المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



البعد البيئي لثقافة الطفل  
  
1435   09:14 صباحاً   التاريخ: 2023-11-27
المؤلف : د. صبحي عزيز البيات
الكتاب أو المصدر : التربية البيئية
الجزء والصفحة : ص 63 ــ 65
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

لا يدرك الجميع، للأسف، بأن ضمان البيئة السليمة هو ضمانة لصحة وعافية الطفل. وأن تحقيق ذلك يستلزم غرس التربية البيئية والثقافة الصحية لدى الطفل في المراحل المبكرة من حياته. والمؤسف ان هذا لا يحصل في بلداننا. وحتى أدب الأطفال متخلف في هذا الشأن. أرتباطاً بذلك يتناول الأستاذ نعيم محمد قداح- سفير متقاعد، ومستشار سابق لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، واول رئيس للجمعية السورية لحماية البيئة والتنمية المستدامة، محاصرة الأطفال بنقص الثقافة البيئية، مذكراً الجميع بأن الأطفال مادة المستقبل ورجاله، ولذا فان التربية البيئية يجب ان تغرس في نفوسهم ما يعينهم على تخطي المراحل التعليمية المختلفة. ذلك ان التربية البيئية ميدان فسيح ينطلق منه الطفل في إكتساب المعرفة البيئية للدخول في الغشاء البيئي الأرحب. ويضيف: إن مسؤولية الحصار الذي يعيشه الطفل موزعة على جهات عدة، على رأسها نظام الاسرة التي لم تكتمل لديها جوانب المعرفة البيئية بسبب حداثة الموضوع، والمؤسسة التعليمية التي قدمت ما يعين على ترسيخ الأساسيات، والمؤسسات الثقافية والإعلامية التي لها دور اساسي في ردم هوة التخلف البيئي الواقع علينا. والبيئة ميدان واسع جداً، له علاقة وثيقة بكثير من مفاصل الحياة. فهي إيمان بالشعائر والوطن، وعلم وثقافة واقتصاد وحضارة وسلوك وأخلاق وانضباط وطريقة مثلى راقية في الحياة. البيئة ذات علاقة وثيئة بـ 98 في المئة من شؤوننا. والواقع الذي نريد اللحاق به هو حراسة الأجيال القادمة، بدءاً بالطفولة، من قبل المختصين ذوي الخبرة. وهذه الحراسة تبدأ بثقافة الطفل، والتسلح بالثقافة والمعرفة البيئية هو أول الأسس التي ينطلق منها الطفل الى مرحلة الحياة.

إن ثقافة الطفل البيئية هي نوع من التعليم الذاتي بعيداً عن قيود الدراسة، وبتدخل التلفزيون وتقانة الإتصالات الحديثة والنشاط غير الصفي في تكوين أطفالنا. ويلعب التلفزيون دورا اساسياً، بإعتبار الأطفال أول مشاهديه. وتصبح ثقافة الطفل الناجمة عن ذلك منطلقاً توجيهياً في إفهامه كيفية التفريق بين الصورة التي يراها، خصوصاً عند الآخرين، والواقع الذي يعيشه.

فلابد من إتخاذ إجراء يحصن الطفل وينطلق به الى تيار يؤمن بضرورة المحافظة على البيئة..

ان توجهات الثقافة البيئية التي نريدها للأطفال، بأبجديتها المتعلقة بسلامة الأرض ونقاء الهواء ووفرة الماء وندرته، تلتزم بالفئات العمرية التي يخاطبها الشاعر او الكاتب او الفنان ضمن التقيد بالقاموس اللغوي المناسب، وتقوم على إحترام حقيقي لوعي الطفل وحسه الجمالي ورغبته في الاستكشاف..

علينا ان نعي ان الطفل هو ثروتنا التي يمكن ان تكون مهدرة. وإذا كنا لا ندرك أهميتها، فان المجتمعات الراقية أخذت بمؤشراتها ومسلماتها، وتغلب علينا أعداؤنا بالإدراك والممارسة في مساحة الطفولة.

الواقع يتطلب منا ان نعد للثقافة البيئية للأطفال من خلال ميثاق التعامل مع الطفل، والأدبيات التي ينبغي التمسك بها، والمعايير والمواصفات التي ينبغي ان تتوفر للأدب البيئي الخاص بالطفولة. ولابد من مراعاة الفئات العمرية من الثالثة حتى الثامنة عشرة، وما يناسبها من أساليب ومصطلحات ومضامين في القصيدة والقصة والمسرحية والبرنامج الإذاعي والتلفزيوني، وغيرها من الوسائل المشوقة. فهذه عناصر جوهرية لإندفاع الطفل نحو فهم البيئة وصون أبعادها وتحقيق إستدامتها (1).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- نعيم قداح، تربية طفل خير من إصلاح إنسان: البعد البيئي في أدب الأطفال، (البيئة والتنمية)، العدد 95، شباط 2006. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.