى الرذاذات الأخرى. وقد وجد أن التركيب الكيميائي للغبار يعكس التركيب العام للسطح الصلب الذي اشتق منه. على سبيل المثال، تتألف عواصف الغبار الصحراوية من مادة سليكونية بمعظمها، ويمكن لهذه المواد أن تُحمل أحياناً إلى أماكن بعيدة بمئات أو حتى آلاف الكيلو مترات. ففي غرب أفريقيا، تحمل الرياح الشمالية، التي تسمى الحَرْمَتان Harmattan وتأتي من الصحراء الأفريقية الكبرى بين ديسمبر (كانون الأول) وفبراير (شباط)، غباراً ذا تركيز يساوي 1000ugm ويتوضع على مساحات واسعة من الكاميرون حتى ليبيريا. ويشابه تركيب ذلك الغبار تركيب الرمل في شمال غرب الصحراء الكبرى. وبالمثل، يُحمل الغبار من صحراء غوبي في شمال غرب الصين ومنغوليا إلى الجنوب والشرق ليتوضع بعيداً في أماكن كاليابان والمحيط الهادئ.

وعلى غرار ما جرى بخصوص معلقات الرذاذ البحري حدّدت عوامل التركيز الكيميائي للغبار أيضاً. وفيما يخص المواد الواردة من اليابسة، يُستعمل عنصر مرجعي يمثل مكوّناً رئيسياً من مكونات قشرة الأرض السطحية. قد يكون السليكون مرجعاً مناسباً، إلا أن بعض الصعوبات التحليلية جعلت استعماله نادراً. أما الألمنيوم، وهو أكثر المعادن وفرة في الأرض ، فهو أسهل تحديداً ويمثل عنصراً مرجعياً جيداً. وفيما يخص العوامل المؤثرة في إغناء الغبار بالأجناس المختلفة، فهي أكثر تنوعاً من تلك ذات المنشأ البحري. وهي تتضمن أيضاً تباينات تركيب التربة السطحية التي ينجم كثير منها عن الأنشطة البشرية الزراعية، وعن تلك التي تحصل في المدن.

كان غبار المدن موضوع عدد لا بأس به من الدراسات، إلا أن التحريات تُجرى عادة على الغبار المتوضع الذي يتكون غالباً من جزيئات كبيرة، لكنه يتضمن أيضاً جسيمات كبيرة و / أو ثقيلة بقدر كاف لمنعها من أن تكون ضمن الرذاذات الجوية. ويحتوي غبار المدينة، إلى جانب مكونات التربة شظايا نباتية وأسمنتاً وجسيمات من إطارات السيارات ووسائد كوابحها وهباباً صلباً من دخانها وكثيراً من المواد الأخرى الصنعية والطبيعية بمقادير ضئيلة. ويحتوي غبار الريف على نفس المواد على شكل جسيمات دقيقة يمكن وصفها بالغبار، إلا أنها تحتوي على مكونات غير غبارية أخرى أيضاً. فالدخان وغبار الطلع ونواتج التكاثف تمتزج بالغبار وتجعل تحديد مصادره إفرادياً شديد الصعوبة.