المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16618 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


التمثيلُ في الآية (14) من سورة الرعد  
  
1660   03:50 مساءاً   التاريخ: 11-10-2014
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : الأمثال في القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص152-154 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / الأمثال في القرآن /

 قال تعالى : { لَهُ دَعْوَةُ الحَقّ وَالّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيءٍ إِلاّ كَباسِطِ كَفَّيْهِ إلى الماءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ وَمَا دُعاءُ الكافِرِينَ إِلاّ فِي ضَلالٍ} [الرعد : 14].

تفسيرُ الآية

تقدّم الظرف في قوله : { لَهُ دَعْوَةُ الحَقّ } لأجل إفادة الحصر ، ويؤيّده : ما بعده من نفي الدعوة عن غيره .

كما أنّ إضافة الدعوة إلى الحقّ من قبيل إضافة الموصوف إلى الصفة ، أي الدعوة الحقّة له ؛ لأَنّ الدعوة عبارة عن توجيه نظر المدعو إلى الداعي ، والإجابة عبارة عن إقبال المدعو إليه ، وكِلا الأمرين يختصان بالله عزّ اسمه ، وأمّا غيره فلا يملك لنفسه ضرّاً ، ولا نفعاً ، ولا موتاً ، ولا حياة ، ولا نشوراً ، وعند ذلك كيف يمكن أن يجيب دعوة الداعي .

فالنتيجة : إنّ الدعوة الحقّة التي تستعقبها الإجابة هي لله تبارك وتعالى ، فهو حي لا يموت ، ومُريد غير مُكرَه ، قادر على كلّ شيء ، غني عمّن سواه .

وبذلك يُعلم أنّ الدعوة على قسمين : دعوة حقّة ، ودعوة باطلة ، فالحقّة لله ودعوة غيره دعوة باطلة ، أمّا لأنّه لا يسمع ولا يريد ، أو يسمع ولا يقدر ، وأشارَ إلى القسم الباطل بقوله : { وَالّذينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجيبُونَ لَهُمْ بِشَيءٍ } ، وقد عرفتَ وجه عدم الاستجابة .

ثمّ إنّه سبحانه استثنى صورة واحدة من عدم الاستجابة ، لكنّه استثناء صوري وهو في الحقيقة تأكيد لعدم الاستجابة ، وقال : { إِلاّ كَباسِط كَفَيّه إلى الماء لِيَبْلُغَ فاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ } .

فدعوة الأصنام والأوثان وطلب الحاجة منهم ، أشبه بحال الظمآن البعيد من الماء كالجالس على حافة البئر ، والباسط كفّه داخل البئر ليبلغ الماء فاه ، مع البون البعيد بينه وبين الماء .

قال الطبرسي : هذا مَثل ضربه الله لكلّ مَن عبدَ غير الله ودعاه رجاء أن ينفعه ، فإنّ مَثله كمَثل رجل بسط كفّيه إلى الماء من مكان بعيد ليتناوله ويُسكن به غُلّته ، وذلك الماء لا يبلغ فاه لبعد المسافة بينهما ، فكذلك ما كان يعبده المشركون من الأصنام لا يصل نفعها إليهم ولا يستجيب دعاءهم (1) .

وربّما تُفسّر الآية بوجه آخر ، ويقال : لا يستجيبون إلاّ استجابة الماء لِمن بسطَ كفّيه إليه يطلب منه أن يبلغ فاه ، والماء جماد لا يشعر ببسط كفّيه ولا بعطشه وحاجته إليه ، ولا يقدر أن يجيب دعاءه ويبلغ فاه ، وكذلك ما يدعونه جماد لا يحسّ بدعائهم ، ولا يستطيع إجابتهم ، ولا يقدر على نفعهم (2) .

والظاهر رجحان الوجه الأول ؛ لأَنّ الآلهة بين جماد لا يشعر ، أو مَلك ، أو جن ، أو روح يشعر ، ولكن لا يملك شيئاً ، فهذا الوجه يختص بما إذا كان الإله جماداً لا غير .

ثمّ إنّه سبحانه يقول في ذيل الآية : ( وَمَا دُعاءُ الكافِرِينَ إِلاّ فِي ضَلالٍ ) ، فإنّ الضلال عبارة عن الخروج عن الطريق ، وسلوك ما لا يوصِل إلى المطلوب ، ودعاء غيره خروج عن الطريق الموصِل إلى المطلوب ؛ لأَنّ الغاية من الدعاء هو إيجاد التوجّه ثمّ الإجابة ، فالآلهة الكاذبة إمّا فاقدة للتوجّه ، وإمّا غير قادرة على الاستجابة ، فأيّ ضلال أوضح من ذلك .

________________ 

1 ـ مجمع البيان : 3/284 .

2 ـ الكشّاف : 2/162 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .