المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

secondary response
2023-11-13
دع إبنك يحتفظ بماء وجهه
20-3-2022
طريقة تقديم النشرة في الاذاعة
21-9-2021
طبيعة قانون العمل وقانون الضمان الاجتماعي
12-3-2020
Leopold Kronecker
13-11-2016
Antibody
6-12-2015


صفة زين العابدين في أخلاقه و أطواره  
  
3524   03:45 مساءً   التاريخ: 20-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص464-465
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام) /

كان (عليه السلام) أفضل أهل زمانه وأعلمهم وأفقههم وأورعهم وأعبدهم وأكرمهم وأحلمهم وأصبرهم وأفضحهم ، وأحسنهم أخلاقا ، وأكثرهم صدقة ، وأرأفهم بالفقراء ، وأنصحهم للمسلمين ، وكان معظما مهيبا عند القريب والبعيد والولي والعدو ، حتى أن يزيد بن معاوية لما أمر أن يبايعه أهل المدينة بعد وقعة الحرة على أنهم عبيد رق له لم يستثن من ذلك إلا علي بن الحسين ، فامر أن يبايعه على أنه أخوه وابن عمه .

وكان يشبه جده أمير المؤمنين (عليه السلام) في لباسه وفقهه وعبادته ، وكان يحسن إلى من يسئ إليه .

كان هشام بن إسماعيل أمير المدينة يسئ إليه ويؤذيه أذى شديدا فلما عزل أمر به الوليد أن يوقف للناس فمر به وسلم عليه وأمر خاصته أن لا يعرض له أحد ، وكان له ابن عم يؤذيه فكان يجيئه ويعطيه الدنانير ليلا وهو متستر فيقول لكن علي بن الحسين لا يصلني لا جزاه الله خيرا ، فيسمع ويصبر فلما مات انقطع عنه فعلم أنه هو الذي كان يصله ، ولما طرد أهل المدينة بني أمية في وقعة الحرة ، أراد مروان بن الحكم أن يستودع أهله فلم يقبل أحد أن يكونوا عنده إلا علي بن الحسين فوضعهم مع عياله وأحسن إليهم مع عداوة مروان المعروفة له ولجميع بني هاشم وعال في وقعة الحرة أربعمائة امرأة من بني عبد مناف إلى أن تفرق جيش مسرف بن عقبة ، وكان يعول أهل بيوت كثيرة في المدينة لا يعرفون من يأتيهم برزقهم حتى مات ، وكان يقول لمن يشتمه : إن كنت كما قلت فاسال الله ان يغفر لي وإن لم أكن كما قلت فاسال الله ان يغفر لك ، وحج على ناقته عشرين حجة لم يضربها بسوط ، وكان لا يضرب مملوكا بل يكتب ذنبه عنده حتى إذا كان آخر شهر رمضان جمعهم وقررهم بذنوبهم وطلب منهم أن يستغفروا له الله كما غفر لهم ، ثم يعتقهم ويجزيهم بجوائز وما استخدم خادما فوق حول كان إذا ملك عبدا أول السنة أو وسطها أعتقهم ليلة الفطر واستبدل سواهم كذلك كان يفعل حتى لحق بالله ، ولقد كان يشتري السودان وما به إليهم من حاجة يأتي بهم عرفات يسد بهم الفرج فإذا أفاض أعتقهم وأجازهم . وهو الذي علم الزهري كيف ينجو من الدم الذي أصابه وخلصه من ورطة الوقوع في القنوط . وكان لا يسافر إلا مع رفقة لا يعرفونه ويشترط عليهم أن يكون من خدم الرفقة فيما يحتاجونه ويقول أكره أن آخذ برسول الله ما لا أعطي مثله .

وفي كشف الغمة : كان لا يحب أن يعينه على طهوره أحد وكان يستقي الماء لطهوره ويخمره أي يغطيه قبل أن ينام فإذا قام من الليل بدأ بالسواك ثم توضأ ثم يأخذ في صلاته وكان لا يدع صلاة الليل في السفر والحضر ، وكان يقضي ما فاته من صلاة نافلة النهار بالليل ، وكان يقول لبنيه يا بني ليس هذا عليكم بواجب ولكن أحب لمن عود منكم نفسه عادة من الخير أن يدوم عليها وكان إذا اتاه السائل قال مرحبا بمن يحمل زادي إلى الآخرة ، وكان إذا مشى لا تجاوز يده فخذه ولا يخطر بيده وعليه السكينة والوقار (اه) .

وقال الصادق (عليه السلام) كان إذا مشى كان الطير على رأسه لا يسبق يمينه شماله (اه) .

وكان عشية عرفة وغدوة جمع إذا دفع يسير على هنيهة وكان يجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في السفر وكان يمشي إلى الجمار .

وقال ابن حجر في صواعقه : زين العابدين هو الذي خلف أباه علما وزهدا وعبادة وكان إذا توضأ للصلاة أصفر لونه فقيل له في ذلك فقال : لا تدرون بين يدي من اقف ، وكان عظيم التجاوز والعفو والصفح حتى أنه سبه رجل فتغافل عنه فقال له إياك أعني فقال وعنك أعرض أشار إلى آية خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين (اه) .

وفي الخصال بسنده عن الباقر (عليه السلام) : كان علي بن الحسين (عليه السلام) يخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب على ظهره وفيه الصرر من الدنانير والدراهم وربما حمل على ظهره الطعام أو الحطب حتى يأتي بابا بابا فيقرعه ثم يناول من يخرج إليه ، وكان يغطي وجهه إذا ناول فقيرا لئلا يعرفه فلما توفي فقدوا ذلك فعلموا أنه كان علي بن الحسين ، ولقد خرج ذات يوم وعليه مطرف خز فتعرض له سائل فتعلق بالمطرف فمضى وتركه ، ولقد نظر (عليه السلام) يوم عرفة إلى قوم يسألون الناس فقال ويحكم أ غير الله تسألون في مثل هذا اليوم أنه ليرجى في هذا اليوم لما في بطون الحبالى أن يكون سعيدا ، وكان يأبى أن يواكل أمه فقيل له يا ابن رسول الله أنت أبر الناس وأوصلهم للرحم فكيف لا تواكل أمك ؟ فقال : إني أكره أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها ، وقال له رجل يا ابن رسول الله إني لأحبك في الله حبا شديدا فقال اللهم إني أعوذ بك أن أحب فيك وأنت لي مبغض ، وسئلت عنه مولاة له فقالت أطنب أو اختصر فقيل لها اختصري فقالت ما أتيته بطعام نهارا قط وما فرشت له فراشا بليل قط .

وانتهى ذات يوم إلى قوم يغتابونه فوقف عليهم فقال إن كنتم صادقين فغفر الله لي وإن كنتم كاذبين فغفر الله لكم . وكان إذا جاء طالب علم قال مرحبا بوصية رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم يقول إن طالب العلم إذا خرج من منزله لم يضع رجله على رطب ولا يابس من الأرض إلا سجت له ، ولقد كان يعول مائة أهل بيت من فقراء المدينة وكان يعجبه أن يحضر طعامه اليتامى والأضراء والزمني والمساكين الذين لا حيلة لهم ، وكان يناولهم بيده ومن كان منهم له عيال حمل له إلى عياله من طعامه ، وكان لا يأكل طعاما حتى يهدأ فيتصدق بمثله ، ولقد بكى على أبيه الحسين عشرين سنة وما وضع بين يديه طعام إلا بكى حتى قال له مولى له : يا ابن رسول الله أ ما آن لحزنك أن ينقضي فقال له ويحك ان يعقوب النبي (عليه السلام) كان له إثنا عشر ابنا فغيب الله واحدا منهم فابيضت عيناه من كثرة بكائه عليه وشاب رأسه من الحزن واحدودب ظهره من الغم وكان ابنه حيا في الدنيا وأنا نظرت إلى أبي وأخي وعمي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني (ا ه) .

وروى الشيخ في الأمالي بسنده عن الصادق (عليه السلام) قال : كان علي بن الحسين يقول ما تجرعت جرعة أحب إلي من جرعة غيظ أعقبها صبرا وما أجب أن لي بذلك حمر النعم وكان يقول الصدقة تطفئ غضب الرب وكان لا يسبق يمينه شماله وكان يقبل الصدقة قبل أن يعطيها السائل قيل له ما يحملك على هذا فقال لست أقبل يد السائل إنما أقبل يد ربي إنها تقع في يد ربي قبل أن تقع في يد السائل ، ولقد كان يمر على المدرة في وسط الطريق فينزل عن دابته حتى ينحيها بيده عن الطريق ، ولقد مر بمجذومين فسلم عليهم وهم يأكلون فمضى ثم قال إن الله لا يحب المتكبرين فرجع إليهم فقال إني صائم وقال اتتوني بهم في المنزل فاتوه بهم فاطعمهم ثم أعطاهم (ا ه) .

وكان إذا انقضى الشتاء تصدق بكسوته وإذا انقضى الصيف تصدق بكسوته وفي رواية إنه كان يتصدق بها نفسها فقيل له إنك تعطيها من لا يعرف قيمتها ولا يليق به لباسها فلو بعتها فتصدقت بثمنها فقال إني أكره أن أبيع ثوبا صليت فيه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.