المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الطيوف الإهتزازية للجزيئات المتعددة الذرات
16-2-2022
Protein Ribbon Structures
12-10-2019
مهدي بن علي بن جعفر بن خضر كاشف الغطاء.
20-7-2016
تتريد البورون Nitride Boron
24-9-2016
طرق قياس فعالية GPT
8-3-2021
الادرار والماء
3-3-2021


الرسول (صلى الله عليه وآله) وتشجيع العامل  
  
1349   07:23 صباحاً   التاريخ: 2023-10-13
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص311ــ312
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / النظام المالي والانتاج /

لقد كان الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) يحترم العامل الكادح ويشجعه بشتى الطرق، ويحتقر العاطل عن العمل ويبدي استياءه منه، وكل ذلك كان بهدف حث المسلمين على العمل والمثابرة وتحذيرهم من الكسل والبطالة.

روى أنس بن مالك ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما أقبل من غزوة تبوك استقبله سعد الأنصاري فصافحه النبي (صلى الله عليه وآله) ثم قال له: ما هذا الذي أكنب يديك؟، قال: يا رسول الله أضرب بالمر والمسحاة فأنفقه على عيالي ، فقبل يده رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال :هذه يد لا تمسها النار(1).

وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا نظر إلى الرجل فأعجبه قال هل له حرفة فإن قالوا لا، قال سقط من عيني(2).

إن النبي (صلى الله عليه وآله) الذي كان من الناحية المعنوية مبعوثاً إلهياً وقائداً دينياً ، ومن الناحية الظاهرية قائداً لأمة وزعيماً لبلد ، حينما قبل يد سعد الأنصاري أمام الناس إنما أراد أن يظهر احترامه وتقديره لكده وعمله وتشجيعه للعامل وحثه على العمل ، وعندما قال بشأن الرجل الذي لا حرفة له إنه سقط من عينه إنما أراد أن يظهر سخطه واستياءه من البطالة والعاطل عن العمل.

___________________________

(1) أسد الغابة 2 ، ص 269.

(2) بحار الانوار23، ص6. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.